إيران

أكّد المستشار السياسي لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، علي شمخاني، الذي نُقل إلى المستشفى إثر إصابته البالغة خلال الهجوم الصهيوني على منزله، "أنني حيُّ ومستعد للفداء بروحي"، وذلك بعد أن استقرت حالته الصحية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وقال شمخاني، في رسالة إلى الإمام الخامنئي والشعب الإيراني، إنّ "فجر النصر قد اقترب، واسم إيران سيبقى متلألئًا في ذُرى التاريخ كما كان دومًا، وابتسامة الشهداء ستكون مرآة غدنا المشرق".
وفي ما يلي نص الرسالة الكاملة للأدميرال شمخاني:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
يَا عَلِيٌّ مَوْلَانَا، يَا حُسَيْنُ شَهِيدُنَا، يَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ شَفِيعَتَنَا
إلى القائد العزيز، القوي والشجاع للثورة الإسلامية، سماحة آية الله خامنئي (حفظه الله)،
وإلى الشعب الإيراني العظيم النبيل والخالد،
سلام الله عليكم أيها الأعمدة الشامخة لعزّة هذه الأرض،
وسلامٌ على إيران المجيدة، صانعة الملاحم، التي جيلًا بعد جيل أرسلت أبطالها إلى ساحات الوغى، وحفرت اسمها في سجل التاريخ بشجاعة رجالها ونسائها.
اليوم، بينما لا تزال أنفاسي تعاني من جروحي، وقلمي يرتعش من الضعف، أقسم بدماء شهداء هذه الأرض المقدسة أن العزيمة والشجاعة ما زالت تجري في عروقي، حتى أن الصمت أصبح خيانةً للشهداء. لذلك، وبعون الله، أرفع أول كلماتي صرخة مدوية:
"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"
أحيي بقلب ينزف دمًا أولئك الأبطال النبلاء والصابرين الذين كنا نهمس في خنادق الدفاع المقدس: "إما النصر، إما الشهادة".
اليوم، هم ارتدوا ثوب الشهادة الأرجواني،
بينما بقيتُ أنا مرة أخرى متخلفًا عن الركب.
مرة أخرى، لم تنل عائلتي وسام الشهادة الثالث،
وما زال شقيقاي الشهيدان يذرفان الدموع من علياء العرش حزنًا عليّ.
ها أنا ذا، بجسدٍ جرحه الألم وقلبٍ يفيض شوقًا.
ولكن إن كان القدر قدّر لي البقاء، فسأبقى؛
لأظلّ سببًا لغضب العدو، فهو يعرف لماذا، وأنا أعلم أيضًا!
سأبقى، وسأظلُّ داعيًا للملاحم،
أنا حي!
وهذا الجسد الجريح، بفضل الله، سيظلُّ درعًا يحمي هذا الشعب.
قلبي هو ذاته قلب "اللبيك" الذي عرفه الجميع بالأمس،
واليوم ما زال ينبض من أجل الدين، والوطن، والشعب.
أنا مستعد!
ليس مرة واحدة، بل مئة مرة، لأن أكون فدائيًا لهذا التراب وشعبه الذي لا مثيل له.
مستعدٌّ أن أملأ خنادق الدفاع عن الوطن والكرامة بإرادة رجل عربي من أرض خوزستان الأبية، وبهذا الجسد الجريح.
مستعدٌّ أن أصرخ "يا زهراء (ع)" وسط وابل صواريخ العدو الصهيوني،
وأن أرفع اسم إيران كالعلم في سماء التاريخ.
أيها الشعب الإيراني العزيز!
كتبتُ هذه السطور لأقول لكم: لستم وحدكم.
في كل بيتٍ يُضاء بمشعل العزّة،
وفي قلب كل أمٍّ ثكلى،
وفي عيون كل شابٍ يتطلّع إلى المستقبل،
تقف إيران بنور الله.
نحن شعب الأمل والعزّة.
نرى الألم، لكننا لا ننحني.
نُراق دماءنا، لكننا لا نتنازل عن هويتنا.
القادة الشهداء، والعلماء الأبطال، ورجال الساحات والمحاريب،
لم يغيبوا أبدًا، بل هم كالدماء التي تجري في عروق هذا الشعب.
والآن، علمهم المقدس بين أيدينا، ولن يسقط أبدًا.
ليطمئن القائد العظيم والشجاع:
أبناؤه ما زالوا في الميدان.
ليس بالسلاح فحسب، بل بالإيمان والأمل.
وليكن العدو على بيّنة:
محاربة إيران هي لعبٌ بنار لن تترك له سوى الرماد.
وعد الله حق:
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ... وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ..." (الإسراء: 7)
وذلك اليوم قريب...
يوم الفجر المشرق للنصر،
حيث سيبقى اسم إيران متألقًا في سماء التاريخ كما كان دائمًا،
وستكون ابتسامة الشهداء مرآةً لغدنا المشرق".