عربي ودولي

هل تفقد الولايات المتحدة الحليف الأسترالي في مواجهة الصين؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أنّ نسبة خُمْس الأستراليين فقط ينظرون إلى الصين على أنّها تهديد.. في المقابل، تُبدي الولايات المتحدة عدم أهمية تجاه التعاون الاقتصادي مع أستراليا، التي تعزّز علاقتها بالصين.
أبرز الكاتب في موقع Asia Times، جيمس لورانسون، أهمية زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إلى الصين، مشيرًا إلى أنّ "بكين قد تصعّب على واشنطن تجنيد حلفاء أمنيين مثل أستراليا في إطار الخصومة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك من خلال قيام بكين بإقامة علاقات ثنائية قوية وبناءة مع أستراليا".
وأوضح الكاتب، في مقال نشره الموقع، أنّه "بحسب استطلاعات الرأي، فإنّ نسبة خُمْس الأستراليين فقط ينظرون إلى الصين على أنّها تهديد، وغالبية ثلثين في المقابل يرون أنّ العلاقات مع بيكن هي معقّدة ويتعيّن إدارتها".
وأشار الكاتب إلى أنّ "قيمة مبيعات الشركات المحلية الأسترالية إلى الصين في العام الماضي بلغت 129 مليار دولار، لتكون الصين السوق الأكبر لهذه الشركات بفارق شاسع"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "الصين هي أكبر مُصدِّر لأستراليا أيضًا بفارق شاسع" وأنّ "الصادرات الصينية تسهم في تخفيف تكلفة المعيشة في أستراليا".
واعتبر الكاتب أنّ "الولايات المتحدة ليست فقط غير مهتمّة بالمنتجات والخدمات المحلية التي تقدّمها أستراليا، بل إنّها (الولايات المتحدة) تتخلّى عن التزامات تجارية سابقة"، قائلًا: "استنادًا إلى اتفاقية التجارة الحرة بين أستراليا والولايات المتحدة المبرمة قَبْل عقدين من الزمن، فإنّ معدل الرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الأسترالية بلغت نسبة 0.1 في المئة فقط، أمّا اليوم فتفرض واشنطن رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على الواردات الآتية من أستراليا".
وفي المقابل، بيّن الكاتب أنّ "الرسوم الجمركية التي تفرضها بكين على الواردات الأسترالية تبلغ نسبة 1.1 في المئة فقط، وذلك استنادًا إلى اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمت بين البلدين في عام 2015"، فـ"غالبية الأستراليين أصبحوا يعتبرون أنّ الصين شريك تجاري يمكن الوثوق به أكثر من الولايات المتحدة، وذلك ليس بالأمر المستغرب؛ نظرًا إلى المعطيات المذكورة"، وفق الكاتب.
وبحسب الكاتب، فإنّ "ذلك يفسّر رد ألبانيز عندما سُئل في نيسان/أبريل الماضي عمّا إذا كان سيدعم حرب (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب التجارية مع الصين، بقوله إنّ ذلك "سيضر بالاقتصاد الأسترالي".
كذلك، ذكّر الكاتب بتصريح وزير التجارة الأسترالي دون فاريل بأنّ "خيارات أستراليا ستحدّدها المصالح الأسترالية، وليس ما يريده الأميركيون" وأنّ "أستراليا تريد تكثيف التعامل التجاري مع الصين وليس تقليصه".
كما ذكّر بتصريح وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ بأنّ "العلاقات الاقتصادية القوية مع الصين تعزّز وضع أستراليا الأمني".