عربي ودولي

89 قتيلًا و200 جريح في الاشتباكات المتواصلة في السويداء
ارتفع عدد الضحايا عن يوم أمس جرّاء الاشتباكات التي دخلها جيش الاحتلال الصهيوني باستهدافه القوات التابعة للنظام السوري خلال تقدُّمها في السويداء.
تتواصل الاشتباكات المسلّحة العنيفة في الريف الغربي من محافظة السويداء في جنوب سورية، لليوم الثاني على التوالي، بين المجموعات الدرزية والقوات المهاجمة التي تضم عشائر البدو وتشكيلات من وزارتَي الدفاع والداخلية في النظام السوري، فيما ارتفع عدد الضحايا جرّاء الاشتباكات إلى نحو 89 قتيلًا و200 جريح من الطرفين، وذلك بالتزامن مع قصف من جيش الاحتلال الصهيوني استهدف القوات التابعة للنظام خلال تقدُّمها في السويداء.
واندلعت اشتباكات هي الأعنف صباح الاثنين 14 تموز/يوليو 2025، بعد هجوم مسلّّح شنَّته مجموعات من عشائر البدو بمشاركة عناصر من وزارتَي الدفاع والداخلية في النظام انطلاقًا من ريف درعا الشرقي، مستهدفةً عددًا من قرى ريف السويداء الغربي، وسط مقاومة تُبديها المجموعات الدرزية، في وقت تتركّز فيه الاشتباكات عند محور قرية كناكر وفي بلدتَي الثعلة والمزرعة في المحافظة.
ودفعت وزارة دفاع النظام، خلال الساعات الأخيرة الماضية، بتعزيزات عسكرية إلى السويداء تضمّ مختلف أنواع الأسلحة وعشرات العناصر، بهدف دعم الحواجز الأمنية التي تعرّضت للهجوم، في وقت تشارك فيه بعض تشكيلات الوزارة فعليًا في الهجوم على أبناء السويداء في ريف المحافظة، وفق ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني، الاثنين، عن أنّه قصف دبابات عدّة تابعة للجيش السوري في منطقة قرية سميع في السويداء، وذلك بعد أنْ أرسلت دمشق قوات لمساندة العشائر البدوية في قتالها الفصائل الدرزية.
وقال جيش الاحتلال، في منشور مقتضب على منصّة "إكس": "هاجم "جيش "الدفاع" "الإسرائيلي""، مؤخّرًا، دبابات عدة في المنطقة الواقعة قرب قرية سميع جنوب سورية".
وارتفعت حصيلة الضحايا جرّاء الاشتباكات والقصف المتبادل في السويداء، منذ صباح أمس الأحد، إلى 80 قتيلًا، بينهم 50 من أبناء السويداء، منهم طفلان وسيدة، بالإضافة إلى نحو 200 جريح، بينهم أطفال وبعضهم في حالات حرجة، بينما قُتِل 18 من بدو السويداء، و12 من عناصر وزارة دفاع النظام، إلى جانب عشرات الجرحى.
وتعمل الكوادر الطبية بكامل طاقتها في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية وتزايد أعداد الجرحى، حيث بلغ عددهم نحو 200، وصلوا إلى المستشفى الوطني في السويداء، منذ صباح أمس الأحد.
وفي خضم التصعيد، دعا "المجلس العسكري في السويداء" الفصائل العسكرية إلى "مواجهة ما تتعرّض له المحافظة من هجوم".
ويأتي هذا التصعيد على خلفية حوادث احتجاز متبادل بين مسلحين محليين وعشائر من المنطقة، عقب اعتداء بالضرب والسلب تعرّض له شاب من السويداء على يد مجموعة من العشائر قرب المسمية، قَبْل أنْ يُطلق سراحه وهو في حال حرجة.
وردًّا على الاعتداء، احتجز أبناء المحافظة أفرادًا من العشائر، ممّا دفع الأخيرة إلى نصب حاجز في "حي المقوس" واحتجاز أشخاص من المسلحين المحليين، بالتزامن مع قطعهم الطريق الرئيس.
وهذه هي المرة الثانية التي تشهد المنطقة فيها اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات درزية، منذ الاشتباكات السابقة التي أوقعت عشرات القتلى من الجانبين، في نيسان/أبريل 2025.