اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي كاريكاتور العهد

لبنان

الشيخ الخطيب: الذي يطرح نزع سلاح المقاومة يطرح نزع روح لبنان
لبنان

الشيخ الخطيب: الذي يطرح نزع سلاح المقاومة يطرح نزع روح لبنان

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: توجيه العداء لطائفة معينة ضدّ طائفة أخرى هذا عين الفساد وهذا عين الخطر
109

قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، خلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في حسينية بلدة الوردانية، إنّ "كل خطاب يؤجج الفتنة المذهبية هو رسالة ضدّ ثورة عاشوراء وضد خطاب الإمام الحسين (ع)"، مشيرًا إلى أنّ "المذاهب والأديان التي تُمزّق شمل المجتمع وتفرّقه في الاجتماع السياسي ليست أديانًا، وليست مذاهبَ دينية".

وأكّد الشيخ الخطيب "أن حياتنا واحدة في لبنان، فلبنان إما أن يبقى وإما لا يبقى، إما أن نبقى جميعًا أو يختلّ هذا الوجود ويختفي هذا اللبنان من الوجود"، لافتًا إلى أنّ "المسَّ بهذا التوازن والمسَّ بوحدة المجتمع وهذه الطريقة التي تستخدم اليوم في لبنان "المذهبية والطائفية" تستخدم في الاجتماع السياسي وتوجيه العداء لطائفة معينة ضدّ طائفة أخرى، هذا عين الفساد وهذا عين الخطر".

وتابع: "هل هذا في مصلحة لبنان وفي بقاء لبنان؟ على الإطلاق، نتأسف أن بعض القوى التي تنسب نفسها لدين معين وهذا الدين منها براء، حينما تستثير العداء لطائفة معينة في لبنان بكلّ وقاحة وتطلب من العدوّ "الإسرائيلي" أن يأتي ويُخلّصها من هذه الفئة، أين الوطنية هنا؟ هل في هذا مصلحة للبنان ومصلحة للبنانيين أن يُستثار اللبنانيون بعضهم على بعض، أن نخلق العداء بين الفئات اللبنانية جميعًا، أي مصلحة فيها؟"

وأردف قائلًا: "هؤلاء الذين يحققون من الطائفية السياسية مصالحهم الخاصة، أدخلوا البلاد في حرب أهلية ما زلنا نجتر آثارها إلى الآن. هم لا مشكلة لديهم؛ لأنهم المنتفعون؛ ولأن هذا يؤمّن لهم استمرارهم في السلطة واستمرارهم في تقسيم مغانم السلطة".

ولفت الشيخ الخطيب إلى أنّ "الذين دفعوا الأثمان هم اللبنانيون جميعًا، كلّ اللبنانيين دفعوا الأثمان مسيحيون ومسلمون"، وأضاف: "في الاجتماع السياسي لا يُقال مسلم ومسيحي! هناك حقوق وواجبات، هناك علاقة متبادلة، أما نحن جميعًا فاجتماعنا اجتماع واحد، كما أننا لا نستطيع تقسيم الهواء، أن نقول هذا القسم للمسلمين وهذا القسم للمسيحيين، هل هذا منطق؟ الموجود في لبنان هو اللامنطق، هنا أساس مشكلتنا وأساس ضعفنا أمام العدوّ "الإسرائيلي" الذي بهذا الانقسام يحقق مصلحته، وليس لأي فئة من اللبنانيين على الإطلاق".

وأردف: "هذه المشكلة المستمرة منذ إنشاء هذا البلد على أساس الطائفية السياسية، ماذا حققت للمسيحيين؟ المسيحيون أصبحوا أقلية في لبنان بعد أن كانوا أكثرية، فهي أول ما أضرت بالمسيحيين كما أضرت بالمسلمين! لم يكن وضع المسلمين أفضل من وضع المسيحيين على صعيد الاقتصاد المنهار وانعدام الأمن".

وقال الشيخ الخطيب: "هذا العدوان "الإسرائيلي" الذي يستغل هذه الانقسامات ويقوم بحروبه المتتالية على لبنان ويستفز اللبنانيين ويُدخلهم في مشاكل وفي مواجهة داخلية في ما بينهم"، وأضاف: "العدوّ "الإسرائيلي" هو الذي يستفيد من هذا الوضع ومن هذا الانقسام الطائفي"، مشيرًا إلى أنّ "الذين ينفخون في نار الطائفية، هؤلاء إنما يخدمون عدوهم، ويخدمون "إسرائيل"، ويضعفون بلدهم".

وسأل الشيخ الخطيب: لماذا حمل أبناء الطائفة الشيعية السلاح، لماذا اضطروا إلى المقاومة؟ "لأن ليس هناك دولة أخذت على عاتقها مواجهة العدوّ وحفظ سيادتها وحفظ أبنائها وحفظ كرامتهم!"، وبيَّن أن "الذين حملوا السلاح اضطرّوا إلى حمل السلاح"، وسأل "هل هناك عاقل يتصور، أن أبناء الطائفة الشيعية أو أي طائفة أخرى يقدمون هذه التضحيات الكبيرة حبًا في تقديم التضحيات؟ أن تعيش حالة اللااستقرار وحالة الحرب الدائمة حبًا بالحرب وحبًا بعدم الاستقرار وبضياع مصالحها وأبنائها واستشهاد أبنائها، هل هذا منطق؟ إنهم يتكلمون اللامنطق"، مؤكّدًا أنّ "من مصلحتنا أن تكون هناك دولة، وأن تقوم هي بواجب الدفاع عن كلّ لبنان وواجب الدفاع عن جنوب لبنان وعن كلّ محافظات لبنان. حينما تقوم الدولة بواجبها فهي تخفف عنا؛ لأن هذا واجب اللبنانيين جميعًا، والدولة التي يفترض أنها تمثل مصالح اللبنانيين جميعًا".

وأضاف: يتهموننا بأننا نريد الاحتفاظ بالسلاح، ولكنْ واقعًا، "نحن لا نريد الاحتفاظ بالسلاح، السلاح هو وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار ولحفظ الكرامة، لكن حينما لا تقوم الدولة بواجباتها، وحينما لا يكون هناك ضمانات"، فمن الطبيعي أن نتمسك بسلاحنا. "أنتم تعرفون هذا العدوّ الغادر والمخادع الذي لا يتورّع على الإطلاق عن أن يعتدي، وله أطماع في لبنان وهو يريد الانتقام من المقاومة ومن البيئة التي حمت المقاومة وحمت هذه المقاومة، فكيف يمكن لنا أن نُسلّم السلاح؟ لمن نُسلّم السلاح؟ الجيش اللبناني مع الاحترام الكبير لهذا الجيش المظلوم! هذا الجيش اللبناني الوطني الذي لم يُعطَ الإمكانيات للدفاع عن حدود لبنان وعن كرامته وكرامة اللبنانيين؛ لأن كرامة الجيش هي من كرامة اللبنانيين"، لافتًا إلى أنّ "الجيش يُمنع من أخذ السلاح الذي يصادره في الجنوب اللبناني، ويؤمر من القيادة السياسية بتفجيره. هل السلطة تريد أن يتسلح الجيش اللبناني وأن يطمئن الجنوبيون واللبنانيون جميعًا أنهم في مأمن من غدر هذا العدو؟".

وأردف سماحته قائلاً: ما نسمعه كلام غير منطقي، "كلّ إنسان لديه كرامة ولديه حسّ وطني، كيف يقبل على نفسه؛ لأن هذا الموضوع ليس موضوعًا شيعيًا، هذا موضوع وطني. أيها اللبنانيون، حينما يُعتدى على أي نقطة في لبنان في جنوبه أو شرقه أو شماله أو في وسطه إنما يُعتدى على كلّ لبنان؛ لأن السيادة لا تتجزأ". وأضاف: "أنت حينما ترى أن العدوان "الإسرائيلي" يصيب في منطقة معينة ويريد أن يُفهِم اللبنانيين جميعًا، أنه إذا وقفتم للدفاع عن سيادتكم فسوف يغدو مصيركم مصير المناطق التي ضربناها، لكن تأكدوا أنه يحتال عليكم حتّى إذا تخليتم عن المقاومة سيأتيكم؛ لأن أطماعه لا تنحسر في المناطق الشيعية في لبنان، وإنما أطماعه في لبنان كلّ لبنان، وكلّ  الشعب اللبناني مستهدف من العدو، في أبنائه الأذكياء، في قدراته الخارقة، في المجتمع اللبناني المتعلم والمتميّز والمتنوع الذي يعطي الصورة المضادة للعدو "الإسرائيلي"، العدوّ "الإسرائيلي" لا يستطيع أن يتحمل هذا الوجود على حدوده، هو الآن يذهب إلى إيران ليعتدي عليها ويهدّد تركيا ويهدّد السعودية ويهدّد مصر، أخطاره تتسع إلى هذه الأبعاد، هل نقبل نحن بهذا؟".

وتابع: "أيها اللبنانيون من أي فئة كنتم، ولأي طائفة انتميتم: هل ستكونون في مأمن حينما يؤخذ السلاح من المقاومة؟ لن تكونوا في مأمن وستقولون: أُكِلنا اليوم كما أُكِل الثور الأبيض"، لافتًا إلى أنّ "وقوفنا جميعًا في مواجهة العدوّ "الإسرائيلي" الذي يشكّل خطرًا على كلّ لبنان، فيه مأمن لأنفسنا. المقاومة أنجزت، الذين يقولون ماذا أنجزت المقاومة، نقول لهم، إن المقاومة أنجزت تحرير عام 2000 وعام 2006 واستطاعت أن تُفشل العدوّ "الإسرائيلي". صحيح أن المقاومة تعرّضت لما تعرّضت إليه وسقط منها الشهداء الكبار، وهناك الخسائر في البيوت وفي الأملاك، هذا طبيعي في الحروب. أنتم ترون بيئة المقاومة وأنتم كلكم جمهور المقاومة. أنتم كلكم رأيتم الخسائر المادية، ولكن كيف ترون الذين خسروا بيوتهم وخسروا أعمالهم؟ كيف ترونهم؟ هل تخلوا عن المقاومة؟ لأنهم يدركون أنهم إنْ تخلوا عن المقاومة تخلوا عن وجودهم وتخلوا عن لبنان".

ودعا الشيخ الخطيب إلى أنّ "تعي القوى السياسية خطورة ما تطرحه من الإصرار على نزع سلاح المقاومة. لا نزع لسلاح المقاومة! من يطرح نزع سلاح المقاومة يطرح نزع روح لبنان، لبنان باقٍ باقٍ بكلّ طوائفه موحدًا، إن شاء الله، والسلاح هذا ليس له حلّ إلا بالحوار كما طرح فخامة رئيس الجمهورية، من خلال الحوار وبالحوار نتمكّن من معرفة كيف يمكن لنا أن نستفيد من هذا السلاح لحفظ أمن لبنان وكرامة اللبنانيين".

الكلمات المفتاحية
مشاركة