الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

آراء وتحليلات

 إعادة الإعمار واجب وطني لا مساومة فيه 
28/04/2025

 إعادة الإعمار واجب وطني لا مساومة فيه 

إعادة إعمار ما هدمته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع، هو واجبٌ وطني، على كل مسؤول في هذا البلد، أن يسعى إليه دون تردد. ومن غير المسموح الابتزاز في هذا الملف أو ربطه بأي ملف آخر. 

قرى بكاملها دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية ومُسِحت عن الخريطة. دمارٌ كبير في أحياء من ضاحية بيروت الجنوبية، هذا الدمار الذي وصل إلى قلب البقاع وأقصى شماله، كما طاول أيضاً عدداً كبيراً من المدارس والصروح التربوية والمؤسسات التجارية والزراعية.

 شريحة كبيرة من هذا الوطن أصبحت دون مأوى ولا باب رزق، وأولادهم دون تعليم. 

هذا موضوعٌ حساسٌ جداً، إذا استمر اللعب فيه بطريقة ابتزازية وربطه بشروط سياسية سيؤدي إلى انفجار شعبي لا تحمد عقباه. 

أطرافٌ لبنانية وبشكل وقح، ودون خجل تلاقي العدو الإسرائيلي لتحقيق مطالبه. هذه الأطراف هي نفسها التي كانت تهلل خلال الحرب وما زالت، لكل ضربة ينفذها العدو ضد أي هدف في لبنان، حتى أنك لَتخال أن هذه الأطراف هي التي تنفذ الضربات. 

إعادة الإعمار أمرٌ لا يمكن اللعب فيه ولا بأي شكلٍ من الأشكال ويجب فصله عن كل شؤون البلد الأخرى . 

ممنوع وصول أموال من إيران للمساهمة في إعادة الإعمار، لا عبر المؤسسات الرسمية ولا بنقل أموال مباشرة عبر المعابر الشرعية. وفي المقابل هناك حصار غربي على لبنان، على أي طرف دولي يريد المساهمة في هذا الملف ألا يقْدم على إرسال حتى دولار واحد قبل تدفيع المقاومة أثماناً في السياسة. 

الابتزاز في هذا الملف هو لعبٌ بالنار سيؤدي إلى انفجار إجتماعي لا أحد يعرف مخاطره ونتائجه. لا إعادة إعمار قبل التطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح المقاومة. هذه هي الأثمان التي يسعى الغرب إلى فرضها على لبنان مقابل إعادة الإعمار. 

التطبيع مع "إسرائيل" يمكن أن يتحقق في كل الدول العربية باستثناء لبنان، لأن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي كانت على صراع دائم مع هذا العدو والذي سيبقى عدواً حتى قيام الساعة.
 
كيف يمكن الحديث عن تطبيع ولبنان قدم آلاف الشهداء على مذبح الوطن في مواجهة هذا العدو ودفاعاً عن القضية الفلسطينية. كل حبة تراب من جنوب لبنان مجبولة بدماء الشهداء. كل شجرة زيتون كانت تتفيأ تحتها جمجمة مقاوم يحمل بندقية أو صاروخاً. 

عدد كبير من بيوت الجنوب دُمِّر و أعيد إعماره عدة مرات خلال كل سنوات الصراع مع الصهاينة. كيف سيكون هناك تطبيع مع هذا العدو يوماً، بعد كل هذه التضحيات؟!

هذا لن يحصل، وعلى كل الأصوات المنادية به أن تصمت أبد الدهر. لا أحد يحب الموت والشهادة ليست هواية، بل هي ثقافة تُرضع مع حليب الأطفال. 

من يدّعي حب الحياة عليه أن يعلم أن حب الحياة يجب أن يكون مقروناً بالكرامة والعزة لا بالتبعية والارتهان. أما عن سلاح المقاومة، فهذا الموضوع سيعالج من ضمن إستراتيجية دفاعية، وذلك بعد انسحاب إسرائيل من أرضنا ووقف عدوانها وخروقاتها وتحرير الأسرى. و غير ذلك يغدو الأمر حلماً عند كل أعداء الوطن من الداخل والخارج. 

أزمة كبيرة ضاغطة على أهل الجنوب والضاحية والبقاع، ستثبت الأيام أن هؤلاء الناس سيخرجون منها مرفوعي الرأس، لأنهم أشرف الناس وأوفاهم وأكرمهم. 

سيثبتون ذلك من خلال تمسكهم بأرضهم وأرزاقهم، وبإصرارهم على المشاركة في الاقتراع في الانتخابات البلدية التي باتت قريبة، وسيتم ذلك على ركام منازلهم، ولو جرى ذلك حتى في خيم.

هذه الانتخابات ستحصل، وسيثبت هؤلاء الناس أنهم أهلٌ للحياةِ ولوطنٍ حرٍّ سيدٍ مستقلٍ. وطنٌ  تكون فيه كرامتهم مصانةً وحقوقُهم محفوظةً. 

وأخيرًا، على الجميع أن يدرك، أن إعادة الإعمار واجبٌ مقدسٌ، يجب أن يُسهم فيه كل مسؤول وكل مواطن حر وبأسرع وقت ممكن، فالمماطلة فيه والابتزاز سيجران الدمار على هذا البلد.
 

لبنانإعادة الإعمار

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة