كعادتها، هبَّت مدينة طرابلس نصرةً للقضية الفلسطينية وتضامنًا مع أهالي قطاع غزّة الصامدين الذين يواجهون عدوانًا صهيونيًا يستهدف البشر والحجر بجرائم موثَّقة وواضحة أمام مرأى العالم أجمع، واستنكارًا منها للصمت الرسمي العربي الذي يعطي العدوّ ذريعةً لاستكمال اعتداءاته في ظل عدم وجود تحرّكات لرؤساء دول عربية وإسلامية ولا على مستوى الجامعة العربية أو "منظمة التعاون الإسلامي" لوقف العدوان المستمر والحصار المفروض على غزّة وصولًا إلى المجاعة التي تحاصر أبناء القطاع.

وفي إطار التحرُّكات الشعبية التي تُقام رفضًا للعدوان الصهيوني على لبنان وغزّة واليمن، المدعوم أميركيًا، لبَّت الفعاليات الشمالية دعوة "المؤتمر الشعبي اللبناني" لوقفة تضامنية مع أهالي غزّة وأبناء الجنوب اللبناني، في ساحة جمال عبد الناصر في وسط عاصمة الشمال، بمشاركة رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، مدير "الرابطة الثقافية" رامز الفري، الأمين العام لـ"حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال شعبان، جمال سكاف رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف، نقيب العمال في الشمال شادي السيد، وممثّلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وممثّلي الفصائل الفلسطينية ورجال دين وحشود شعبية شمالية.

واستهل المشاركون الوقفة بدقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين والأمة، ثمّ تحدّث مسؤول "المؤتمر الشعبي اللبناني" في الشمال المحامي عبد الناصر المصري عن "أهمية أنْ يوجّه أبناء الأمة البوصلة نحو فلسطين ومقاومة المحتل لكي تبقى القضية المركزية حتّى التحرير ودحر العدوّ عن كامل أراضينا، كما حصل في جنوب لبنان في عام 2000 الذي تحررّ بفضل قوة مقاومتنا وليس بفضل الدبلوماسية ولا المجتمع الدولي".

وتوجّه المصري إلى "البعض الذي يحاول الإيحاء بأنّ التخلّي عن المقاومة هو خيار صائب"، بالقول: "نحن نقول لهم هذا قرار استسلامي بحت، والعدو الصهيوني لا يمكن التعامل معه إلّا من خلال القوّة".

بدوره، دعا جمال سكاف، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف، "الشعوب العربية والإسلامية إلى ضرورة التضامن مع أهلنا في قطاع غزّة الذين يتعرّضون لأبشع أنواع المجازر الوحشية على مر التاريخ، كما دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في ظل تَصاعُد الهجمة من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

وشدّد سكاف على "التمسُّك بالمقاومة وسلاحها كخيار وحيد لمواجهة العدوّ الصهيوني الذي يعتدي يوميًا على لبنان من جنوبه إلى شماله".

وألقى نائب مسؤول الإعلام في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، فتحي أبو علي، كلمةً نقل فيها تحيات الأمين العام للجبهة إلى أبناء طرابلس والشمال "الذين لم يتوانوا يومًا عن الدفاع عن فلسطين وشعبها".

وأكد أبو علي "أهمية كلّ التحرُّكات والأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يواجه حرب إبادة ممنهجة عليه، خصوصًا مع صمت مطبق من قادة الدول العربية الصامتين عمّا يجري من حصار ظالم وتجويع لأهالي القطاع، إضافةً إلى جرائمه اليومية بحق أهالي القدس والضفّة".

وطالب أبو علي الجيوش العربية بـ"تسليم سلاحها إلى أبناء اليمن لأنّهم أثبتوا أنّهم العرب الأصيلون، حيث يدكّون كيان العدوّ يوميًا بصواريخهم المباركة".

من جهته، وجّه نقيب العمال والمستخدمين في الشمال، شادي السيد، "تحية الإجلال والإكبار لشهداء وأسرى وجرحى فلسطين وإلى كلّ الصامدين على أرض فلسطين الحبيبة".

واستنكر السيد "الصمت الرسمي العربي الذي يجب أنْ تكسره الشعوب العربية التي تقف إلى جانب أهلنا في فلسطين وترفض كلّ ما يتعرّضون له"، معتبرًا أنّ "العدو الذي يسعى إلى ضم أراضٍ إلى كيانه لا توقفه إلّا المقاومة عن تحقيق حلمه، بعدما ثبت لكل العالم أنّ العدوّ لا يلتزم بأيّ قرارات دولية".

الكلمات المفتاحية