نقاط على الحروف
هكذا أفشل مجتمع المقاومة أهداف العدوان!
طالت الساعات على درب النزوح، وما كفّ الطيران المعادي عن محاولة ترهيب العوائل التي غادرت بيوتها على عجل، في مشهد من نار ودخان من كلّ الجهات.. أخبار الشهداء والجرحى من المدنيين رافقت النازحين في طريقهم، وأهل الصبر تلقوا وهم في الطريق أنباء دمار بيوتهم وقراهم.. ملامح الأطفال في داخل السيارات المكتظة بالركّاب بدت رغم هول القهر مشعّة باليقين، كالطفلة التي من داخل السيارة وقفت كي تخرج رأسها ويديها فوق مشهد الزحمة والقصف، وترفع شارة النّصر، فتخبر دونما قصد العالم كلّه أنّ النّصر فطرتنا وهويّتنا، مهما اشتدّت علينا الصعاب..
جيران وأهل غادروا بيوتهم تحت النار، قبل أن يتمكنّوا من توضيب حتى الضروري جدًا من حاجاتهم: نزحوا بلا أدوية، بلا حليب أطفال، بلا طعام ولا ماء، وبلا وجهة نهائية محدّدة.. آخرون لم يجدوا سبيلًا للخروج، ولا سيما بعض كبار السنّ وبعض العائلات التي لا تمتلك وسيلة نقل أو لم تجد مكانًا مع الجيران. وآخرون آثروا البقاء في القرى والاحتماء فيها.
على قدر ما يبدو المشهد مؤلمًا ومتعبًا، حلّت المبادرات الفردية والمدنية والحزبية والرسمية بلسمًا على جرح المشهد، في كلّ لبنان وليس فقط على خطّ النزوح من الجنوب إلى بيروت والمناطق؛ مبادرات مختلفة بدأت عفويّة عبر منصّات التواصل، وجرى تنظيمها على الأرض.
في البداية، ومع اختناق السّير على أوتوستراد الجنوب، تداعى شبّان من مختلف المناطق لإيصال الماء والطعام إلى العالقين في سياراتهم. وتجمهر شبّان صيدا لتقديم أيّ مساعدة قد يحتاجها أهلهم النازحون. فُتحت البيوت والمدارس والمقاهي والمطاعم لتقديم أيّ خدمة، ووقف صيداويّ كريم في وسط الطريق، حمل لافتة كتب عليها "ستعودون مرفوعي الرؤوس"، لافتة حب ومواساة لامست قلوب كلّ الأحرار وأهل العزّة.
في برجا ومحيطها، في بيروت، كما في طرابلس وجوارها، وفي سورية، اصطف الأهل لاستقبال أهلهم النازحين. من لا يجد له وجهة محدّدة عند قريب أو صديق، تمكّن في الساعات الأولى من النزول في البيوت والمدارس والمؤسسات التي فُتحت لاستقبال النازحين، أو من استئجار بيت مؤقت ريثما تنتهي الحرب.. وكثر لم يُوّفقوا إلى خيار كهذا فنزلوا في الساحات العامة وبقوا في سياراتهم بانتظار إيجاد وجهة ما. والمبادرات الفردية هنا تواصلت لتأمين بعض الحاجات الأساسية من طعام وماء وملابس و"فرش" وأغطية ووسائد. وعلى قدر الألم في المشهد، عزّة أهل العزّة محفوظة، والدموع المتبادلة لغة صارت، تحكي الكثير الكثير...
أما بالنسبة لمن لم يتمكنوا من مغادرة القرى بسبب عدم وجود وسائل نقل، فلم يتأخر الكثيرون من أصحاب الفانات والسيارات الخاصة عن محاولة نقلهم أو الوصول إليهم، وأيضًا في إطار مبادرات عفوية تسعى لتخفيف القهر الناتج عن العدوان الآثم.
أما على الصعيد الرسمي والحكومي، فلم تتأخّر الحكومة والوزارات المعنية عن البدء بالإجراءات الطارئة: وزارة الصحّة التي كانت قد بدأت أصلاً خطة طوارىء في المستشفيات استكملتها بكل زخم رغم الأزمات المتراكمة في المجال الطبي والصحي في لبنان. وزارة التربية فتحت المدارس والمؤسسات التربوية لإيواء النازحين، فيما سارعت بعض الجمعيات المدنية بالتعاون مع الجمعيات التجارية والأفراد لتأمين المستلزمات الضرورية التي قد لا تكفي لسدّ الحاجات ولكنّها تجهّز قدر المستطاع ما ينسب لاستقبال الناس. وكذلك أفادت الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية أنّ الإدارات كافة مستنفرة لإغاثة النازحين والمصابين جراء القصف الإسرائيلي.
على مستوى لبنان كلّه، باستثناء بعض الحالات الفردية التي عبّرت عمّا يسيء لذاتها قبل غيرها، تتكامل المبادرات الفردية والحزبية مع الاحتضان الرسمي في روح تضامنية واحدة، تحاول بلسمة الجرح الكبير الذي تمثّل بالعدوان الوحشي المستمر.
الضاحية الجنوبيةالمقاومةالبقاعالجنوب
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
05/05/2025
في ضاحية السيّد.. هنا اليمن!
03/05/2025
عن شرف المهنة المغرق في الحقد والارتزاق
التغطية الإخبارية
اليمن| بيان المسيرات: نشيد بدور الأشقاء في سلطنة عمان الداعم للسلام وعملهم على إطفاء الحروب التي تستهدف شعوب المنطقة
اليمن| بيان المسيرات: كلفة المواجهة مع الأعداء مهما بدت جسيمة فإن ثمن التفريط والتقاعس أكبر وأجسم وأخطر في الدنيا والآخرة
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد جاهزيتنا واستعدادنا لأي عودة للعدوان الأميركي على بلدنا
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد استمرار تطوير كل قدراتنا وتصعيد المواجهة مع العدو في كل الميادين والمجالات
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد تحدينا الواضح والصريح للعدو "الإسرائيلي" المجرم والاستمرار في مواجهته بكل قوة وعزم
مقالات مرتبطة

الخنسا: ساحة المواجهة امتدت من جنوب لبنان إلى البحر الأحمر

في ضاحية السيّد.. هنا اليمن!

مسيحيون يقترعون في قلب الضاحية

لبنان | إقبال مستمر في انتخابات جبل لبنان: نسبة الاقتراع تتجاوز الـ40 في المئة وسط أجواء ديمقراطية هادئة

الغبيري تقترع.. 3 مراكز انتخابية وحضور شعبي لافت وسط تنظيم محكم

أسباب اتهام إيران بالوقوف خلف صواريخ أنصار الله
التصعيد "الإسرائيلي" على لبنان لا يخدم المصلحة الأميركية

حزب الله في صيدا بحث تطوّرات المنطقة مع الحزب السوري القومي
إيران ترفض الإملاءات الأميركية: سلاح المقاومة حق مشروع وشأن لبناني داخلي

أبعد من حماية مزعومة: العدوان "الإسرائيلي" وصياغة دور سورية الجديد

جولة تفقدية لسلام في البقاع: يجب وضع حد للانتهاكات بأسرع وقت ممكن

افتتاح قسم الأشعة في مركز القصر الصحي.. حمادة: نتابع عملنا على المستويات كافة

بلدية بعلبك تواصل عملها وتوسّع مشاريعها

انتخابات زحلة: الأهالي منزعجون من أداء البلدية الحالية ويطالبون بالتغيير

السيد شكر: كل تهويل لا يزيدنا إلّا قوةً وصلابةً

العدو الصهيوني يُنفّذ عدوانًا جويًا واسعًا على النبطية

قائد "اليونيفيل": "إسرائيل" تحول دون الانتشار الكامل للجيش اللبناني في الجنوب

من القرى الحدودية .. شتلةُ التّبغ مجدداً

اعتداءات العدو تتواصل.. الطيران المسيّر يستهدف "بيك آب" ورابيد بميس الجبل جنوب لبنان
