لبنان

خلال المجلسين العاشورائيين اللذين أُقيما في بلدتي الدوير والمروانية، بمشاركة شخصيات وفعاليات وعوائل الشهداء وحشد غفير من الأهالي، أكّد الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم أنّ "مجرد الانتماء إلى هذا الخط قولًا وفعلًا يجعلنا في مواجهة مستمرة مع الأعداء، لأننا الشوكة في خاصرتهم، لأننا لا وليَّ لنا إلا الله، ولأن الأمة التي سمعت استغاثة الأطفال نامت، فيما أبناؤكم وأزواجكم وإخوانكم وبيوتكم وحجارة بيوتكم لبّت النداء وقالت من أعماق القلوب: لبيك يا حسين".
وتابع بيرم: "نحن أصحاب الحُجَّة الأخلاقية في هذا الزمن، تخيّلوا لو لم نكن موجودين، أين كان سيكون الضمير العالمي؟ عامان من مشاهد حرق الأطفال في الخيام، واقتحام المستشفيات، ونزع أقنعة الأوكسجين، والناس تتفرّج، والأمة نائمة".
وشدّد على أنّ "النصر ليس ظاهريًا فقط، بل هو قيمة، نحن فكرة، والفكرة لا تموت، نحن ثقافة، والثقافة لا تموت"، وأضاف: "العدو الصهيوني جرّب قتالنا وفشل، استهدف الرأس في الجمهورية الإسلامية ولم ينجح، وعندما عجز عن احتلال بلدة واحدة في الجنوب، انتقل ليضرب في دول الجوار، لأنه كيان مجرم، كالوحش يبحث عن نقطة ضعف لينقضّ عليها، لكننا نؤكد له: لا مكان للضعف فينا، ولا للوهم".
ولفت بيرم إلى أنّ "استراتيجيتنا تعلّمناها من الإمام الحسين (ع): من لحق بنا استُشهِد، ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح، نحن نعيش بكرامة، وإن متنا، نموت بعزة".
وأشار إلى أنّ "أبناء هذا الخط هم الذين علّموا السيادة، وغرسوا معنى الاستقلال والكرامة، نحن نريد دولة تحترم تضحيات شعبها، فدماء المجاهدين أغلى من كل المناصب".
وطالب بيرم الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها، قائلاً: "أنتم من قلتم إنكم ستديرون البلاد، تفضّلوا وأرونا القرار والسيادة... نريد دولة تحترم دماء شهدائنا، لا نريد فقط بيانات إدانة، بل مواقف وسياسات عملية".
وختم بيرم بالتأكيد أنّ أبناء هذه المسيرة سيبقون في موقع الثبات، قائلاً: "نحن لسنا انفعاليين، نتحلّى بالحكمة، نصبر حيث يجب الصبر، ونواجه حيث تقتضي المواجهة، ولن نسمح لأحد أن يملي علينا، ولن نسمح بأن يُسحق هذا الشعب المقاوم".