عين على العدو

رأى اللواء في الاحتياط "الإسرائيلي" يتسحاق بريك: "أننا نعيش في منطقة ديناميكية وعاصفة، حيث التغيّرات سريعة وأحيانًا غير متوقعة"، مضيفًا: "إذا لم نُعِدّ الجيش الإسرائيلي لمواجهة التهديدات المتجددة والمتطورة بسرعة مذهلة، فلن نكون مستعدين للحرب القادمة".
وفي مقال نشره على موقع القناة السابعة، قال: "كما أننا لم نكن مستعدين لحرب "سيوف حديدية"، فإن الحرب القادمة قد تكون أكثر إيلامًا بعشرات الأضعاف. لا يدور الحديث هنا عن آراء شخصية، بل عن عرض للحقائق كما تنعكس من أقوال ضباط كبار في الجيش، من قادة ألوية إلى قادة كتائب وسرايا يتحدثون معي عن الوضع الميداني، ويطلبون الحفاظ على سريّتهم. كل إنسان يمتلك عقلًا راجحًا يمكنه أن يفهم أننا في المعركة ضد حماس قد تكبدنا خسارة".
وأدرج بريك التهديدات وفقًا للآتي:
تهديدات قائمة ومتطوّرة:
1. حزب الله لم يُهزَم بالكامل. ما يزال يمتلك مئات الكيلومترات من الأنفاق ومخزونًا كافيًا من الذخيرة لشَلّ شمال "اسرائيل"، تمامًا كما فعل في الماضي. لا ننسى كيف أنه أطلق ،خلال أسبوع ونصف، أكثر من 100 صاروخ يوميًا، من الحدود الشمالية وحتى "تل أبيب"، ما أدى إلى شلل كامل في الشمال. هذه القدرات ما تزال قائمة حتى اليوم، والجيش يدرك ذلك جيدًا، ولهذا السبب جُنّدت فرقة كاملة إلى الحدود الشمالية خشية انضمام حزب الله إلى المعركة، خلال الأيام الـ 12 من القتال ضد إيران.
2. سوريا وإيران: كلّنا نتذكّر جيدًا الهتافات المُبشّرة بسقوط نظام الأسد والمحور الإيراني. لكن ما حصلنا عليه بدلًا من ذلك هو نظام "جهادي قاتل" في سوريا، بالإضافة إلى الأتراك الذين دخلوا بجيشهم إلى سوريا، ويُشكّلون تهديدًا يفوق بأضعاف ما كان يشكّله نظام الأسد.
3. الحدود مع الأردن: على امتداد 300 كيلومتر من الحدود مع الأردن، تنشط خلايا على شكل حرب عصابات، بدعم إيراني.
4. مصر: المصريون يستعدون لحرب ضد "إسرائيل"، وليس لدينا قوات كافية للوقوف بوجههم.
5. الضفة الغربية: المنطقة عبارة عن برميل بارود، ولا يمتلك الجيش اليوم قوات برّية كافية لتغطية جميع القطاعات على طول الحدود من أجل حماية الدولة.
وضع الجيش البرّي والاستعداد للتهديدات المستقبلية:
الجيش البرّي مُنهك وصغير، ويمرّ في مرحلة متقدمة من التفكك. لا يستطيع حتى الانتصار على حماس. وإضافة إلى ذلك، تقوم إيران بإنتاج صواريخ وتتلقى مساعدات من الصين وباكستان، سواء في المواد اللازمة لصناعة الصواريخ أم في المجال النووي، بما في ذلك الصواريخ المناورة (متغيّرة الاتجاه) والصواريخ المتعددة الرؤوس. الجيش "الإسرائيلي" لم يحضّر ولا يحضّر حاليًا، أيّ رد على هذه التهديدات.
وفقًا لتقارير عديدة، تتعاون إيران مع الصين وباكستان بطرق مختلفة لتوسيع مخزونها من الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية.
وتابع: "بعد حرب الـ 12 يومًا بين "إسرائيل" وإيران، وعدت باكستان إيران بتزويدها بمئات الصواريخ بدلًا من تلك التي نُفدت من مخزونها. نحن غارقون حتى العنق في مستنقع قطاع غزة، ولا نُعِدّ الجيش للحرب القادمة، والتي ستكون تهديداتها أصعب بكثير مما عرفناه حتى الآن".
وختم: "قيادتنا منشغلة بالحاضر، ولا تبني الجيش بنظرة للسنوات المقبلة".