تحقيقات ومقابلات
مسؤول العمل البلدي في حزب الله لـ"العهد": الانتخابات البلدية رسالة صمود
مسؤول ملف العمل البلدي المركزي في حزب الله الدكتور محمد بشير يتحدث عن واقع البلديات والتحديات المتعددة التي تواجهها وسبل المواجهة
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، يبرز العمل البلدي كأحد أعمدة الصمود الاجتماعي والخدماتي بوجه الاعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة، خصوصًا في المناطق المتضررة والقرى الأمامية.
موقع "العهد" الإخباري أجرى مقابلة خاصة مع مسؤول ملف العمل البلدي المركزي في حزب الله، الدكتور محمد بشير، الذي تحدث عن واقع البلديات والتحديات المتعددة التي تواجهها، وسبل المواجهة، ورؤية الحزب للعمل البلدي في هذه المرحلة الدقيقة.
بشير يلفت إلى أنَّ البلديات بدأت منذ العام 2019، تواجه تحديًا بالغ الصعوبة، يتمثّل أولًا في الأزمة المالية الخانقة، إذ لم تعد الأموال اللازمة لتشغيل البلديات متوفّرة كما يجب، ويضيف "مع تفاقم الأزمة المالية في البلاد وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، بقيت واردات البلديات بالليرة، سواء من الصندوق البلدي المستقل أو من أي جهة أخرى، بما فيها الجباية المحلية. هذا التحدي ما يزال مستمرًا حتى اليوم، فالبلديات تعاني من صناديق فارغة، وما يصل من الدولة لا يكاد يكفي لتأمين الحد الأدنى من الخدمات".
ويؤكّد أنَّ "التحديات تتضاعف في المناطق المتضررة جراء العدوان، حيث المجالس البلدية الجديدة تواجه دمارًا واسعًا في البنى التحتية، وحتى في أساسيات الحياة اليومية مثل الكهرباء والمياه،" ويُشير الى أنه "على الرغم من أنَّها ليست من مهام البلديات، إلّا أن المواطنين يحمّلون رؤساء المجالس البلدية مسؤولية تأمين هذه الخدمات، لكونهم الجهة الأقرب إليهم".
ويذكر تحديًا آخر يتمثل في غياب السكان عن قراهم المدمّرة، ويرى أن المجالس البلدية مطالبة اليوم بالسعي لإعادة الناس إلى بلداتهم، وتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لهم.
وفي هذا السياق، يشدّد بشير على أن المجتمع يجب أن يُشارك بفعالية أكبر، وأن تختار العائلات أفضل ممثليها لهذه المرحلة الصعبة.
بحسب بشير، التحديات أمام المجالس البلدية المقبلة كبيرة جدًا، تفوق تلك التي عرفناها في الظروف العادية، إذ نحن أمام دمار واسع وحرائق وعدوان مستمر، ما يفرض على المجالس المنتخبة مسؤوليات إضافية.
ويتابع: "نحن في حزب الله وحركة أمل اتفقنا على أن تُجرى الانتخابات البلدية في القرى، حتى لو كانت مهدّمة، وذلك تأكيدًا على أن الناس متمسّكة بأرضها وقراها. هذا موقف سياسي ورسالة مباشرة لـ"إسرائيل" أن هذه الأرض لنا، وسنعود إليها، ونعيد إعمارها، وننتخب فيها ممثلينا المحليين كما في باقي المناطق المدنية".
ويشير إلى أنه في بعض الحالات، قد لا يكون ممكنًا إجراء الانتخابات في القرى نفسها، إمّا بسبب الدمار الكامل أو لأسباب أمنية نتيجة استمرار العدوان "الإسرائيلي"، وفي هذه الحالات يمكن نقل مراكز الاقتراع إلى أماكن قريبة.
ويختم الدكتور بشير بالتأكيد على أهمية التوافق والتزكية، خصوصًا في القرى الأمامية المتضررة، وذلك لتخفيف الأعباء عن الأهالي الذين نزحوا من مناطقهم، مضيفًا: "دعَوْنا العائلات إلى التوافق على لوائح تزكية، وهذا يخفف كثيرًا من الأعباء اللوجستية والإنسانية في هذه المرحلة الحساسة".