لبنان

حمادة رعى حفل تخرج في صور: فرح الطلاب يتحوّل إلى رصاص في صدر العدو
بيرم: نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إيهاب حمادة أن "الجنوب في تراثنا، وعلى مستوى الجغرافيا العربية، دائمًا مقدّس وله خلفيته الثقافية والحضارية المرتبطة بالثقافة والعلم والثورة".
كلام النائب حمادة جاء خلال رعايته حفل تكريم أقامته الجامعة الأمريكية للثقافة والتعليم – فرع صور، لحملة الشهادات الجامعية من طلابها "دفعة الشهيدين حسين ياسين وعلي أبو خليل"، بحضور الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم، وحشد من الإداريين والمعلمين وأهالي الطلاب المكرّمين.
وقال النائب حمادة إن "الفرحة اليوم غير منسجمة مع واقع الحال ومع ما يجب أن يكون"، وأضاف: "أنا أعتقد أننا قوم أولى بالفرح من غيرنا، فنحن قوم أهل انتصار دائم؛ إذا انتصرنا فنحن ننتصر، وإذا استُشهدنا فنحن ننتصر، ومن الممكن أن يكون الشهيدان العزيزان اللذان تحمل دفعة الخريجين اسمهما، قد ظلّلا هذا الوجود، فامتزجت الدمعة أحيانًا مع الفرحة. ولكن، في عمق الأمور، يُقال أيضًا إن هذه الدمعة هي دمعة فرح".
وأضاف: "هذه الدراسة التي استمرت ثلاث أو أربع سنوات، في قلب العاصفة اللبنانية، استطاع أن يُنجزها ويحصل على شهادته، ويتخرج أمام عدونا، ليقول له، ومن خلفه للعالم: إننا قوم، وإن كنا أتقنّا البندقية واحترفنا استخدامها، فإننا أيضًا نحترف العلم، ونحترف الجلوس على مقاعد التربية والتعليم لنحوز شهادة، لنجمع بين شهادتين: شهادة في الجامعة، وشهادة في الميدان".
واعتبر النائب حمادة أن "تفاعل الطلاب الناجحين اليوم بفرحهم وزغاريدهم إنما يتحوّل إلى رصاص في صدر العدو، لأنه لا يريد لنا أن نتعلّم، أو أن نذهب إلى مؤسساتنا، أو أن نحافظ على مدارسنا، أو على الإنسان الحقيقي والإشعاعي الذي عُرف به لبنان". ووجّه نداءً إلى الحكومة اللبنانية، وخصوصًا في هذا الظرف التربوي، بضرورة إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة، خاصة في الجنوب وعلى كامل الجغرافيا اللبنانية، ومعالجة ملف حقوق الأساتذة والمعلمين، وخاصة المتعاقدين.
وتابع: "على مستوى ملف المعادلات، فكثير من الطلاب يتخرّجون، ثم ينتظرون سنة وأكثر لمعادلة شهاداتهم، وفي ظل هذا تضيع الفرص والوظائف. ونحن نتابع هذه الملفات تشريعيًا، وقد ذهبنا بكتلتينا إلى مجلس النواب بأكثر من 25 قانونًا لتحسين التربية والتعليم في لبنان".
وأردف: "لدينا مجموعة من المشاكل، منها على سبيل المثال الطلاب الذين درسوا في سوريا – 280 طالبًا في الطب والصيدلة – أتوا من سوريا، ويجب تطبيق القانون اللبناني عليهم، وفق القانون 285 الصادر عام 2014، الطالب الذي ينتقل من جامعة أجنبية إلى لبنانية، يقدّم امتحانًا، وإذا نجح، يُحسب له 50% من مواده، هذا القانون معمول به ويجب تطبيقه".
بيرم: نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن
من جانبه، ألقى الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم كلمة أشاد فيها بجهود الطلاب التي جعلتهم يتفوّقون على أنفسهم ويقدّمون نموذجًا في النجاح، معتبرًا أن أعظم نجاح هو أن "تكون نسخة جديدة من نفسك"، وأضاف: "الناس لا يريدون كلامًا كثيرًا، بل يريدون أفعالًا، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال".
وقال بيرم: "نحن لسنا مقطوعين من شجرة، ولسنا زوّارًا على الزمن، بل نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن".
وأكد بيرم: "نحن الضمير الإنساني الفعّال في زمن النذالة والضمائر الميتة. على مقربة منا تُرتكب إبادة، ولا يهتز لها أحد سوانا. لقد قدّمنا أغلى ما نملك، ليس فقط دفاعًا عن الدين أو العروبة، بل عن القيمة الإنسانية".
وأضاف: "نحن اليوم حاجة للضمير الإنساني، بل للنوع الإنساني كله. وأتجرأ أن أقول: والله، لولانا لتحوّلت البشرية إلى مخلوقات أخرى".