محمد عيد

عاد التوتر إلى محافظة الحسكة السورية، بعد أن عمد عناصر من ميليشيا "قسد" المدعومة أميركيًا إلى إطلاق الرصاص الحي على مواطنين عزل في ناحية تل البراك وعدد من أبناء القرى الذين هبوا لمساعدة إخوانهم، ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة بينها إصابات حرجة.

وشهدت ناحية تل البراك في محافظة الحسكة تصعيدا خطيرا بعد أن حاولت ميليشيا "قسد" السيطرة على محول الكهرباء الوحيد المغذي للمنطقة، الأمر الذي دفع الأهالي إلى تنظيم احتجاجات سلمية.

الاحتجاجات دفعت "قسد" إلى التمادي، مطلقة الرصاص الحي على المواطنين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أحدهم على الفور فيما أصيب عدد آخر منهم بجراح وجرى اسعافهم إلى مستشفى القامشلي.
 
وعقب ذلك، هب أهالي القرى المجاورة لدعم أهالي ناحية البراك المكلومين، وتجمع حشد كبير منهم وقاموا بمهاجمة حواجز " قسد " واستولوا على عدد كبير منها فيما فر عناصرها.

وأكد مدير الهيئة العامة لمستشفى القامشلي الدكتور عمر العاكوب في حديث لـ"العهد" أن عدد الضحايا بلغ 16 بينهم شهيد وإصابات اخرى حرجة"، موضحا أن أحد المواطنين أصيب في نخاعه الشوكي الأمر الذي قد يتسبب له بحالة شلل دائمة.

بدوره، قال محمد حسناوي الجدوع شيخ عشيرة البوخطاب وقبيلة الجبور إن "الأهالي نجحوا في منع ميليشيا "قسد" من سرقة المحول الكهربائي الذي يغذي المنطقة"، مؤكداً أنهم استطاعوا بفضل تضامن أبناء القرى المجاورة التي تسكنها بعض العشائر العربية معهم من السيطرة على عدد من حواجز الميليشيا وصولاً إلى حواجز أخرى لها في القامشلي، في المقابل أُطلق النار على الصدور والرؤوس من أجل تفريق المحتجين".

وأشار الجدوع في حديث لـ"العهد" إلى أنه "نظراً لحراجة موقف ميليشيا "قسد"، فقد استقدمت عددًا من المصفحات والآليات العسكرية المدرعة والتي تعود لقوات الاحتلال الأمريكي".

وذكر حامد المحمود وهو مواطن من ناحية تل البراك أن "ما جرى هو جريمة بحق الأهالي، تستدعي تضامنا عشائريا كبيرا يوقف تمادي "قسد" المستقوية بالاحتلال من أجل ردعها عن الاستمرار في مسلسل استفزازاتها بحق الأهالي.

كما أكدت المواطنة غزل خلف من ناحية البراك لـ"العهد" أن "ما حصل يجب أن يشكل مناسبة لوحدة الصف العشائري ضد قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته ممن لا يفهمون غير لغة القوة والمقاومة".

وفي بيان له، أدان شيخ قبيلة طي العربية ضاري محمد الفارس اعتداء ميليشيا "قسد" بمحاولة سرقة محول الكهرباء التابع للمنطقة، مؤكدا دعمه الكامل لقبيلة الجبور وعشيرة البوخطاب الشجعان في التصدي لمن يحاول الاعتداء على الممتلكات العامة، وحذر من مغبة استفزاز القبائل والعشائر العربية في المنطقة حتى لا تصل الأمور إلى مرحلة لا تحمد عقباها.

الكلمات المفتاحية