إيران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 01 حزيران/يونيو 2025 بالأوضاع الداخلية الصهيونية والأميركية، حيث رصدت تراجعًا كبيرًا في حركة ترامب واتجاه سياساته نحو الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، كما ركزت على تقرير الوكالة الدولية للطاقة والتي جعلته ضمن سياق الضغط الأقصى على إيران.
غسل جرائم "إسرائيل"
كتبت صحيفة وطن أمروز: "إن حجم الجرائم التي ارتكبتها "إسرائيل" منذ بداية طوفان الأقصى حتى اليوم قد أوصلت هذا الكيان إلى مرحلة أصبح فيها سفك الدماء ضرورة إعلامية ودبلوماسية حتمية، وغسيل الدم هو كل ما يقوم به النظام من تصرفات إعلامية تهدف إلى شراء الشرعية لأفعاله وتصوير أعدائه على أنهم إرهابيون. واستمر هذا الاتجاه بكثافة أكبر اعتبارًا من 7 أكتوبر/تشرين الأول فصاعدًا.
وقد أطلقت "إسرائيل" على هذه الإجراءات اسم "الهسباراه"، والتي تخلت عنها مؤخرًا، ولكن هناك اتجاه ثابت في أخبار وسائل الإعلام العالمية، وهو مضاعفة "إسرائيل" جهودها لتنفيذ سفك الدماء من خلال الهسباراه".
وتابعت: "[...] وبحسب وسائل الإعلام، خصصت "إسرائيل" مبلغًا إضافيًا قدره 150 مليون دولار لميزانيتها لعام 2025 لتغيير الرأي العام العالمي بشأن عملياتها العسكرية في غزة. وبدعم من المنظمات اليهودية الأميركية، يهدف هذا التمويل المتزايد إلى التأثير على منصات مختلفة واستهدافها. وتشمل هذه المؤسسات الجامعات الأميركية التي شهدت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، ووسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الدولية.
أوصت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، في تقرير لها، المسؤولين "الإسرائيليين" بإنفاق هذا المبلغ المتزايد في مجالات من شأنها تحسين صورة النظام في الساحة الدولية والرأي العام. ووفقًا للصحيفة، ينبغي على "إسرائيل" تشكيل فريق استجابة سريعة يضم عشرات المتحدثين الحكوميين البارزين الذين يجيدون لغات متعددة، والذين يمكنهم إجراء مقابلات في أي وقت من اليوم والرد على الأخبار فورًا. كما نصحت بتعزيز السفارات والقنصليات في هذا التوجيه المُضلّل، لأن هذه المواقع هي قواعد "إسرائيل" البرية وتعرف كيفية توطين الدبلوماسية العامة الإسرائيلية بفعالية".
وأضافت الصحيفة: "سرعان ما تم تطبيق هذه التوصيات، حيث أطلقت وزارة الخارجية ("الإسرائيلية") غرفة حرب إعلامية تعمل بالذكاء الاصطناعي لمراقبة الأخبار العالمية عبر الإنترنت وتقديم استجابات سريعة وفعالة للأزمات الإعلامية، ورغم كل هذه الجهود، لا بد من القول إن الوضع في النظام الصهيوني مثير للقلق، حتى من وجهة نظر وسائل الإعلام التابعة للنظام حيث تتوسع المبادرات الدولية ضد "إسرائيل". ويؤدي غياب الدبلوماسية العامة إلى أضرار دبلوماسية ملموسة، ووفقًا لبعض وسائل الإعلام الصهيونية، فإن أحد أسباب ضعف سمعة النظام لدى الرأي العام العالمي هو الفوضى في نظامه الإعلامي".
تقرير غروسي هو وثيقة سياسية
من جانبها أشارت صحيفة إيران إلى أنّ التقرير الجديد الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني تجاوز الجانب الفني المحض وتحول تقريبًا إلى وثيقة سياسية. وثيقة قد تؤثر على مسار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وأضافت: "في الواقع، فإن هذا التقرير، إلى جانب القرار الذي تستعد الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية لتقديمه، شكل مزيجًا جديدًا من أدوات الضغط ضد طهران. ولا تمارس واشنطن الضغوط فحسب، بل تمارسها أوروبا أيضًا بشكل متزايد"، مشيرةً إلى أنّه "وفي الوقت نفسه، لا بد من فهم الدور الذي تلعبه الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) على النحو الصحيح. وتحاول أوروبا، التي تشعر بالقلق إزاء إبعادها التدريجي عن المعادلات الرئيسية في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أن تظل لاعبًا رئيسيًا في العملية الدبلوماسية النووية الإيرانية من خلال أدوات مثل الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو دعم القرارات. وتأتي هذه المحاولة للبقاء ممثلةً في لحظة حرجة؛ لحظة تنخرط فيها إيران والولايات المتحدة في محادثات حساسة دون أن تلعب أوروبا دوراً علنيًا".
وأردفت الصحيفة: "بعبارة أخرى، من الواضح أن أوروبا تشعر بالقلق إزاء دورها الهامشي في المفاوضات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة. وقد دفعهم هذا التهميش الدبلوماسي إلى تبني مواقف أكثر تطرفًا لتعزيز أو إعادة تحديد موقفهم. إن تقديم قرار يتهم إيران بوضوح بالفشل في الامتثال لالتزاماتها المتعلقة بالضمانات، في وقت تجري فيه المحادثات بين طهران وواشنطن، هو محاولة لجعل الأجواء أكثر صعوبة، وزيادة الضغوط على إيران، وتوجيه عملية المفاوضات في اتجاه أكثر انسجامًا مع المصالح الأوروبية"، لافتةً إلى أنّه "ومن الناحية القانونية، قد يكون موقف أوروبا في ممارسة الضغط أقوى من موقف الولايات المتحدة. وعلى النقيض من واشنطن، فإن الدول الأوروبية لا تزال طرفًا في الاتفاق النووي، وبالتالي يمكنها تفعيل آلية الزناد إذا لزم الأمر، وهي أداة قد تؤدي، إذا ما تم استخدامها، إلى تدمير الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن، وإن هذه الإمكانية القانونية، إلى جانب الموقف الدبلوماسي الأوروبي في الوكالة، منحت العواصم الأوروبية أداة تفاوضية مهمة".
وختمت: "من هذا المنظور، ينبغي أن نأخذ التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة على محمل الجد أكثر مما قد يظن البعض. ولا يقتصر الأمر على أن هذا التقرير يحمل لهجة أكثر صرامة من التقرير السابق، بل إن محتواه قد يمهد الطريق لإحالة القضية الإيرانية مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وهو سيناريو من شأنه، إذا تحقق، أن يترك أوروبا مفتوحة أمام ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية. وفي واقع الأمر، أصبح هذا التقرير بمثابة أداة لزيادة الضغوط على إيران، وجعل الدور السياسي لأوروبا أكثر بروزاً في عملية صنع القرار في المستقبل".
نمر من ورق في البيت الأبيض
بدورها كتبت صحيفة رسالت: "يعتبر شهر نوفمبر 2024 بمثابة تتويج لترامب ورفاقه في الحزب الجمهوري. وتمكن من هزيمة منافسته كامالا هاريس بأكبر هامش ممكن (سواء في التصويت الشعبي أو الانتخابي) ودخل البيت الأبيض بقوة. عندما تولى ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، وعد بأن الولايات المتحدة سوف تكون موضع حسد جميع الدول من ذلك اليوم فصاعدًا. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستستعيد مكانتها الصحيحة باعتبارها أعظم وأقوى وأكثر الدول احترامًا على وجه الأرض، وهي محط إعجاب العالم".
وأضافت: "لكن ترامب يواجه الآن حقائق تؤرقه، لقد فشلت معظم المشاريع الاقتصادية والدولية والعابرة للحدود التي أطلقها، وأدت إلى تكاليف وأزمات في الولايات المتحدة. لا تزال الحرب في أوكرانيا، التي كان من المفترض أن تنتهي خلال 24 ساعة، مستمرة على قدم وساق، وأصبحت العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى وقف إطلاق النار أكثر صعوبة يومًا بعد يوم. كما أن حرب التعريفات الجمركية التي يشنها ترامب ضد دول أخرى، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك، قد توقفت عند نقطة المنتصف، كما فشلت تكتيكات بيع الوقت التي ينتهجها ترامب في إحداث تعديل في النهج الاقتصادي للاعبين ومنظمة التجارة العالمية على أساس الأساليب التي يرغب فيها رئيس الولايات المتحدة ووزارة الخزانة. وقد أدى انفصال إيلون موسك عن إدارة ترامب إلى تفاقم هذه الأزمات".
وتابعت: "وفي مثل هذه الظروف، يمكن وصف ترامب بالسياسي الفاشل. سياسي أثبت بشكل غير مقصود تمامًا نظرية نهاية عصر القطب الواحد في العالم"، مشيرةً إلى انّه " [...] في مختلف أنحاء العالم، يبدو أن مشاعر معادية لترامب وللحكومة تتشكل، سواء بسبب أفعاله، بما في ذلك محاولاته لبدء حروب تجارية أو احتجاز المهاجرين، أو بسبب ابتعاده عن حلفاء الولايات المتحدة القدامى أو تهديداته بالاستيلاء على أراضي دول أخرى".
وختمت الصحيفة: "عندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية العام الماضي على الديمقراطيين، كان يعتقد أن الترامبية سوف تصبح الروح الحاكمة في العلاقات بين جميع الدول الغربية. على الرغم من أن كندا وأستراليا تقعان على جانبين متقابلين من العالم، إلا أن الانتخابات الأخيرة فيهما كانت تحت سيطرة عامل مشترك واحد: دونالد ترامب".