فلسطين

توفيت طفلة في مجمع الشفاء الطبي في غزة؛ نتيجة الجوع وسوء التغذية، بعد وفاة مواطنين، أحدهما يعاني من مرض السكري، للسبب ذاته.
وأفاد مصدر طبي أنه بوفاة الطفلة يرتفع عدد ضحايا سوء التغذية والتجويع الذي تنتهجه قوات الاحتلال إلى 117 فلسطينيا، بينهم 81 طفلا على الأقل.
وأمس الخميس، قال المكتب الإعلامي الحكومي: إن المجاعة آخذة في التفاقم بكل أنحاء القطاع، مؤكدًا أن 116 فلسطينيًّا استشهدوا بسبب المجاعة وسوء التغذية في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء، محذرًا مما عدّها روايات زائفة عن دخول مساعدات.
وطالب المكتب الفلسطيني العالمَ بكسر الحصار المفروض على غزة فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية وعلى رأسها حليب الأطفال، لنحو مليونين ونصف مليون شخص محاصر.
التجويع أداة لارتكاب إبادة جماعية
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن "إسرائيل" تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأضافت أمنستي -في بيان- أن معاناة الجائعين في غزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرًا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني الآن.
وقالت إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورًا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدات دون قيود وبشكل آمن.
أمراض منقولة عن طريق المياه
من جانبها، أفادت منظمة "أوكسفام" عن ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة عن طريق المياه بين سكان غزة بنحو 150%، مضيفة أن الظروف التي يجبر الفلسطينيون في غزة على العيش فيها خلفت بيئة خصبة لانتشار الأمراض.
أرقام عن الكارثة
وفي سياق متصل، كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في القطاع الفلسطيني المنكوب أن أكثر من 39 ألف طفل فقد كلٌّ منهم أحد والديه، في ظل استمرار الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن 17 ألف طفل فقدوا كِلا الوالدين، في حين استُشهد 18 ألف طفل منذ بداية الحرب.
ويعيش أطفالٌ كثيرون أوضاعاً غير مستقرة، في ظل غياب الرعاية الأسرية وتفاقم المجاعة والتراجع الحاد في الخدمات التعليمية والصحية.
ويعج مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي (جنوب القطاع) بعشرات الأطفال الذين يواجهون الموت بسبب سوء التغذية وغياب الحليب الصناعي الذي يعتبر الغذاء الوحيد لمن هم دون الـ6 أشهر.
ويمثل غياب حليب الأطفال من النوعين الأول والثاني معضلة لمن هم دون الـ6 أشهر، حيث لم تعد بالقطاع علبة حليب واحدة وإن وجدت فإنها منتهية الصلاحية غالبا ويصل ثمنها إلى 150 دولارا، وفق ما أكده الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي بخان يونس، في مقابلة مع الجزيرة.
ويحاول مجمع ناصر إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأطفال الذين وصلوا إليه من خلال ما يتوافر له من كميات حليب قليلة جدا وفرها متبرعون ومنظمات دولية، في حين تبحث العائلات في الخارج عن بدائل أخرى مثل المياه واليانسون والبابونج.
ويشعر الأطباء -بمن فيهم الأجانب الذين وصلوا مؤخرا لتفقد الوضع- بالإحباط الشديد من الأوضاع المتردية للأطفال الذين تظهر عليهم أعراض لم تعد موجودة في العصر الحديث، مثل تساقط الشعر وتجمّع السوائل وضمور الجسم.
وتعليقًا على هذا الوضع، أعلنت اللجنة الدولية للإنقاذ -أمس الخميس- عن فزعها من التقارير التي تتحدث عن موت الأطفال جوعا في غزة، وقالت إن الحصار هو السبب في ذلك.