اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي فلسطين | السفينة "مادلين" تصل ميناء أسدود.. وسجون الاحتلال تستعد لاحتجاز ناشطيها

مقالات

إيران تخترق جدار الأمن
مقالات

إيران تخترق جدار الأمن "الإسرائيلي"... الأبعاد والرسائل؟

109

بعد أن كشف وزير الأمن الإيراني السيد إسماعيل خطيب أنّ "وزارة الأمن الإيرانية حصلت على كنز من المعلومات الاستراتيجية والعملياتية والعلمية عن الكيان الصهيوني"؛ وأن "الوثائق التي حُصل عليها، نتيجة عملية إيرانية استخبارية أمنية معقدة، تعزّز من القدرات الهجومية للجمهورية الإسلامية"، وأنّ "ما حصل هو حدث استخباراتي كبير جدًّا، وأن " الأمر لا يمكن اختزاله بالحصول على آلاف الوثائق فقط"، يمكن القول إن هذا الإنجاز الأمني الإيراني سوف يُحدث تغييرًا استثنائيًا على مستوى الصراع الاستراتيجي في المنطقة والعالم، وذلك على الشكل الآتي :

أولًا:
أثبت الإيرانيون أنهم يملكون قدرة أمنية ومخابراتية متقدمة جدًا، فقد استطاعوا من خلالها الدخول "عنوة" إلى أكثر النقاط الصهيونية تحصينًا ومناعة، والتي تعنى بأهم أسلحتهم وأذرعتهم العسكرية الفتاكة (السلاح النووي)، والذي حتى الآن لم يعترفوا بامتلاكه مع أن الأمر محسومٌ ومؤكدٌ بشكل نهائي. وأيضًا، ما يميز قدرة الإيرانيين الأمنية في هذه العملية، أنها، وبالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه عن نجاحهم في اختراق الجدار الأقوى داخل الكيان المعروف بإمكاناته العلمية والأمنية والتقنية، أن القدرة الأهم هي في نجاحهم بتنفيذ عملية أمنية معقدة خارج حدودهم، في وقت تُسلَّط فيه، على الداخل الإيراني وعلى مصالحه وإمكاناته خارج الحدود، وبشكل متواصل ومُركّز، أهم قدرات الرصد والاستعلام والتنصت والمراقبة العالمية، الغربية و"الإسرائيلية" على حدّ سواء.

ثانيًا:
مقارنة مع ما يمكن أن يملكه خصوم إيران الإقليميون أو الدوليون من معلومات واسعة عن أسلحة الجمهورية الإسلامية وقدراتها، والتي قد تكون على مستوى واسع من الخطورة والحساسية، لناحية القدرات النووية أو القدرات التقليدية وخاصة الصاروخية والمسيّرة، فإن تأثير امتلاك إيران لمعلومات حساسة عن الكيان هو أكبر  بكثير من تأثير امتلاك الكيان لمعلومات حساسة عن إيران، والسبب في ذلك يعود إلى عدة أسباب؛ أهمها:

1. العمق الجغرافي الهش والضيق لفلسطين المحتلة، مقارنة مع المساحة الضخمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا يعطي هامشًا لمناورة ناجحة للدفاع داخل الكيان، حيث تتداخل إلى حد كبير الأهداف العسكرية، سواء أكانت منشآت تقليدية أم نووية، مع الأهداف والمرافق الحيوية المدنية. ومثال بسيط على ذلك، وضعية مطار "بن غوريون" ومشهدية دخول ملايين المستوطنين الملاجىء، مع الاستهدافات الصاروخية والمسيّرة اليمنية حاليًا، والتي تطلق بأعداد بسيطة، الأمر الذي لا يمكن مقارنته وتصوره لناحية التأثير مع صليات الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعملية الرد الإيرانية "الوعد الصادق ٢" السابقة يمكن ان تكون نموذجًا لذلك.

2. لا يمكن لــ"المجتمع الإسرائيلي" أن يتحمّل أي حملة من الضربات الصاروخية المركزة أو حتى العشوائية، مثل التي يمكن أن تحصل مع تطور المواجهة بين إيران والكيان، الأمر الذي يتحمّله المجتمع الإيراني بمستوى مرتفع من الصمود والثبات. وتاريخ ثبات المجتمع الإيراني معروف بقدرته على التأقلم مع الحروب والاعتداءات الخارجية، والتي لم تتوقف منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في نهاية السبعينيات. 

ثالثًا:  
مع استحواذ إيران على معلومات حساسة وواسعة عن الملف النووي "الإسرائيلي"، لناحية القدرات أو الانتشار وجغرافية توزعها، أو لناحية مخططات الكيان المرتبطة بمهمة وأهداف هذه الأسلحة غير التقليدية، أو لناحية مصادر دعم وتطوير هذه الأسلحة، فإن قدرة إيران على التفاوض المتوازن في ملفها النووي، سوف ترتفع وتقوى أكثر من السابق. وذلك من خلال تقديم كل ما حصلت عليه من معطيات حساسة عن الكيان، في المجال النووي، على أنها براهين حسية لنوايا الأخير ومخططاته الخبيثة تجاهها.

لذلك؛ ومن هنا، يمكن القول إن ما حققته إيران في امتلاكها هذه المعطيات الحساسة عن أسلحة الكيان ومخططاته، بالإضافة إلى ما أثبتته في امتلاكها إمكانات أمنية ومخابراتية واستعلامية متقدمة، تترجم إمكانات دفاعية وهجومية غير عادية أو سهلة، سيكون لكل ذلك تأثير مهم وفاصل في نجاحها بالوقوف والصمود بوجه الحملة الدولية و"الإسرائيلية" الشرسة التي تستهدفها اليوم.

الكلمات المفتاحية
مشاركة