لبنان
"تحفيز الاقتصاد في الجنوب: تحدّيات وفرص".. اللقاء الاقتصادي الأول لحزب الله في صور
دعا اللقاء الاقتصادي الأول الذي نظّمه حزب الله في مدينة صور الجنوبية الحكومة والجهات المعنية إلى إيلاء الاهتمام للقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية في الجنوب.
لمناسبة "عيد المقاومة والتحرير"، نظّم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله اللقاء الاقتصادي الأول، في مدينة صور الجنوبية، بعنوان "تحفيز الاقتصاد في الجنوب: رُؤى وتحدّيات وفرص"، بمشاركة نقابيين ورؤساء نقابات وتجمّعات إنتاجية وعمالية، في مقدّمتهم ممثّلون عن التشكيلات النقابية في حركة أمل والأحزاب والقوى السياسية في الجنوب.
ألقى مسؤول النقابات والعمال، في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله، وسام طفلا كلمة خلال اللقاء أثنى فيها على: "أهمية هذا اللقاء الوطني الجامع الذي يأتي في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، حيث انتصار الدم على السيف وانتصار الإنسان على آلة الدمار "الإسرائيلية"". وتابع: "هذا اللقاء، في هذه الذكرى وفي هذا العام، يجسّد إرادة النهوض الاقتصادي، ويعبّر عن إصرار الجنوبيين على جعل الجنوب ساحة صمود ومقاومة وإنتاج وتنمية وازدهار وتطور نحو غدٍ أفضل".
وأضاف: "نلتقي اليوم من رحم المعاناة، في ظل عدوان "إسرائيلي" غاشم، وفي ظل إهمال للجنوب وأزمات اقتصادية ومعيشية خانقة، لنؤكّد أنّ الجنوب يريد شراكة حقيقية في رسم مستقبل اقتصادي متوازن، أساسه القطاعات الإنتاجية: الزراعة التي تُطعِم، التجارة التي تحرّك السوق، الصناعة التي تخلق فرص عمل، والسياحة التي تنقل وجه الجنوب إلى العالم".
وتابع قائلًا: "نحن هنا لنرفع الصوت، ولنطالب بحقوقنا التي نُوجزها بدعم المزارع لا إهماله، وبحماية الصناعي لا إفلاسه، وتسهيل حركة التاجر لا خنقه، وتطوير المواقع السياحية لا تركها للصدفة، والوقوف إلى جانب المتضرّرين من العدوان "الإسرائيلي" في الجنوب وكل لبنان ورفع الأعباء المالية والضريبية عن كاهل القوى الاقتصادية المتضرّرة من العدوان ليعودوا أقوى مما كانوا". وشدّد على: "أهمية هذا اللقاء منبرًا للوحدة الاقتصادية الجنوبية، ومنصّة لإطلاق رؤية متكاملة تُرفع إلى الحكومة والنواب وكل المعنيين، وفي ظلّ معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي تحمي وتبني وطننا".
من جهته، تحدّث رئيس تجمّع المزارعين في الجنوب محمد الحسيني، في كلمته خلال اللقاء، عن: "أهمية القطاع الزراعي في جنوب لبنان الذي يمرّ بمرحلة حرجة نتيجة العدوان "الإسرائيلي" وغياب الدعم الحكومي، وارتفاع كلفة الإنتاج، وتراجع الأسواق، ما يهدّد الأمن الغذائي ويضع المزارعين أمام واقع اقتصادي صعب". وطالب الحسيني الوزارات المعنية بــــ:"إنقاذ ما تبقّى من هذا القطاع الحيوي الذي لطالما شكّل ركيزة الاقتصاد الجنوبي ورافعة للصمود الاجتماعي والوطني".
وألقى سامي بحر كلمة تجمّع الصناعيين في الجنوب، فعرض فيها لـــ: "الواقع الصناعي الصعب الذي تعانيه منطقتنا، في ظل التحدّيات الاقتصادية والمالية والكهربائية التي تضرب كل القطاعات المنتجة، وعلى رأسها الصناعة التي نعدها ركيزة من ركائز الصمود والتطوّر الاقتصادي". وأشار بحر إلى أنّ: "الجنوب اللبناني يمتلك طاقات بشرية وكفاءات صناعية، ويزخر بإمكانات طبيعية وموقع جغرافي مميز، إلّا أنّ هذه الإمكانات تبقى معطّلة ما لم تُوضع خطة فعلية للنهوض بالقطاع الصناعي".
من ناحيته، أشار رئيس تجمّع التجار في الجنوب بسام خضرا، في كلمته، إلى أنّ: "القطاع التجاري في جنوب لبنان يُعَدُّ أحد الأعمدة الاقتصادية الحيوية التي تستقطب آلاف العاملين والمستثمرين، وهو شريان حيوي للحركة الاقتصادية والاجتماعية في القرى والمدن الجنوبية".
من جانبه، ألقى زياد حمود كلمة نقابة أصحاب المطاعم والمنتزهات في الجنوب، فرأى أنّ: "القطاع السياحي في جنوب لبنان هو أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، لما تتمتّع به المنطقة من ثروة طبيعية، تاريخية، وثقافية قلَّ نظيرها، بدءًا من آثار صور وقلاع مرجعيون وبنت جبيل، وصولًا إلى القرى البيئية، والشواطئ الخلابة، والمواقع الدينية التي تشكّل وجهة رئيسة للسياحة الداخلية والخارجية". واستدرك حمود بقوله: "لكن على الرغم من الإمكانات الكبيرة، يعاني هذا القطاع إهمالًا مزمنًا، وبنية تحتية متعثّرة، وغياب الدعم الرسمي".
كانت، بعد ذلك؛ كلمة لنقابات "الحزب القومي السوري الاجتماعي" ألقاها النقابي عباس فاخوري، قَبل أنْ يجري تشكيل لجنة من اللقاء الاقتصادي لتسليم المطالب المنبثقة منه إلى الحكومة والجهات المعنية.