الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

خاص العهد

"هنا الضاحية".. ردّ الأهالي أقوى من صواريخهم وجبروتهم 
29/04/2025

"هنا الضاحية".. ردّ الأهالي أقوى من صواريخهم وجبروتهم 

هنا الضاحية؛ تصنع من كل اعتداء شهادة جديدة على أن الحق لا يموت، ما دام في الأرض شعب يأبى الانحناء. هنا الضاحية؛ تثبت أن نيران العدو لا تطفئ شعلة الإيمان، ولا تنال من إرادة شعبٍ قرر أن يكون الحارس لأرضه والرافع لراية كرامته.

‎على أنقاض حقد العدو الأعمى، وقفت الضاحية الجنوبية لبيروت تمسح غبار قصف مبانيها المدنية، في منطقة الحدث، لتلبسها ثوب الحياة، معلنة للعالم أجمع أن إرادة الشعوب الحيّة لا تُقهر، وأن محاولة إرهاب أهاليها وكسر عزيمتهم لا تكسر.. مع طلوع شمس الصباح اليوم التالي للعدوان؛ كان ردّ الأهالي أقوى من صواريخهم وجبروتهم..  الضاحية تنهض ‎من بين الركام وتعلن التحدي.. محال تجارية تعود إلى عملها المعتاد، روائح الخبز والقهوة تنبعث في الأزقة، ونبض الناس يسري في الشوارع كسيل جارف، يكتب بالخطى الثابتة قصيدة صمود لا تعرف الانكسار.. ‎

موقع "العهد" الإخباري زار المكان المستهدف، والتقى عددًا من الأهالي الذين جسدوا روح الضاحية المتجذرة بإرادة المقاومة.. أحدهم؛ ‎الحاج أبو مصطفى الذي قال، وهو يزيح الزجاج المثناثر عن عتبة دكانه: "سلاحنا بوجه العدوان هو الحياة، ومن يعتاد مواجهة الموت، لا تهزمه صواريخ الحقد." كلام تردد صداه على لسان كثيرين؛ منهم أبو حسن الذي قال، وهو يفترش ويرتب الخضار على عربته: "ظنوا أنهم سيرعبوننا.. لم يعرفوا أن كل قذيفة تسقط على هذه الأرض تزرع في قلوبنا جذورًا أعمق وعزمًا أشد."

وليس بعيدًا عن المكان؛ وقف عامل البناء الحاج محمود، في الطرف الآخر من الشارع، لم  يغادر مكان عمله على الرغم من معاناته من "التحسس الربيعي"، وبادرنا القول بعزيمة وثبات: "لن نغادر، لن نتراجع، هنا نحيا، وهنا ننتصر".. ليفيض من بعده ‎الحاج قاسم، وهو صاحب أحد المقاهي القريبة من المكان المستهدف بعبارات العزة قائلاً: "أرادوا أن يُرعبونا، فإذا بحياتنا تصبح صفعة على وجوههم..كل استهداف يزيدنا قناعة أن الطريق هو طريق المقاومة، وأن الحياة هنا فعل مقاوم". 

 

الضاحية الجنوبيةالمقاومة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة