عربي ودولي
عبير قاسم
استجاب المغاربة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وفي سياق سلسلة الوقفات الأسبوعية المستمرة، شاركوا بكثافة في وقفة احتجاجية جديدة تحت شعار " غزة تنزف". ورفعوا خلالها شعارات تندّد بالصمت والخذلان العربي، وأعربوا عن رفضهم للتطبيع وطالبوا باستمرار الدعم والمساندة بمختلف أشكالها للمقاومة الفلسطينية.
وفي تارودانت وغيرها من المدن المغربية، نظم فرع الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ومناصِرة لقطاع غزة الجريحة، ومناهِضة لكل أشكال التطبيع والاختراق الصهيوني للنسيج المجتمعي المغربي. وتفاعل سكان سيدي معروف بالبيضاء مع بلاغ الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، حيث نظم رواد مسجد الأهالي في الحي ذاته، وقفة مسجدية.
وجاءت هذه الفعالية التضامنية الرمزية لتعبر عن استمرار الدعم الشعبي للمدنيين الفلسطينيين المضطهدين من الكيان الصهيوني المجرم، وإسنادًا للمقاومة المشروعة في دفاعها عن مقدسات الأمة والتواقة للحرية والاستقلال.
وفي الدار البيضاء، أكد عبد الرحمن خيزران عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أن ما يحصل في أرض الإسراء والمعراج هو عار على الأمة، ومن واجب المسلمين الانتصار لإخوتهم في فلسطين، فهو واجب ديني واضح . وقال :"إن الدول العربية لديها العديد من الأوراق للتحرك والضغط، منها الدبلوماسية أو تحريك الجيوش أو الفضاء الاقتصادي، ولكنها أبت التحرك واختارت الصمت المخزي".
وأضاف أن "هذه الوقفة لها تأثير كبير، وهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه الشعب المغربي لفلسطين ولمئات الشهداء والضحايا". وشدّد على أهمية زرع القضية الفلسطينية العادلة في وعي الأجيال الجديدة، لمواجهة أدوات الإعلام الغربية المتصهينة التي تحاول إعادة تشكيل الوعي لدى شعوب المنطقة بالدفاع عن الرواية الصهيونية الكاذبة. وأوضح بالقول :" إذا لم نكن جيل النصر على الأقل يجب أن يكون أولادنا هم جيل النصر والانتصار لفلسطين".
وتابع بالقول :" يجب أن يكون لنا فعل في الميدان على مدار العام . كلنا رددنا في الشوارع شعار "الشعب يريد إسقاط التطبيع "، ومع الأسف الشديد السلطة المغربية طبّعت مع الصهاينة ووصلت إلى حد استقبال سفن صهيونية تحمل مواد عسكرية تقتل بها أخوتنا في غزة.
ووصل التطبيع إلى حد القبول بإجراء مناورات عسكرية مع لواء غولاني الذي يعد أخطر الألوية الصهيونية وهو خطر شديد على القضية الفلسطينية وعلى بلدنا المغربي".
وأشار إلى أن المسؤولين في القطاع الفلاحي حذروا من أن تطبيع العلاقات على المستوى الفلاحي مع الصهاينة ستكون له كوارث شديدة أقلها استنزاف الموارد الجوفية المغربية. وقال :"إن الأردن ومصر لم يجلب لهما التطبيع الرخاء الاقتصادي الموعود، بل جلب لهما الفقر والاستغلال الصهيوني لمواردهما الطبيعية بأبخس الأثمان".
وأضاف القول :" ندعو النظام المغربي إلى إنهاء التطبيع وهذه العلاقة غير المبررة لا من باب المصلحة ولا من باب العقيدة الدينية التي تجمعنا مع الفلسطينيين ".
كما كانت هذه الوقفات مناسبة لمطالبة السلطات المغربية بإسقاط التطبيع المشؤوم باعتباره أحد أهم السياسات الداعمة للكيان الصهيوني في همجيته ودمويته النازية. وقد اختتمت الوقفات بقراءة الفاتحة والدعاء للمستضعفين في غزة وفلسطين.
