اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي فياض: لن نبدّل موقفنا لو اجتمع العالم بأسره خلف العدو

عربي ودولي

عاشوراء الحسين (ع) في العراق.. استحضار الماضي بأدوات الحاضر
عربي ودولي

عاشوراء الحسين (ع) في العراق.. استحضار الماضي بأدوات الحاضر

65

تتميز أجواء ومناخات المناسبات الدينية في العراق، لا سيما ذكرى واقعة الطف الأليمة، عما سواها في بلدان إسلامية وغير إسلامية أخرى، لأكثر من سبب، من بينها أن أرض هذا البلد شهدت وقائع وأحداث الثورة الحسينية بكل تفاصيلها وجزئياتها، واحتضنت مراقد عدد من الأئمة الأطهار، وفي مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب (ع) في مدينة النجف الأشرف، والإمام الحسين (ع) وأخيه العباس عليهما السلام في مدينة كربلاء، والإمامين موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الإمام محمد بن علي الجواد في مدينة الكاظمية المقدسة، والإمامين علي بن محمد الهادي وولده الحسن العسكري في مدينة سامراء، إضافة إلى عدد كبير من مراقد ومقامات الأولياء والصحابة الأبرار، كأصحاب الإمام الحسين (ع) الذين استشهدوا بين يديه في واقعة الطف، وأبرزهم حبيب بن مظاهر الأسدي، والحر بن يزيد الرياحي في كربلاء، ومسلم بن عقيل في الكوفة، وأولاده في قضاء المسيب بمحافظة بابل. 

وكذلك، فإن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي هم من أتباع مذهب أهل البيت (ع)، فضلًا عن أن هناك حالة من التعايش والوئام بين مختلف المكونات سادت على مر التاريخ، جعلت أبناء المذاهب والديانات الأخرى في هذا البلد يتفاعلون ويشاركون سنويًا في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء.

"يا حسين" في كل مكان

كما هو الحال في كل عام، فإنه مع اقترب حلول الذكرى السنوية لواقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه السلام عام 61 للهجرة، تتكثف الاستعدادات والإجراءات الخدمية والأمنية في مدينة كربلاء المقدسة ومدن العراق الأخرى، لا سيما في الوسط والجنوب والفرات الأوسط.

ومنذ ليلة الأول من محرم الحرام، تبدأ حشود الزوار من داخل العراق وخارجه تتوافد على مدينة كربلاء المقدسة، وكالمعتاد تبلغ أعداد الحشود ذروتها يومي التاسع والعاشر من شهر محرم، وتحديدًا في صباح العاشر الذي يشهد قراءة المقتل الحسيني في مختلف المساجد والحسينيات والمواكب، إلى جانب شعيرة ركضة "طويريج" التي تمتد لعدة كيلومترات، وتنتهي عند ضريح سيد الشهداء، وبمشاركة أعداد هائلة من الزائرين. 

وإلى جانب الرايات الحسينية السوداء والحمراء والخضراء التي ترتفع فوق المساجد والحسينيات والبيوت، وتزدحم بها الشوارع والأزقة والطرقات، فإن شعارات الثورة الحسينية، من قبيل "هيهات منا الذلة"، و"أبد والله ما ننسى حسيناه"، و"يا حسين"، تصدح بها الحناجر، وتنبض بها القلوب في كل مكان، في العالمَين، الواقعي والافتراضي، على حد سواء.        

ثورة ترسيخ القيم

ولعل ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع) تمثل فرصة مناسبة للكثير من خطباء المنبر الحسيني للتطرق إلى الواقع السياسي والاجتماعي القائم في البلاد والمنطقة، وتسليط الأضواء على جملة من المشاكل والأزمات السياسية، والمظاهر والسلوكيات الأخلاقية السيئة التي لا تنسجم مع المنظومة الدينية والاجتماعية للشعب العراقي، والتأكيد على أهمية الاقتداء بنهج وسيرة وسلوك الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه، وترجمة الولاء للحسين (ع) إلى واقع عملي عبر السلوكيات والممارسات الصحيحة في كل الجوانب والمجالات.

الأوضاع والظروف الحرجة والحساسة التي يعيشها المسلمون في بقاع عديدة كفلسطين واليمن وسورية وإيران وغيرها، وجدت حيزًا واسعًا من أطروحات الخطباء،  وقد دعت شخصيات وقوى سياسية رسمية وغير رسمية في بيانات لها إلى استثمار ذكرى الثورة الحسينية لتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات والتقاطعات من خلال استلهام الدروس العظيمة التي جاءت بها تلك الثورة.

يقول الخطيب الحسيني، الشيخ محمد الخزعلي في حديث لموقع "العهد" الإخباري، "لا ينبغي أن يقتصر إحياء واقعة الطف الأليمة على البكاء واللطم وذرف الدموع، وطبخ وتوزيع الطعام، لأن كل ذلك على أهميته، لا بد أن يقترن مع معرفة وفهم جوهر تضحيات الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه، وكيفية استثمار وتوظيف مضامين وأبعاد تلك التضحيات في ترسيخ مبادئ الحق، والعدل، والإنصاف، والانتصار للمظلومين ومواجهة الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

عالمية الثورة الحسينية 

والأمر اللافت في مظاهر إحياء الثورة الحسينية في العراق، هو توظيف الإعلام الفضائي والرقمي إلى حد كبير لنقل الكثير من وقائع الإحياء العاشورائي بكل تفاصيله وجزئياته بالصوت والصورة لحظة بلحظة، ومن لا تتوفر لديه الفرصة للحضور المباشر في مجالس العزاء، يتاح له أن يعيش الأجواء كما لو أنه كان حاضرًا، من خلال قيام العديد من القنوات الفضائية ببث مجالس العزاء بثًا مباشرًا، وكذلك تفعل الكثير من منصات التواصل الاجتماعي.

يرى متخصصون في تقنيات البث الفضائي والرقمي، أن الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات، في إحياء واقعة الطف، جعل الموجودين في مختلف أصقاع الأرض، من المسلمين وغير المسلمين، قادرين على مشاهدة كل شيء من مظاهر العزاء، ويؤكد هؤلاء المدونون والمتخصصون لموقع "العهد" أن الأرقام تؤكد أن هناك عشرات الملايين في أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا، يتابعون القنوات الفضائية العراقية، والمنصات الرقمية التي تبث مجالس العزاء، وهذا بحد ذاته يعكس شمولية وعالمية الثورة الحسينية، ويكرس شعار "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء".

الكلمات المفتاحية
مشاركة