اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي إيران تُدين العدوان على لبنان: انتهاك صارخ بدعم أميركي وعلى مجلس الأمن التحرك

مقالات

مقالات

"إسرائيل" تتابع وحشيّتها.. أي دور أميركي في تغطية اعتداءاتها؟

170

شنّ العدوّ "الإسرائيلي"، مساء الخميس 05 حزيران/يونيو 2025، عدوانًا جويًا مزدوجًا على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وعلى بلدة عين قانا الجنوبية، مستهدفا بسلسة غارات جوية عنيفة عددًا من المباني السكنية في هذه المناطق. 

لقد جاءت هذه الاعتداءات الصهيونية الجديدة، وخاصة على الضاحية الجنوبية التي تعدّ الأوسع منذ وقف إطلاق النار، بعد تهديدات وجهها العدوّ للسكان، وبعد أن مهّد لها بسلسلة غارات عبر مُسيّرات هجومية من دون طيار، مسببة تدمير العديد من المباني السكنية التي هي مدنية محضة، من دون أن يبلّغ عن وقوع إصابات في الأرواح.

ممّا لا شك فيه أنّ عدوان يوم أمس، على الرغم من كونه حلقة جديدة من سلسلة حلقات مسار عدواني لم يتوقف أبدًا منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ولكنه يعدّ استثنائيًا ومختلفًا عن كلّ ما سبقه، وذلك للأسباب الآتية:

1. يعدّ هذا العدوان الأوسع والأشرس بعد وقف إطلاق النار، وخاصة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نفذ العدوّ نحو عشرين غارة بالمسيّرات والقاذفات، مستهدفًا عدة أبنية سكنية من التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، وفي أكثر من منطقة من الضاحية الجنوبية.

2. جاء العدوان عشية التحضيرات لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وما تحمله هذه المناسبة من رمزية عزيزة، دينيًا ووجدانيًا، خاصة لناحية زيارة أضرحة الشهداء في الضاحية أو في الجنوب، مستهدفًا في ذلك، وفي رسالة خبيثة ومجرمة، هذه الرمزية الأغلى عند اللبنانيين، وتحديدًا عند أبناء هاتين المنطقتين. 

3. تزامَن العدوان مع سجال غامض يحمل كثيرًا من التساؤلات المشبوهة، في ادعاءات خادعة عن خلاف أميركي - "إسرائيلي" في طريقة مقاربة كلّ من الطرفين لإنهاء الحروب التي يشنها الاحتلال على غزّة وعلى لبنان، ولإيجاد الحل الأنسب للملف النووي الإيراني كونه واحدًا من أكثر الملفات حساسية وأهمية في المنطقة والعالم، اليوم. 

4. جاء هذا العدوان، أيضًا، ليؤكد، بحسب ما تُجمع عليه أغلب المصادر المتابعة، أنه قد نُفذ مع أعلى درجة من التنسيق العملاني والسياسي والاستعلامي بين كيان الاحتلال وبين الأميركيين، وذلك تبيّن في مشاركة الفريق الأميركي في تسويغ العدوان الإسرائيلي، بالإعلان بداية عن وجود منشآت عسكرية للمقاومة في المباني المستهدفة وإخطار الجيش اللبناني بهذه "المعطيات" - أي الادّعاءات – وكي يُقطع الطريق على الأخير منعًا من الوصول والتأكد، فسارع إلى تنفيذ الاستهدافات قبل إتمام الجيش اللبناني مهمته وإظهار حقيقة ادعاءات العدوّ الإسرائيلي. 

هكذا، ويومًا بعد يوم، يظهر ويتثبت أكثر وأكثر التواطؤ الأميركي - "الإسرائيلي" في مقاربة اعتداءات الاحتلال على لبنان، من خلال إدارة هذه الاعتداءات بطريقة تبادل الأدوار بتوزيع الضغوط والتهديدات والاستهدافات، وصولًا إلى وضع يرضخ فيه لبنان لشروط الكيان كله، والشروع بعملية إنهاء وتسليم قدرات الردع كلها، والتي من المفترض أن تبقى لمواجهة الاحتلال وأطماعه وتهديداته، تمامًا كما تعمل "إسرائيل"، وبغطاء أميركي كامل، إلى تطويع سورية وجرّها سريعًا إلى مربّع التطبيع وإنهاء الحرب معها، لإخراجها نهائيًا من دائرة مواجهة الاحتلال ومقاومته.

الكلمات المفتاحية
مشاركة