مقالات مختارة
جعجع يفوز بثقة أميركا والسعودية لقيادة المعركة ضدّ حزب الله
جريدة الأخبار - ميسم رزق
أفضل توصيف للقاء الذي خصّت به، المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع دون بقية السياسيين، أنه بمثابة مباركة أميركية - سعودية "إسرائيلية" لمواقفه في ملف سلاح المقاومة.
وكانت الزيارة، كما يقول العارفون، رسالة مقصودة تقول للقريب والبعيد إن سمير جعجع، هو المرشد الأعلى الحالي لكل الفريق المُعادي لحزب الله، وقائد أوركسترا الهجوم المطلوب على المقاومة.
وهو يتقدّم على الجميع، حتى رئيس الحكومة التي يُطلَب منه أن «لا يُزعِج الحكيم»، لا بل أيضاً يصعد إلى معراب للقائه، وكانَ بالإمكان جمعهما في مكان «محايد» حفظاً لموقع رئاسة الحكومة، الذي بدأت الرياض تبحث له عن رئيس بديل لنواف سلام، وتروّج منذ الآن للنائب فؤاد مخزومي.
في الأسابيع الأخيرة، وبينما يزداد حاكم معراب نشوة مع شعوره بكرة النار "الإسرائيلية" المتنقّلة من إيران إلى العراق وسورية ولبنان ودول خريطة "سايكس بيكو"، فهو يرى في ما تقوم به "إسرائيل" تعزيزاً لمشاريعه المؤيّدة لتقسيم المُقسّم، وتحقيق انتقام بمفعول رجعي لسقوط المشروع "الإسرائيلي" في ثمانينيات القرن الماضي. ولذلك يلتزم جعجع بدوره في تأجيج المعارك السياسية في لبنان.
وإن كانَ العنوان الظاهر لمعارك جعجع هو تسليم السلاح، فإن معركة أخرى يعمَل عليها ويجهد لتحقيق ربح فيها، وفقَ ما تطلبه السعودية لجهة «عزل الشيعة». ويُشير مطّلعون على أجواء الحركة الخارجية تجاه لبنان، أن الرياض أكثر تشدداً في ما يتعلق بسلاح حزب الله وعزل الشيعة في لبنان وضربهم من داخل النظام، وهي تتقدّم على الولايات المتحدة في هذا الشأن.
وتُعدّ الانتخابات النيابية المقبلة، واحداً من الملفات التي تتدخل فيها الرياض، وقد أوعزت لوكيلها في معراب القيام بكل ما يلزَم لنسج تحالفات تؤدّي إلى خرق ولو في مقعد واحد من المقاعد الشيعية الـ27، لضمان تسمية مرشح لرئاسة المجلس من فريقهم السياسي في مواجهة مرشح الثنائي أمل وحزب الله.
وقد بدأت الرياض بالحديث مبكراً عن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، ولا سيما لجهة اسم رئيس الحكومة الجديد. حيث عادَ السعوديون إلى مرشح جعجع، النائب فؤاد مخزومي، وذلك بعدَ احتراق ورقة نواف السلام الذي لم تسعفه خبرته الدبلوماسية في إحداث أي بصمة في السياسة.
ومن الآن حتى الانتخابات النيابية، تعجّ أجندة جعجع بالفروض الخارجية والمطلوب تنفيذها في أسرع وقت، وسطَ وهج الاتفاق النووي المُفترض بين إيران وأميركا، ومنها شدّ الحبل مقابل الأسلوب الاستيعابي الذي يتعامل به رئيس الجمهورية جوزيف عون مع ملف السلاح، وتخريب أي محاولة من محاولات ترميم آثار العدوان الصهيوني على البلاد، ولا سيما في ما خصّ إعادة الإعمار.
لأن المطلوب سعودياً من جعجع نفسه، لا يقلّ عمّا تحدّده أيضاً الولايات المتحدة، وهو ربط إعادة الإعمار بشرط نزع سلاح حزب الله، ومنع عودة الحزب إلى الجنوب بأي شكل من الأشكال، وأن يُمنع من إعادة بناء المنازل والمؤسسات، وكذلك العمل على منع الحزب من إعادة ترميم قدراته المدنية أيضاً.
ومن ضمن سلة الضغوط، عرقلة ومنع الحكومة من دفع أي تعويضات مالية، أو حتى تقديم أي نوع تسهيلات كما حصل أول أمس في جلسة مجلس النواب عبر إسقاط صفحة المعجّل المكرّر عن اقتراح القانون الرامي إلى إعمار الأبنية المهدّمة بفعل العدوان "الإسرائيلي"، كذلك القانون الرامي إلى إعفاء المدن والبلديات والقرى في محافظتَي النبطية والجنوب من رسوم المياه والكهرباء والغرامات المتوجّبة عليها بحجة أنها تُبحث في الحكومة، في استفزاز واضح لفريق بعينه.
خلال الشهرين المقبلين سيرتسِم مصير المفاوضات بينَ إيران وأميركا في شأن الملف النووي، وفيما ينخرط الوسط اللبناني في رصد الانعكاسات المحتملة لنجاح الاتفاق أو فشله على المشهد في لبنان، يحرص الفريق المتضرر من أي إيجابية تنعكس توازناً في الداخل على إنجاز ما يُمكن إنجازه، وهذه خلاصة يعبّر عنها الهجوم الذي تقوم به «القوات اللبنانية» وفريقها ضد رئيس الجمهورية، فهم يعتقدون بأنه في حال نجاح الاتفاق، فإن حلفاء إيران الإقليميين ومنهم حزب الله سيتنفّسون الصعداء، وربما تخفّف الولايات المتحدة من ضغوطها على أمور تخصّ إيران، من بينها مثلاً عودة الطائرات الإيرانية لتحطّ في مطار بيروت.
لكن ما يجعل هؤلاء أكثر ارتياباً، هو إدراكهم بأن حزب الله بدأ بعملية إنعاش سياسي بدأ يظهر في مواجهة الخطاب المتآمر على نحو غير مسبوق، وأن ذلك قد يكون مرتبطاً بترميم هيكليته وقدراته التي اعتقد فريق إسرائيل وأميركا في لبنان بأنها انتهت إلى غير رجعة.
لكنْ، هناك مؤشر إضافي لقلق فريق «القوات» يتصل بأن علاقات «القوات» مع القوى السياسية المحلية باتت رهن نتائج الجولة الجديدة من الضغوط، إذ ارتفعت الجدران مع قوى كثيرة، من حركة أمل والحزب الاشتراكي إلى كتل النواب التغييريين، وصولاً إلى الكتل النيابية السنّية التي باتت تشعر بثقل التحالف مع فريق «القوات» المهتم بالعودة بلبنان إلى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف، مع الإشارة إلى أن التيار الداعم للرئيس سعد الحريري، يجاهر بموقفه السلبي من تمدّد نفوذ «القوات» لدى شخصيات سنّية تدور في فلك السعودية.
المقاومة الإسلاميةالكيان الصهيونيإعادة الإعمارالقوات اللبنانيةسمير جعجعالاتفاق النووي الايرانيالانتخابات
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
28/04/2025
توقيت سياسي لعدوان الضاحية
25/04/2025
كيف تقنعون الناس بأنكم دولة تهتم بمواطنيها؟
24/04/2025
أميركا ستحاول مجدّدًا تعديل مهمّة "اليونيفل"
23/04/2025
حزب الله يبدّد التقديرات الخطأ
التغطية الإخبارية
نيوزيلندا| زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر ضرب سواحل البلاد
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم بلدة قريوت جنوب نابلس على وقع قنابل الصوت
فلسطين المحتلة| منير البرش: أكثر من 40 ألف طفل في القطاع باتوا أيتامًا
فلسطين المحتلة| منير البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني ويمنع الماء والغذاء عن أبنائنا
فلسطين المحتلة| منير البرش: من نفقدهم جراء التبعات غير المباشرة للحرب أكثر ممن قتل بنيران الاحتلال
مقالات مرتبطة

فضل الله: بيئة المقاومة قوية وحاضرة ولا يستطيع أحد تجاوزها

قبيسي: التضحيات تصنع كرامة لبنان.. والحكومة متباطئة في إنصاف الجنوب

استنكار شعبي عارم لتصريحات رجي.. المقاومة أكبر منكم جميعًا

حزب الله وجماهير المقاومة يشيّعون الشهيد محمد ريحاني في الطيبة

حزب الله وجماهير المقاومة يشيّعون الشهيد حسن طه في ميس الجبل

"مقربون جدًّا" من ترامب: عملاء لـ"الموساد" ودُعاة حرب يدفعون أميركا للحرب مع إيران

قاليباف: أيّ هجوم على إيران سيشعل المنطقة بأجمعها

بعد استقالة بار.. أصوات "اسرائيلية": لم يبقَ سوى واحد متمسّك بالكرسي

محادثات أمريكية "إسرائيلية" حول المفاوضات النووية وملفات المنطقة

استقالة رئيس الشاباك

إعادة الإعمار واجب وطني لا مساومة فيه

الشيخ الخطيب: الحديث عن "نزع السلاح" لغة عداء لا وطنية

وعد والتزام.. إحصاءات الأضرار

كيف تقنعون الناس بأنكم دولة تهتم بمواطنيها؟

وعد والتزام.. خير الدين لـ"العهد": ستعود القرى والمدن أفضل وأجمل ممّا كانت

بالأرقام والمحطات.. مقارنة بين سلاح حزب الله وسلاح المطالبين بسحبه

مراهقة قواتية في مجلس الوزراء والرئيس عون يتصدى: ماذا عن النقاط الخمس المحتلة؟

بالأرقام والمحطات.. مقارنة بين سلاح المقاومة وسلاح المطالبين بسحبه

"سحب السلاح" وخروقات العدو.. "القوات" تُغرّد مجددًا خارج سرب الدولة

"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء

"صار الوقت" تملق وتلميع بلغ حد القداسة وانتهى بسؤال محرج

«القوات» والسلطة: العلاقة المستحيلة!

جعجع يتعرّف إلى وزرائه!

مشتركات "الرفيقين جيم - جيم".. من يدفع الفاتورة الكبيرة؟

فريق عوكر ووهم استثمار الحدث السوريّ في الطريق إلى بعبدا...

مسؤولة أوروبية: المُعادون لإيران يدفعون بـ"النموذج الليبي" ويجب طرح آلية جديدة للاتفاق النووي

مخاوف في الكيان من اقتراب إيران والولايات المتحدة من اتفاق لا يستجيب لمطالب "إسرائيل"

عراقتشي يطلع النائب الأول لرئيس وزراء الصين على مستجدات المفاوضات الإيرانية- الأميركية غير المباشرة

تأجيل المحادثات الإيرانية - الأميركية إلى السبت المقبل

بقائي: التفاصيل المُثارَة حول المفاوضات تكهّنات وعراقتشي سيتوجّه غدًا إلى الصين

طليس: دور الثنائي الوطني في الانتخابات البلدية رعاية تفاهمات بين مكونات القرى

فرعون يقود محاولة تفاهم مسيحي على البلدية والمخاتير: من يضمن مجلساً بلدياً يحفظ المناصفة؟

فعاليات بريتال تؤكد خيار التوافق السياسي والعائلي في الانتخابات البلدية

الرئيس بري: لا نرى موجبا تقنيًا أو لوجستيًا أو قانونيًا أو سياسيًا لتأجيل الانتخابات البلدية
