اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حزب الله وجماهير المقاومة يشيّعون الشّهيد علي حيدر في كونين

مقالات

النظام الجديد في دمشق ... مصدر قلق للجزائر ومصر
مقالات

النظام الجديد في دمشق ... مصدر قلق للجزائر ومصر

77

في تطور جذري في موقف الجزائر من النظام الجديد القائم في دمشق، قررت الأولى إيفاد فريق تقني من مجمّع "سونلغاز" إلى سورية للعمل على إعادة تأهيل قطاع الكهرباء في البلاد. وقد سبق هذه الخطوة زيارة قام بها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في شباط/فبراير الماضي إلى سورية موفدًا من رئيس الجمهورية الجزائري، بغرض إقامة علاقات بين الجزائر والنظام السوري الجديد. 

لا شك أن الاندفاعة الجزائرية لا تنبع فقط من ضرورة توثيق العلاقات مع بلد عربي ربطتها به أواصر وثيقة منذ الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي قبل سبعة عقود، بل هي تنبع من قلق الجزائر من الزلزال الذي أصاب العالم العربي بسقوط النظام في سورية، والتي كانت تعد آخر معاقل المواجهة مع "إسرائيل" من بين العواصم العربية الرئيسة. هذا جعل الجزائر المعروفة بموقفها المعادي لـ "إسرائيل" تشعر بالعزلة في ظل الأزمة التي يمر بها اليمن منذ عقد من الزمن، وفي ظل الاحتلال الأميركي للعراق، علمًا أن "إسرائيل" باتت عمليًا على الحدود الغربية للجزائر عبر وجود خبراء عسكريين لها في المغرب الذي يناصب الجزائر العداء. 

لكن هذا لا يشكل العامل الوحيد لقلق الجزائر. فمن يتولى السلطة في سورية حاليًا هي عينها الجماعات المسلحة التي قاتلتها الجزائر على مدى عقد من الزمن خلال تسعينيات القرن الماضي. هذا يضاف إلى قلق الجزائر من تمدد المسلحين في السودان، والمعروف عنهم دعمهم لحاكم السودان الفريق البرهان، عدا عن وجودهم على حدودها الشرقية وتحديدًا في ليبيا، ما يجعل الحكومة الجزائرية تتحسب لاحتمال أن تشكل طرابلس الغرب قاعدة انطلاق لجماعات مسلحة مدعَّمة بمتطوعين من منطقة وسط آسيا والقوقاز ترعاهم تركيا لزعزعة الاستقرار في الجزائر، تمامًا كما حصل في سورية حيث نقلت تركيا آلاف المقاتلين الأوزبك والطاجيك والإيغور وغيرهم لتدعيم قوات "هيئة تحرير الشام" من أجل استلام السلطة في دمشق، علمًا أن علاقات قوية تربط تركيا بالحكومة الإسلامية في طرابلس الغرب. 

وقد أعرب محللون سياسيون جزائريون عن قلقهم من قرار الحكم الجديد في سورية القاضي بدمج المقاتلين الأجانب في المؤسسات الأمنية السورية ومن ضمنهم مقاتلون جزائريون. وقال النائب السابق في البرلمان الجزائري زواني بن يوسف، إن "الجزائر تتعامل مع أي نظام يرتضيه الشعب السوري، بعيدًا عن التدخلات في شؤون الآخرين، وإنه لا يمكن لها أن تبقى بعيدة عن الشعب السوري و"القيادة المؤقتة الجديدة""، إلا أنه أكد معارضة الجزائر دمج المقاتلين الأجانب في المؤسسات الأمنية. 

ويبدو أن قلق الجزائر هذا سيجعلها تتقارب مع مصر التي تتشارك مع القيادة الجزائرية في القلق من القيادة السورية الجديدة الخاضعة كليًّا للنفوذ التركي. فمصر التي سعت جاهدة للتخلص من حكم "الإخوان المسلمين" في العام 2013، ترى هذه الجماعات المدعومة من تركيا التي تعتبر الخصم التقليدي لمصر، وقد وصلت إلى السلطة في دمشق. ومن ثَمَّ، فإن مصر تجد نفسها مطوقة أكثر فأكثر بجماعات وصلت إلى السلطة بدعم من تركيا أكان في دمشق أو في السودان أو في طرابلس الغرب. 

وعلى الرغم من محاولة القيادة المصرية تخفيف حدة قلقها عبر نسج علاقات مع قطر، إلا أن التجارب مع الدوحة لا تطمئن القاهرة. وما يزيد من قلق القيادة المصرية هو وجود عناصر مصرية مطلوبة قضائيًا في مصر في عماد النظام الجديد القائم في دمشق. فهل يجمع القلق من الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا كلًّا من القاهرة والجزائر في جبهة واحدة؟

الكلمات المفتاحية
مشاركة