إيران

الإمام الخامنئي: الجمهورية الإسلامية لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" للتخصيب
أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن إيران لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" للتخصيب، معربًا عن اعتقاده بأن المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن "لن تفضي إلى نتيجة، ولا نعلم ما سيحدث".
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مراسم تكريم جديدة لشهداء الخدمة، أقيمت اليوم الثلاثاء في حسينية الإمام الخميني (رض)، بحضور رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي النظام وجمع من عوائل الشهداء وحشود غفيرة من أبناء الشعب الإيراني.
وتطرق سماحته إلى المفاوضات الإيرانية –الأميركية غير المباشرة، مذكرًا بأن الشهيد رئيسي، في أول مقابلة له، قال وبكل بوضوح أنه لن يتفاوض بشكل مباشر مع أميركا، لافتًا إلى أنه خلال رئاسة الشهيد رئيسي كانت هناك مفاوضات غير مباشرة، ولكن من دون نتائج.
وقال سماحته: "ينبغي على الجانب الأميركي أن يوقف ترهاته تجاه المفاوضات غير المباشرة"، موضحًا أن قول أميركا بعدم سماحها لإيران بتخصيب اليورانيوم هو خطأ كبير، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" للتخصيب، لافتًا إلى أنه سوف يُعلم الناس لماذا يًعتمد على التخصيب.
وأشار إلى أنه سيشرح للشعب الإيراني لماذا تتمسك الجمهورية الإسلامية بالتخصيب، ولماذا تصرّ الأطراف الغربية والأميركية وغيرها بشدة على وجوب عدم وجود تخصيب في البلاد، وسيتناول هذه المسائل في مناسبة أخرى، حتّى يعلم الشعب الإيراني ما هي نوايا الطرف الآخر.
تتجسد قوة الثورة الإسلامية بأبنائها
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن: "قوة الثورة الإسلامية، والتي ما تزال بالبصيرة والروح والنفس والدافع والحسّ بالمسؤولية ذاتها بعد أربعين عامًا، يمكن التماسها في هذا الوقت عبر سلوك الشهيد رئيسي وكثير من زملائه الشباب، كما كانت واضحة سلوك زملاء الشهيد رجائي، مثل كلانتري، عباسبور، قندي، نيلي، وأمثالهم".
وتابع قائلًا: "إن هذا الأمر هو الانتصار الأعظم لثورة وتعاليم الإمام الخميني(رض)، كونها تنشئة وتعليم وتدريب الرجال الأكفاء والمخلصين.
وأردف سماحته: "في بداية انتصار الثورة الإسلامية، كان الشهيد رئيسي شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا، وكان الشهيد آل هاشم شابًا يبلغ من العمر 16 عامًا، والشهيد أميرعبد اللهيان كان فتى يبلغ من العمر 14 عامًا، وحتّى أن الشهيد مالك رحمتي لم يولد بعد آنذاك".
وقال: "الثورة الإسلامية استطاعت أن تربي وتثقف مئات الآلاف من هؤلاء الشباب، ومن بينهم قدمت للشعب الإيراني شخصيات وطنية وعالمية مرموقة، مضيفًا هنا تتجسد قوة الثورة بأبنائها".
وبيّن سماحته أن "ميزة الثورة هي بقدرتها على وضع الشبان والشيوخ أمثال الشهيد آية الله أشرفي (80 - 90 عامًا)، والشهيد آرمان عليوردي (18 - 19 عامًا)، على الخط نفسه وتنشئهم وتطلقهم بفارق زمني قدره 40 عامًا".
ونوّه الإمام الخامنئي بأخلاق وميزات الشهيد آية الله رئيسي، قائلًا: "الشهيد رئيسي كان يتمتع بقلب متواضع وواعٍ، ولسان صادق وصريح، وعمل دؤوب ومتواصل".
وأضاف سماحته: "الشهيد آية الله رئيسي ما كان يعرف الكلل، لم يكن يرى نفسه أعلى شأنًا من الشعب؛ بل كان يساوي نفسه بالشعب، وحتّى أقل مقامًا من الشعب".
وأشار إلى صدق الشهيد رئيسي ومصداقيته، وقال: "لفهم أهمية هذا السلوك، يجب مقارنته باللغة الكاذبة لمسؤولي بعض الدول الغربية، والذين أغرقوا العالم بادعاءاتهم دفاعًا عن السلام وحقوق الإنسان، لكنّهم غضوا الطرف عن قتل أكثر من 20 ألف طفل مظلوم في غزّة، علاوة على مساعدتهم للمجرمين".
ورأى الإمام الخامنئي أن العمل المتميّز والمهارات العملية التي كان يتمتع بها الشهيد رئيسي كانت بمثابة جانب آخر من مزاياه، قائلًا: "كان الشهيد رئيسي مجتهدًا ومخلصًا، وكان يكد ليلًا ونهارًا ولا يعرف التعب في سبيل خدمته وجودة عمله المتواصل. حتّى عندما نصحناه مرارًا وتكرارًا بضرورة الحذر بشأن تأثير العمل في صحته، كان يقول: "أنا لا أشعر بالتعب من العمل".
ووصف الخدمات المتنوعة التي قدمها الشهيد رئيسي، مثل توفير المياه وبناء الطرق وتوفير فرص العمل وتشغيل المعامل الراكدة أو المغلقة واستكمال المشاريع غير المكتملة والمعلقة، بأنها "خدمات مباشرة وملموسة للشعب"، مضيفًا أن: "الشهيد رئيسي خدم وعزز المجد الوطني والكرامة والسمعة الوطنية للشعب الإيراني".
تقرير المراكز المالية العالمية عن إيران مؤشر على تقدمها
ولفت سماحته إلى تقارير المراكز المالية العالمية بشأن صعود النموّ الاقتصادي في إيران ما يقرب من الصفر في بداية رئاسة الشهيد رئيسي إلى ما يقرب من 5 في المئة في نهايتها، واصفًا ذلك بأنه "مصدر فخر وكرامة وطنية ومؤشر على تقدم البلاد"، لافتًا إلى أن رفع القرآن الكريم أو صورة الشهيد سليماني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعدّ عملًا آخر نجح به الشهيد رئيسي في تعزيز مكانة الشعب الإيراني.
وختم الإمام الخامنئي مؤكدًا ضرورة: "تقدير الثورة الإسلامية المقتدرة وتعبئتها المستمرة التي لا تقهر وقدراتها الإنسانية التي أحرزت التقدم والعزة للشعب الإيراني العظيم، سائلًا المولى- عز وجل- بأن يمد هذه الثورة بالقوّة لاستمرارها حتّى ينقل هذا الدرس الخالد للشعب الإيراني وتثبيته للبشرية وسائر الشعوب".