عربي ودولي

خبير عسكري عراقي لـ"العهد": الكيان الصهيوني ارتكب حماقة كبرى باستهدافه إيران
العميد عبد الرحمن: الكيان الصهيوني أخطأ بحساباته إلى حد كبير وسيدفع ثمنًا باهظًا
وصف الخبير العسكري العراقي، العميد المتقاعد أحمد عبد الرحمن، الهجمات الصهيونية الأخيرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنّها "تعكس التخبُّط والارتباك لدى المؤسَّستَيْن السياسية والأمنية في الكيان الصهيوني، وخصوصًا بعد فضيحة الاختراق الاستخباراتي الإيراني غير المسبوق للكيان، والمؤشّرات الواضحة على قرب انهيار الحكومة الحالية برئاسة المجرم بنيامين نتنياهو".
واعتبر العميد عبد الرحمن، في حديث خاص إلى موقع "العهد"، أنّ "الكيان الصهيوني ارتكب حماقة كبرى، ومن المؤكّد أنّه سيدفع ثمنها باهظًا، وأخطأ بحساباته إلى حد كبير، حينما قرّر ضرب مواقع نووية وعسكرية ومنشآت خَدَمية إيرانية، وقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار".
ورأى أنّه "برغم نجاح الكيان بقتل عدد من كبار قادة الجيش والحرس الثوري، عبر الضربات الجوية التي وجّهها إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى فجر الجمعة 13/6/2025، إلّا أنّ حجم الأضرار التي خلّفتها الضربات لم يكن بالمستوى الذي حاولت وسائل الإعلام الغربية والصهيونية تصويره وتسويقه للرأي العام العالمي".
وحول مدى استيعاب إيران لهذه الضربات، قال العميد عبد الرحمن: "إنّ الطبيعة الجغرافية المترامية الأطراف لإيران، والقدرات والإمكانات العسكرية المتطوّرة، وتجربتها الطويلة في مواجهة الأعداء والخصوم، لا سيّما الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، تجعلها تمتلك القدرة على احتواء الأمور في أصعب المواقف والظروف، فضلًا عن الرد الحاسم في الوقت المناسب".
وأضاف: "الكيان الصهيوني جرّب في أوقات سابقة ضرب إيران، في إطار المخطّطات والمشاريع الأميركية - "الإسرائيلية" لإسقاط النظام السياسي الإسلامي هناك، من الداخل ومن الخارج، إلّا أنّ كلّ مساعيه باءت بالفشل الذريع، لأنّ إيران دولة مؤسّسات، وكلّما فقدت قائدًا كان هناك من هو مؤهّل ليحل محلّه سريعًا"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "هذا ما حصل مؤخّرًا، إذ أنّ قائد الثورة الإسلامية آية الله (الإمام) السيد علي الخامنئي أصدر أوامره بعد ساعات قلائل بتعيين بُدلاء عن قائد الحرس الثوري، ورئيس هيئة أركان الجيش، وقادة آخرين ممن استُشهدوا جرّاء الضربات الصهيونية، من دون أنْ يَحدث فراغًا يتسبّب بخلل في إدارة وتسيير الأمور، أو يؤثّر على الروح المعنوية لمختلف مفاصل المؤسسات العسكرية والأمنية".
وأكّد عبد الرحمن، لـ"العهد"، أنّ "الرد الإيراني سيكون قويًا ومؤلمًا للكيان الصهيوني، بصرف النظر عما إذا كان قريبًا أو بعيدًا، وهذا ما بدا واضحًا من أنّ "تل أبيب" تتحسّب له وتخشاه كثيرًا، في الوقت الذي قُوبِلت فيه الهجمات الصهيونية بتنديد عالمي واسع، وتحذيرات من العواقب الكارثية لجرائم الكيان وانتهاكاته المتواصلة للقوانين والمواثيق الدولية".