الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

خاص العهد

الجية.. مشاريع الفتنة بين النسيج الاجتماعي لن تنجح
28/04/2025

الجية.. مشاريع الفتنة بين النسيج الاجتماعي لن تنجح

عيْن أصحاب المشاريع الفتنوية اليوم على بلدة الجيّة في قضاء الشوف. استغلال التنوّع الطائفي في البلدة بات المادة المطلوبة لاختلاق حساسيات في القرية التي تشرّب أهلها العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي والاختياري في محافظة جبل لبنان (4 أيار 2025)، انطلقت دعاية هدفها ضرب هذا النسيج الاجتماعي الذي تحتضنه الجيّة، عنوانها احتكار الثنائي الوطني للمشهد البلدي واللعب بالخريطة الديمغرافية للبلدة.

مصادر أهلية من البلدة ترى في الحملة الإعلامية التي تتركّز على الجيّة محاولة لشدّ العصب وكسب الأصوات بناءً على الاختلاف الطائفي، خاصة أن الكتلة الانتخابية في القرية تحتوي على نسبة كبيرة من المسيحيين.

بحسب المصادر، العمل جارٍ في البلدة للوصول إلى نتيجة يفوز من خلالها المرشحون لعضوية المجلس البلدي بالتزكية، منعًا لحصول أيّة معارك أو احتدام بين مكوّنات البلدة المسيحية والمسلمة.

الجهد المبذول اليوم من قبل فعاليات البلدة يستهدف الوصول إلى فريق عمل بلدي مُنسجم ومُتجانس مع تركيبة القرية، ويملك رؤية مُشتركة تلبّي طموحات الأهالي، استكمالًا للمهمّة الناجحة التي أدّاها المجلس البلدي السابق من خلال خدمة كلّ الأهالي بمعزلٍ عن طوائفهم وانتماءاتهم الحزبية، ولا سيّما على صعيد مُعالجة مشاكل مياه الشفة وتأمين طاقة شمسية وحلّ مشكلة الصرف الصحي.

وفق المصادر، عمِل المجلس البلدي السابق بالتعاون مع العمل الاجتماعي في حزب الله على تأمين مستلزمات ضرورية للجيّة، وهذا الدعم برز أكثر خلال أزمة المحروقات التي مرّ بها لبنان في السنوات الماضية، فتمّ تأمين كميات من المازوت المطلوب لتشغيل مولّد الكهرباء المركزي الخاص ببئر البلدة، والذي يستفيد منه الأهالي جميعهم بلا تفرقة أو تمييز بين حيّ وآخر.


الواقع على الأرض يؤكد إيجابية العلاقة بين مكوّنات "الضيعة"، المسيحيين والمسلمين، وعُمقها مع الدير والأب شربل القزي، إذ إن التنسيق بين المجلس البلدي السابق والأب لم ينقطع، والتواصل يبقى دوريًا واللقاءات تحصل ضمن جلسات فصلية تتبادل فيها الأطراف الأفكار والمشاريع الإنمائية والهموم والتحديات المشتركة من أجل النهوض بالبلدة وأحوالها.

كذلك تُظهر المعطيات أن العلاقة بين المكوّن المسلم في البلدة والمكوّن المسيحي جيدة جدًا، وتبادل التهاني في المناسبات والأعياد لا يتوقّف، والمشاركة في الأتراح أيضًا، أمّا التنسيق والتشاور مع أبناء البلدة المغتربين في أستراليا فهو دائم.

على صعيد الاصطياد بالماء العكر، تقول المعلومات المُستقاة من البلدة، إن كلّ ما يُحكى ويُدّعى لناحية تغيير هوية الجيّة عبر شراء أراضي المسيحيين ليس سوى تشويه للحقائق، فعمليات شراء العقارات وبيعها لا تشمل جهة واحدة في القرية، ما يعني أنْ لا برنامج موضوعًا من أجل السير بهكذا مخطط توجيهي. وأكثر يتبيّن بحسب الأرقام أن النسبة الأقلّ من عمليات الشراء تحصل لدى المكوّن المسلم (الشيعي والسني) في البلدة، حتى أن المجلس البلدي السابق توافق مع فعاليات المنطقة المسيحيين على خفض الاستثمار، ما يؤدي حكمًا إلى تراجع عمليات بيع العقارات في الجية، إضافة إلى خفض مشاريع التجمّعات السكنية.

ما تتعرّض له الجية اليوم ليس سوى استغلال للاستحقاق البلدي على صفحات المواقع الإخبارية والصحف التي تعيش على الفتنة. ما هو بائنٌ اليوم حُكمًا أن الحرب على حزب الله وتعايشه مع الناس يُزعج أصحاب مشاريع الفوضى والتقسيم وإثارة الخلافات بين العائلات والأهالي في البلدات.

ولا تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل إن الفتنة التي يعمل عليها هؤلاء تصل إلى حدود أخطر، مع الترويج لفكرة أن حزب الله يتوسّع في ساحل الشوف على اعتبار أن الأخير "نقطة عسكرية ولوجستية مهمّة له تربط بيروت بالجنوب"، وهذا يعني تحريضًا وتعريضًا للمنطقة لخطر استهدافها من قبل العدو الصهيوني والإيحاء أنها على خريطة إمداد المقاومة عسكريًا. أداءٌ إعلامي خطير لا يُعير اهتمامًا لأمن المواطنين طالما أن أجندة الحقد تتطلّب ذلك.

جبل لبنانالانتخابات البلدية والاختيارية 2025تنمية ووفاء

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة