نقاط على الحروف
عن متلازمة "مش هينة تكون قوّات": الأعراض والمؤشّرات
لا يكلّف الناطقون باسم حزب "القوات اللبنانية" أنفسهم عناء تجميل مواقفهم ولفّها ببعض التعابير التي تراعي الحدّ الأدنى من الموضوعية والأخلاق. قلّ لا يستحي المتحدثون باسم "القوات" المنحلّة سابقًا كميليشيا مهمّتها تنفيذ عمليات الاغتيال والخطف على الهويّة والتنكيل بمن يخالفها الرأي من المسيحيين قبل سواهم وعلى الطريقة المنسوبة اليوم لـ"داعش" وأخواتها، ومَن لم يستحِ، ينطق بما يشاء، حدّ الدعوة جهارًا إلى قتل جزء من اللبنانيين، وتلزيم المهمة لـ"إسرائيل" جنوبًا والتكفيريين شرقًا. والمضحك في هذه الجزئية التي عبّر عنها صراحة النائب "القواتي" غسان حاصباني أنّه كـ"قوّاتي" قد مسّه التضخّم بالأنا حدّ الشعور بأنّه في موقع تكليف "مرتزقة" بإتمام مهمّات وعمليات، فيما يعلم أن لو سمعه سيده الأميركي وهو يقول قوله هذا لذكّره بمن يكلّف مَن، وبمن الآمِر في هذا السياق، ومن المأمور!
صرّح حاصباني قائلاً: "في حال لم يستلم الجيش اللبناني سلاح الحزب إن كان بالقوة أو بالتراضي وبأسرع وقت ممكن، سيتم تلزيم هذه العملية للإسرائيلي جنوبًا والسوري شرقًا"، أي دعا إلى زج الجيش اللبناني بمواجهة المقاومة بدل الدفاع عن لبنان، مع كل تبعات ذلك من مخاطر على السلم الأهلي وإراقة الدماء، وكذلك يهدّد بالسيفين "الإسرائيلي" والتكفيري، أي المعسكرين الأميركيين في "الشرق الأوسط"، استجابة للحاجة الأميركية لنزع سلاح المقاومة، متناسيًا أن في المواجهة المباشرة مُني "الإسرائيلي" كما التكفيري بالهزيمة مرارًا. وبالتالي، "تلزيم" العملية لأي من المعسكرين المعاديين لن يكون مجديًا، على العكس قد يكون فرصة للمقاومة لتأكيد المؤكّد. في الواقع، معذور حاصباني ومَن يُمثّل، فسلاح المقاومة يشكّل تهديدًا لـ"الإسرائيلي" ونزعه هو مطلب أميركي يؤرق جميع العاملين في خدمة عوكر وجميع المتغذّين من معالفها ومعالف أدواتها. وبالتالي، سينطق حاصباني و"القوات" بالكثير بعد من المواقف الإلغائية والتهديدات الجوفاء للقول للأميركي إنّهم ينشطون في أداء ما كلّفهم به، كي لا يصبحوا عاطلين عن العمل.. ويُتوقّع في الأيام القليلة القادمة، أن يعلو منسوب الحقد والتحريض في الخطاب "القواتي" اليوميّ، مستفيدًا من العربدة الصهيونية اليومية والعدوان المتواصل على الرغم من التزام المقاومة بوقف إطلاق النار واعتمادها على "الدولة".
وفي جهة موازية، لا يتأخّر مسؤول مكتب التواصل والإعلام في "القوات" المدعو شارل جبور عن زرع البسمة على وجوه مشاهديه من مجتمع أهل المقاومة. تراه يقفز من شاشة تلفزيونية إلى أخرى افتراضية كي يدلو بدلوه، معبّرًا بتوتّر واضح وانفعال قد يكون مضرًّا بالصحة عن مواقف تبلغ حدّ اعتبار نزع سلاح المقاومة وإسقاط مشروعها أولوية مطلقة ينبغي العمل على تحقيقها ولو بالمجازر والقتل.. للأمانة، يتفوّق جبّور على نفسه وعلى الصهاينة من حمَلة الباسبور "الإسرائيلي" في صراحته. فهؤلاء حتى وهم يرتكبون مجزرة يحاولون التنصّل منها أو اختلاق ذرائع لها، أما جبور فهو يدعو لارتكابها ببهجة لافتة، ما يشي لا بسقوط أخلاقي وإنساني مريع فحسب، بل بحالة تستوجب أن يتدخّل محبّوه لمعالجته من مرض العطش للدم الواضحة أعراضه في حديث جبّور وحركة جسده وهو يتكلّم في الأمر.
منذ الانتخابات النيابية الأخيرة عام ٢٠٢٢، فشل حزب "القوات اللبنانية" في ترجمة أيّ من الشعارات الانتخابية التي استخدمها في حملته، إلّا أنّه تمكّن من إثبات أن شعار "مش هينة تكون قوّات" قد يكون محقًّا تمامًا. فقد أكدّت الوقائع والخطابات اليومية أنّ فكرة أن يكون المرء "قواتيًّا" تستوجب العديد من الشروط الصعبة ومنها التمتّع بمقدرة عالية على السقوط الإنساني والأخلاقي، والتعبير الصريح والواضح عن الاصطفاف في معسكر العدو، وأكثر من ذلك، التضخّم بالأنا "القوّاتية" بحيث يصدّق المصاب أنّه فعلًا ذو تأثير حقيقي على أرض الواقع.. كذلك طبعًا "مش هينة" أن تبني سرديتك السياسية على اتهام المقاومة بالاستقواء بالخارج ثمّ في لحظة إقرار بعجزك عن مواجهتها تحاول الاستقواء عليها بالخارج المعادي.. فعلًا، "مش هينة"...
لبنانداعشالقوات اللبنانيةالجيش الاسرائيلي
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
05/05/2025
في ضاحية السيّد.. هنا اليمن!
03/05/2025
عن شرف المهنة المغرق في الحقد والارتزاق
التغطية الإخبارية
اليمن| بيان المسيرات: نشيد بدور الأشقاء في سلطنة عمان الداعم للسلام وعملهم على إطفاء الحروب التي تستهدف شعوب المنطقة
اليمن| بيان المسيرات: كلفة المواجهة مع الأعداء مهما بدت جسيمة فإن ثمن التفريط والتقاعس أكبر وأجسم وأخطر في الدنيا والآخرة
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد جاهزيتنا واستعدادنا لأي عودة للعدوان الأميركي على بلدنا
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد استمرار تطوير كل قدراتنا وتصعيد المواجهة مع العدو في كل الميادين والمجالات
اليمن| بيان المسيرات: نؤكد تحدينا الواضح والصريح للعدو "الإسرائيلي" المجرم والاستمرار في مواجهته بكل قوة وعزم
مقالات مرتبطة

في مرفأ طرابلس.. تفريغ معدّة ضخمة بـ 140 طنًا

عيترون: خطط بلدية للتعافي وإصرار أهلي على رفع آثار العدوان

لائحة "التنمية والوفاء" في بعلبك تعلن عن برنامجها الانتخابي الشامل

وزيرة البيئة جالت على القرى الحدودية: أكثر من 8 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية والزراعية أحرقها العدو

كتلة الوفاء للمقاومة: الاحتلال يتمادى في اعتداءاته بدعم وتغطية استبدادية من ممثلي الإدارة الأميركية

مقتل قيادي كبير من تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق ورفض لزيارة وزير الخارجية السوري

مخطّط أميركي بريطاني ضدّ قواعد روسيا في سورية

"التايمز": فوضى سورية فرصة "داعش" للعودة

وزير الخارجية العراقي يُحذّر من انفلات الوضع في معسكر "الهول"

"تلغراف": الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلّحة للإطاحة بنظام الأسد

"إفادة سكن" لجعجع من مختار عوني.. وسعيد يسقط في عقر داره

جعجع يفوز بثقة أميركا والسعودية لقيادة المعركة ضدّ حزب الله

بالأرقام والمحطات.. مقارنة بين سلاح حزب الله وسلاح المطالبين بسحبه

مراهقة قواتية في مجلس الوزراء والرئيس عون يتصدى: ماذا عن النقاط الخمس المحتلة؟

بالأرقام والمحطات.. مقارنة بين سلاح المقاومة وسلاح المطالبين بسحبه

العدوان على غزة: شهداء في قصف "إسرائيلي" على النصيرات ودير البلح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين في معركة جنوب قطاع غزة

العدو الصهيوني يُنفّذ عدوانًا جويًا واسعًا على النبطية
