تواصل التنسيقية المغربية "أطباء من أجل فلسطين" التي تضم الأطر الصحية في المغرب من أطباء وممرضين وصيادلة ومسعفين، سعيها في مختلف المناسبات والمحطات لأخذ كل المبادرات الرامية لإنقاذ المنظومة الصحية في قطاع غزة، إذ أعلنت عن استعدادها تقديم كل أشكال الدعم الإنساني للقطاع المحاصر وخاصة الدعم الصحي، ليشارك أطباء من التنسيقية مؤخّرًا في معاضدة جهود القطاع الصحي في غزة. 

يؤكّد رئيس التنسيقية التي تأسّست في عام 2014، البروفسور أحمد بلحوس، في حديث خاص إلى موقع العهد الإخباري، أنّ "التنسيقية هي جزء من الحراك المدني المغربي للمطالبة بوقف التطبيع الصهيوني في مختلف المجالات، وفي مقدّمتها المجال الطبي والصحي". ويستنكر بلحوس "جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" في حق الطواقم الصحية وطواقم الإسعاف وفي حق المستشفيات والمؤسسات الإنسانية والصحية في غزة".

73 نشاطًا تضامنيًّا 

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نظّمت التنسيقية نحو 73 نشاطًا تضامنيًّا مع أهالي غزة على المستوى الوطني والعربي والدولي، وتم تنظيم العديد من الوقفات الوطنية في العاصمة الرباط خاصة بمهنيي الصحة. 

ويذكر بلحوس أنّ "التنسيقية نظّمت وقفات عدّة خاصة بمهنيي الصحة في مدن أغادير وطنجة والدار البيضاء وفاس ومراكش وغيرها".

ويتابع: "كذلك، نشارك في مختلف الفعاليات التضامنية والمَسِيرات الوطنية التي يتضامن فيها عموم الشعب المغربي مع أهل فلسطين، حيث تكون التنسيقية حاضرة دومًا في هذه المَسِيرات الشعبية الوطنية. وقمنا بتنظيم الكثير من الندوات الوطنية وعلى المستوى الدولي والعربي، والتي شارك فيها نشطاء عرب ودوليون يتشاركون معنا همَّ الدعم الإنساني والصحي لأهل غزة وسائر فلسطين". 

وقف التطبيع الصحي

ولمواجهة التطبيع الصحي ومقاطعة الأدوية الصهيونية، أصدرت التنسيقية عرائضَ عدّة إلى المسؤولين في المغرب، فـ"راسلنا بعض المختبرات المطبعة مع الكيان الصهيوني بقصد وقف تعاملها مع نظيرتها الصهيونية. كما قمنا بالتكفُّل بالطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات المغربية، وأصدرنا بلاغات وبيانات تضامنية، وشاركنا في حملات دولية للمطالبة بإطلاق المعتقلين خاصة معتقلي الصحة، وعلى رأسهم وسام أبو صفية. كذلك، طالبنا بوقف المجازر بحق المستشفيات قطاع الصحة في غزة"، وفق بلحوس.

بادرت التنسيقية إلى خطوات إضافية للدعم الصحي في غزة، مثل مطالبة المسؤولين في المغرب بإنشاء مستشفى ميداني. وحول ذلك، يقول بلحوس لـ"العهد": "قمنا بفتح لائحة المتطوّعين والمتطوّعات، وسجّلنا نحو 135 متطوّعًا ومتطوّعة من مختلف الاختصاصات، من أطباء أسنان وصيادلة وممرضين كلّهم يرغبون في الذهاب إلى غزة من أجل الدعم الصحي". 

أطباء مغاربة يتطوّعون في غزة

واستطاع 8 أعضاء من التنسيقية دخول القطاع، كان آخرهم الدكتور أنس شبعتا الذي عاد إلى المغرب يوم السبت 12 تموز/تموز 2025، بعد أنْ قضى أكثر من أسبوعين في "مجمّع ناصر الطبي" لتقديم ما يمكن تقديمه من خدمات صحية وخدمات علاجية لا سيما التخصّصات الجراحية. 

ويؤّكد بلحوس أنّه "ما زال في جعبة التنسيقية العشرات من المتطوّعين الذين يرغبون في الذهاب إلى غزة، من مختلف التخصّصات الطبية والجراحية والتمريضية والصيدلانية".

وعندما سألناه عن الأنشطة التضامنية المقبلة للتنسيقية، أجاب: "نحن مستمرّون في تنظيم الفعاليات التضامنية للتوعية بالقضية الفلسطينية، وللتصدّي للظروف المأساوية التي يعيش فيها أهلنا في غزة والضفة الغربية وفي كل فلسطين. وسنستمرّ في تقديم الدعم الصحي لأهلنا في فلسطين وغزة، وسنشارك في مختلف الفعاليات العالمية الرامية إلى تخفيف وإيقاف الكارثة التي تحلّ بقطاع غزة الأبي".

الكلمات المفتاحية