بضيافة الشهداء في روضة الحوراء زينب (ع) يلتقون، فتكون ليلة حضور القلوب والأرواح والدموع. هناك، قرب أحبّتهم، تُتلى الآيات والرواية. في أوّل أربعاء من كل شهر، تنظّم منطقة بيروت في حزب الله و"بيت الرواة" فعاليات "ليلة مع الشهداء"، انسجامًا مع توصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي حثّ فيها كلّ صاحب تجربة أو قلم، أكان مؤرخًا أو مُثقّفًا، على الكتابة والتعبير عن مرحلة الشهداء لتبقى للأجيال الحالية والقادمة.

"الشهداء يرحلون جسدًا ويبقون فكرًا، ومن أجل إحياء ذكرهم بدأنا بمشروع "ليلة مع الشهداء""، يقول مسؤول الأنشطة في معاونية العمل التعبوي الشيخ عباس شرارة لموقع "العهد" الإخباري، مشيرًا إلى أن المشروع انطلق منذ عدة أشهر.

يؤكد شرارة أن هذه الفعاليات تستحضر قصص الشهداء، للاستفادة من قيمها، في سبيل تقويم سلوك الناس وبخاصة الجيل الشاب، فلكل شهيد قصة لها قيم معنوية وروحانية كبيرة. وفي كل مرّة يتناول الراوي موضوعًا قيِّمًا يستحضر من خلاله قصص الشهداء وعوائلهم، لنتعرف على أحداث في حياتهم أو آثارهم، فنحافظ على المقاومة، أهدافًا وثقافةً وقيمًا.

شرارة يشدد على ضرورة تدوين قصص الشهداء للحفاظ على الإرث المقاوم، ونقله للأجيال القادمة، مما يحفظ دماء الشهداء، مردفًا: "إننا نقدم للأجيال الجديدة الكنز العظيم، خصوصًا أن الرواية المقاومة تواجه التضليل أمام ماكينات الإعلام المعادية، فيجب علينا أن ‏نستحضر كل التضحيات". 

وبحسب شرارة، فقد نُظّم ملتقى ثقافي على مدى يوميْن تحت عنوان "ملتقى رواة الأول"، لتنطلق بعدها دورات إعداد للإخوة والأخوات، يتم اختيارهم وفق معايير خاصة، لتقديم الرواية بشكل بسيط ومتماسك، مشيرًا في هذا السياق إلى أن الداعم الأول للمشروع كان القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر "الحاج محسن".

يشيد شرارة بالحضور الكبير للإخوة والأخوات، والانسجام اللافت الذي يلمسه في كل فعالية، خاصة أن القصص تروى قرب أضرحة الشهداء، مما يخلق أجواءً من الروحانية والقرب الإلهي.

يذكر أن فعالية "ليلة مع الشهداء" تُقام الأربعاء الأول من كل شهر، الساعة التاسعة مساء، في روضة الحوراء زينب (ع)، في الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية.

الكلمات المفتاحية