التغطية الاخبارية

صحيفة "الأخبار"| السعودية الأكثر تطرّفًا وتهوّرًا: واجهوا حزب الله ولا تخشوه
بعض ما جاء في صحيفة "الأخبار":
ما بات معروفًا في لبنان، لكن الجميع يتجنّب التصريح به علنًا، حتّى حزب الله نفسه، هو أنّ السعودية لم تكتفِ بالتحريض المتواصل عليه والدعوة إلى نزع سلاحه، بل تسعى أيضًا إلى إسقاط تمثيله داخل مجلس النواب، وإلى الإمساك برئاسة المجلس النيابي. وفي الكواليس، تشدّد الدبلوماسية العربية والغربية المعنية بالملف اللبناني على أنّ "السعودية شريك كامل للولايات المتحدة و"إسرائيل" في برنامج نزع سلاح حزب الله".
وتشير تقارير في هذا السياق إلى أنّ التغيير في هوية الجهة المسؤولة عن الملف اللبناني داخل الرياض لم يكن هدفه فقط اختيار شخصية تحظى بثقة ولي العهد محمد بن سلمان، بل تحمل أيضًا موقفًا عدائيًا شخصيًا تجاه حزب الله، ولها علاقات وثيقة بالمسؤولين الأميركيين المعنيين بالملف اللبناني.
وردًا على سؤال عن وجود اتّصالات مباشرة بين يزيد بن فرحان و"الإسرائيليين"، يقول أحد الدبلوماسيين العرب إنّ التواصل قائم عبر أكثر من قناة وعلى مستويات مختلفة، وإنّ "تل أبيب" تراهن كثيرًا على دور الرياض في تعزيز قوة حلفائها اللبنانيين المعادين لحزب الله. وإلى جانب حزب "القوات اللبنانية" وبعض الشخصيات الأخرى المُدرجة في خانة خصوم الحزب، تعهّدت السعودية بتنفيذ برنامج يمتد حتّى مطلع ربيع 2026، لتحضير الساحة السياسية السنيّة لخوض مواجهة كبرى مع حزب الله عبر الانتخابات النيابية المقبلة. وتشير التقارير أيضًا إلى أنّ "المملكة" خصّصت موازنة مالية لهذه الغاية، لكنّها قرّرت صرفها وفق برنامج محدّد، حيث لن يُمنح أحد أي دعم إلا مقابل خدمات واضحة وملموسة.
كما أن الرياض، رغم عدم ارتياحها لشخصية رئيس الحكومة، إلّا أنّها تتصرّف معه اليوم على أنّه "رجل المهمّة" في هذه المرحلة. وقد فرضت على شخصيات سنيّة لبنانية، لم يُبدِ سلام أي اهتمام بالتواصل معها ولم يمنحها أي تمثيل في حكومته، أن تصطفّ خلفه وتتعامَل معه بوصفه الممثّل السياسي الأوحد للطائفة السنيّة في الدولة.
لكنّ هناك "تهوّرًا" سعوديًا واضحًا في ملف السلاح. ففي حين يكثر الغربيون في لبنان من الحديث عن ضعف حزب الله وعدم قدرته على قلب الطاولة، تذهب السعودية أبعد من ذلك إلى تحريض الجماعات اللبنانية على مواجهة الحزب في كلّ المنتديات، وحتّى في الشارع إذا لزم الأمر، مكرّرة القول إن "كل من يحاول مواجهة حزب الله سيكتشف أنّه ليس قويًا كما يصوّر نفسه، بل إن هناك أطرافًا تملك قوة كبيرة ستكون إلى جانب خصوم الحزب"، وهذه إشارة مباشرة ليس إلى سورية أحمد الشرع، بل إلى "إسرائيل" نفسها.
قد يكون من المناسب اليوم قول الأمور بصراحة ومن دون مراعاة أحد، ليس فقط لأن العدوّ على أهبة الاستعداد لخوض حرب جديدة ومستعدّ لارتكاب جرائم أشدّ فظاعة مما سبق، بل أيضًا لأن من يراهن على تراجع حلفاء الأعداء في الداخل، يجهل تمامًا طبيعة المتغيّرات التي طاولت ليس العقل "الإسرائيلي" فحسب، بل العقل الأميركي أيضًا. وهذه المتغيّرات برزت جليّة يوم الحرب على إيران، وعادت لتذكير الجميع بالواقع نفسه في العدوان على قطر.