إيران

شيّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية صباح اليوم الأحد 29 حزيران/يونيو 2025، جثماني اللواء الشهيد أمير علي حاجي زاده، قائد القوّة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية، واللواء الشهيد محمود باقري، قائد منظومة الصواريخ في القوّة نفسها، في مراسم مهيبة أقيمت في مقبرة "بهشت زهراء (س)" في العاصمة طهران، بحضور رسمي وشعبي واسع.
وقد لفّ جثمانا الشهيدين بالعلم الإيراني، وحُملت نعوشهما على أكتاف القادة العسكريين ورفاق السلاح، وسط حضور كثيف من الشخصيات السياسية والعسكرية والدينية، إلى جانب حشود غفيرة من أبناء الشعب الإيراني، الذين جاؤوا لتوديع رجلي المقاومة والجهاد، اللذين ارتقيا على درب العزة والسيادة الوطنية.
وكان الشهيدان قد نالا وسام الشهادة فجر الجمعة، 13 حزيران/يونيو، إثر الهجوم الإرهابي الصهيوني الغادر الذي استهدف منشآت سيادية ومواقع عسكرية ومدنية في العاصمة طهران، في بداية ما بات يُعرف بـ"الحرب المفروضة الثانية"، والتي استمرت 12 يومًا.
وشكّلت عملية الاغتيال هذه استهدافًا مباشرًا لعقل المقاومة الدفاعي، نظرًا لما يمثله اللواء حاجي زاده من دور إستراتيجي في تطوير قدرات إيران الصاروخية والدفاعية، ومساهمته الكبرى في هندسة منظومة الردع الإقليمي، إلى جانب دور اللواء باقري الذي قاد طوال سنوات تطوير شبكة الصواريخ الباليستية الدقيقة.
وفي سياق العدوان، دخلت الولايات المتحدة رسميًا إلى جانب العدوّ الصهيوني فجر الأحد 22 حزيران/ يونيو، من خلال تنفيذ سلسلة غارات على المنشآت النووية في "فوردو"، و"نطنز"، و"أصفهان"، في محاولة لفرض معادلات جديدة على أرض الميدان.
لكن الرد الإيراني لم يتأخّر، إذ نفّذت القوات المسلحة 22 موجة من عمليات "الوعد الصادق 3"، عبر صواريخ وطائرات مسيّرة، مستهدفة مواقع استخباراتية وعسكرية حساسة في عمق الأراضي المحتلة، من "تل أبيب" إلى حيفا، الأمر الذي دفع العدوّ صباح الثلاثاء 24 حزيران/يونيو إلى الرضوخ لوقف إطلاق النار بعد خسائر فادحة واهتزاز غير مسبوق في منظومته الأمنية.
وبرحيل اللواءين الشهيدين، تُودّع إيران قادة من طراز استثنائي، تركوا بصماتهم في معركة البناء والعزة، وسجّلوا أسماءهم في سجل الخالدين، في ما تؤكد الجمهورية الإسلامية أنّ درب المقاومة مستمر، وأن الثأر للشهداء قادم، في الزمان والمكان المناسبين.