إيران

اهتمّت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 11 حزيران 2025، بالآثار المترتبة على العملية الاستخباراتية الكبيرة التي أنجزتها الجمهورية الإسلامية، وأثرها في كثير من الملفات، من قبيل المفاوضات النووية وملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وملف المواجهة مع الكيان الصهيوني.
ختم الوثائق على المفاوضات
بداية مع صحيفة "قدس" التي جاء فيها: "في حين أن خطط عقد جولة أخرى من المحادثات النووية غير المباشرة، بين إيران والولايات المتحدة، قد بدأت تؤتي ثمارها، ووفقًا للتقارير، من المحتمل أن نتوقع عقد الجولة السادسة من المحادثات يوم الأحد المقبل، وفي خضم الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتصدر الملف النووي للجمهورية الإسلامية جدول الأعمال. والخطوة الجريئة التي اتخذتها طهران والعملية الاستخباراتية الكبرى في الاستيلاء على وثائق حساسة واستراتيجية قد طغت على هذه الاجتماعات".
وأردفت: "تأتي الحادثة الأخيرة في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في أحدث تصريحاته، أن الجولة التالية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة مقررة يوم الأحد المقبل في مسقط. ومع ذلك، ووفقًا للمحللين، فإن فضيحة "تل أبيب" الاستخباراتية الأخيرة وحصول طهران على معلومات حساسة ومباشرة عن العدو سيكون لها بالتأكيد تأثير في المفاوضات، وسيزيد من ثقل الجمهورية الإسلامية في تسجيل النقاط. ولعل هذا ما دفع بنيامين نتنياهو إلى مناقشة القضية النووية مع دونالد ترامب، مساء الثلاثاء في مكالمة هاتفية، وهو إجراءٌ فسرته وسائل الإعلام على أنه خطاب من الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الصهيوني، والذي أكد عدم الحديث عن مهاجمة إيران. وتأتي الأحداث الأخيرة في وقتٍ ينعقد فيه الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية بتوجهٍ معادٍ لإيران، بل ربما إصدار قرارٍ ضدها. وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر مطلعة باكتشاف وثائق سرية تُظهر أن الوكالة بدلًا من أن تكون محايدة، كانت على تنسيقٍ كامل مع الكيان الصهيوني".
كما لفتت الصحيفة إلى أن النقطة المهمة هي أن إيران لم تقف مكتوفة الأيدي، فبالإضافة إلى اتخاذها إجراءات مضادة في البحار والمحيطات المحيطة بها، ردًا على تفعيل آلية الزناد، ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتُطوّر برنامجها النووي بعيدًا عن أعين المراقبين الدوليين ومن دون أي قيود مقابل أي سلوك معادٍ غربي. ونقطة مهمة أخرى هي نوع سلوك "إسرائيل"، والذي يجب النظر فيه: هل ستقبل بمخاطرة مهاجمة إيران؛ حيث لا تستطيع "إسرائيل" التنبؤ بنتائجها ولا بنوع رد الجمهورية الإسلامية، وتعريض نفسها لخطر البقاء والوجود، أم أنها ستقبل بالقوة بالظروف الناشئة؟".
علاقة غروسي والصهاينة
بدورها، قالت صحيفة "همشهري": "لطالما راقبت جمهورية إيران الإسلامية، عن كثب وبذكاء، سلوك المنظمة الدولية وقراراتها إلى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ومجلس محافظيها؛ وهي مؤسسات تتأثر بشكل مباشر- مع الأسف- بنفوذ أجهزة الأمن الأميركية والصهيونية وهيمنتها". وأضافت: "يتجلى، هذا بشكل خاص، عند رصد أداء رؤساء هذه المؤسسات ومديريها التنفيذيين، ومع ذلك، وبسبب نقص الأدلة والوثائق الدامغة، ظلت هذه الحقيقة إلى حد كبير مجرد تكهنات حتى الآن".
وتابعت: "من ناحية أخرى، شهدنا مرارًا وتكرارًا أن بعض مفتشي الوكالة، والذين أُرسلوا إلى إيران بحجة الأمن والتجسس، قد طُردوا من البلاد بناءً على الحقوق السيادية واستقلال جمهورية إيران الإسلامية. وهو إجراء أدى إلى ردود فعل شديدة من الوكالة ودول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة". وذكرت: "لكن اليوم، تغير الوضع، ولدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أدلة وثائقية تثبت بوضوح العلاقات الوثيقة والتعاون المستمر بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والكيان الصهيوني. بالإضافة إلى ذلك، أكدت أجهزة استخبارات الجمهورية الإسلامية أن لديها وثائق وأدلة قوية ودقيقة عن العلاقة الوثيقة بين عملاء الوكالة والعملاء الصهيونيين".
وأردفت الصحيفة: "الآن، لم يعد هناك شك في أن منظمة الطاقة الذرية ليست مؤسسة محايدة، بل هي لعبة في أيدي القوى الغربية والعملاء الصهاينة الذين استهدفوا أهدافًا لإيران ومصالحها الوطنية". وقالت: "لم تعد قضية تعاون الوكالة مع الكيان الصهيوني فرضية كاذبة واتهامات لا أساس لها من الصحة تسعى إلى اتهام إيران بنظريات المؤامرة، بل أصبحت هذه الحقيقة واضحة للجميع، وكشفت إيران الحقائق من خلال تقديم هذه الوثائق القوية والموثقة؛ فاضطر رؤساء الوكالة أنفسهم إلى الاعتراف بوجود هذا التعاون بعد هذه العملية الاستخباراتية". وختمت: "بهذا الإجراء، أظهرت إيران أن سياسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية القذرة والمخادعة مُصممةٌ في الواقع على حساب مصالحها وأمنها، وأن الجمهورية الإسلامية، بفهمها العميق لهذه التعقيدات، عازمةٌ على الدفاع عن حقوقها ومصالحها بقوة وحزم".
ترامب بدأ حربًا أهلية
أما صحيفة "رسالت" فركّزت على الأحداث الأمريكية؛ وقالت: "تُعدّ الاحتجاجات والاضطرابات، في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، والمصحوبة بعنف الشرطة، جزءًا من نمط أوسع من التوترات الاجتماعية في الولايات المتحدة، وستُقدّم مع الوقت لمحةً عن مستقبل البلاد".
وأوضحت: "شهدت مدينة لوس أنجلوس اضطراباتٍ، في الأيام الأخيرة، ردًا على الاعتقالات العنيفة وواسعة النطاق التي شنّتها إدارة الهجرة والجمارك (ICE) وسياسات الهجرة الصارمة التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد تجمّع المتظاهرون، والذين يحتجون بشكل رئيسي على سياسات الحكومة المناهضة للهجرة، في شوارع المدينة في الأيام الأخيرة، فاتّخذت الاحتجاجات منحىً عنيفًا في بعض الأماكن. وقد أرسلت الحكومة الفيدرالية بقيادة ترامب - من دون تنسيق مع السلطات المحلية في كاليفورنيا - الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس للسيطرة على الوضع، وهو إجراء وصفه حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم بأنه انتهاكٌ خطيرٌ لسيادة الولاية".
كما رأت الصحيفة أن هذه الاحتجاجات أكثر من مجرد اضطرابات محلية، وهي تجري في سياق مجتمعٍ شديد الاستقطاب، في حين تُظهر بيانات "مركز بيو للأبحاث" أن الاختلافات الأيديولوجية بين الديمقراطيين والجمهوريين قد اتسعت بشكل كبير، من العام 2000 إلى العام 2024، ما أدى إلى انقسامات سياسية واجتماعية عميقة. ويتجلى هذا التوتر، في المواقف المختلفة لسياسات الهجرة، فبينما ترى بعض الجماعات، ولا سيما اليمينية، المهاجرين تهديدًا اقتصاديًا وثقافيًا، يرى آخرون أن هذه السياسات تتعارض مع الشعارات الأميركية الراسخة المتمثلة باحتضان التنوع وتكافؤ الفرص، وقد تزامن هذا الاتجاه مع تزايد عدم المساواة الاقتصادية".
وتابعت: "بالنظر إلى هذه العوامل، يبدو من المرجح أن يكون مستقبل أميركا مصحوبًا بتحديات متزايدة. أولًا، يمكن أن يؤدي الاستقطاب والاختلاف الحادّ السياسي والانقسامات بين الحكومة الفيدرالية والولايات إلى إضعاف نسيج الفيدرالية، بشكل أكبر، وقد تصبح التوترات الحالية بين كاليفورنيا والحكومة الفيدرالية، بما في ذلك التهديدات بخفض الميزانية أو حجب الضرائب، نموذجًا يُحتذى به في الولايات الأخرى، وتُعرّض الوحدة الوطنية للخطر"، مضيفة: "قد يؤدي هذا إلى أزمات مؤسسية تتنافس فيها الولايات والحكومة الفيدرالية، ما يُقلل من قدرة البلاد على إدارة التحديات الداخلية. وثانيًا، من المرجح أن يؤدي التفاوت الاقتصادي والاجتماعي إلى مزيد من الاضطرابات، وإذا استمرت الانقسامات الطبقية في الاتساع، فستُصبح الفئات المهمشة، ومنها المهاجرون، مستهدفة بشكل متزايد بالغضب الاجتماعي".
وأكملت الصحيفة: "على المدى البعيد، قد تصبح أميركا مجتمعًا تتعمق فيه الانقسامات الداخلية - السياسية والاقتصادية والثقافية - لدرجة تهدد التماسك الوطني. وإذا لجأت الحكومة إلى أدوات استبدادية، مثل قانون التمرد، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الثقة في الديمقراطية وتزايد المقاومة المدنية، وفي الوقت نفسه، قد يؤدي الفشل في معالجة أوجه عدم المساواة وإدارة التنوع الثقافي إلى مزيد من عزلة أميركا على الساحة العالمية. إذ لا تُعدّ لوس أنجلوس، باضطراباتها، سوى أحد أعراض هذا التوجه، لكن الأدلة تشير إلى أنه من دون إصلاح بنيوي، ستواجه أميركا مستقبلًا مليئًا بالتوترات الداخلية والتحديات العالمية .. في حين أن خطط عقد جولة أخرى من المحادثات النووية غير المباشرة، بين إيران والولايات المتحدة، قد بدأت تؤتي ثمارها، ووفقًا للتقارير، فمن المحتمل أن نتوقع عقد الجولة السادسة من المحادثات يوم الأحد المقبل، في خضم الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ يتصدر الملف النووي للجمهورية الإسلامية جدول الأعمال، فإن الخطوة الجريئة التي اتخذتها طهران والعملية الاستخباراتية الكبرى في الاستيلاء على وثائق حساسة واستراتيجية، قد طغت على هذه الاجتماعات".