فلسطين

أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، أن شعب غزة يواجه حرب إبادة وتجويع ممنهجة، مشددًا على أن استمرار المفاوضات في ظل هذا الواقع لا معنى له. ولفت إلى أنّ ما يجري من معاناة ومجازر يفوق كل تصور، متوجهًا بالتحية إلى أهالي القطاع الصامدين.
وقال الحية: "السلام على أهلنا الصابرين الطاهرين، تقف الكلمات أمامكم صامتة، تفقد معانيها عاجزة عن التعبير تجاهكم، فقد عانيتم الأهوال وتحملتم في هذا الطريق ما عجزت عنه أمة بأكملها. كنتم الأعزة عندما هان كل شيء، وعلوتم وسموتم عندما سقط العالم في ظلمات سحيقة من الصمت والخذلان".
وأضاف: "لم تهن لكم عزيمة، لله أنتم ما أعظمكم، أنتم تيجان رؤوسنا، وعنوان العزة والكرامة والإباء. لا أجد من الكلمات ما يوفيكم حقكم، وصرخاتكم وآهاتكم أمانة في أعناقنا، ولن نفرط فيها ما حيينا، ورغم كل ذلك لا يأس يُدرككم، والله معكم".
لا مفاوضات تحت النار والحصار
وتابع الحية: "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبادة والحصار"، وقال "إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية فورًا وبطريقة كريمة هو التعبير الحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات. لا نقبل أن يكون شعبنا ضحية لألاعيب الاحتلال السياسية".
كما شدد على رفض "مصائد الموت" في آلية توزيع المساعدات، قائلًا: "العدو يُصرّ على بقاء آلية المساعدات التي حوّلها لمصائد موت، ويستهدف إقامة منطقة عازلة في رفح تمهيدًا لتهجير شعبنا عبر مصر أو البحر، في خطوة مفضوحة لتصفية قضيتنا".
المقاومة أفشلت مخططات الاحتلال
وأردف الحية: "يا أبناء كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة، ما تقومون به أفشل عملية "عربات غدعون" للعدو"، مضيفًا أن قيادة المقاومة سخرت كل ما لديها على مدار 22 شهرًا في سبيل وقف العدوان.
وأشار إلى أن رئيس أركان الاحتلال "يغطي على فشل جيشه بالإبادة الجماعية"، مؤكدًا أن جولات التفاوض السابقة شهدت مرونة فلسطينية دون التفريط بالثوابت.
وأوضح: "في جولة التفاوض الأخيرة حققنا تقدمًا واضحًا، وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه الوسطاء في ملفات الانسحاب والأسرى والمساعدات. لكن انسحاب الاحتلال وتساوق المبعوث الأمريكي معه كشف نوايا لحرق الوقت وارتكاب المزيد من الجرائم".
دعوات لقطع العلاقات والزحف نحو فلسطين
الحية جدّد الدعوة إلى الشعوب العربية والإسلامية للتحرك، وقال "ندعو جماهير الأمة وأحرار العالم للتعبير عن الغضب لما يجري في غزة، والزحف نحو فلسطين، وحصار السفارات وملاحقة مجرمي الحرب".
وفي رسالة إلى الأردن، قال: "يا أهلنا في الأردن، نتطلع إليكم بكثير من الأمل، كما استشهد أبناؤكم على حدود فلسطين، ندعوكم لتكثيف حراككم لإيقاف الإبادة ومنع تقسيم الأقصى وفرض الوطن البديل".
وتوجّه إلى مصر قائلًا: "يا أهل مصر وقادتها، أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم؟ نتطلع إلى أن تقول مصر كلمتها بأن غزة لن تموت جوعًا ولن يقبل ببقاء معبر رفح مغلقًا".
وختم الحية كلمته بتحية للمبادرات الشعبية والدولية، قائلاً: "نقف باعتزاز أمام الإسناد العسكري والشعبي في اليمن، والمبادرات العالمية من المسيرات البرية والبحرية وسفينة مادلين وحنظلة، وقافلة الصمود من تونس والجزائر وليبيا، هؤلاء قرروا كسر حالة العجز ليقولوا: لا مستحيل مع الإرادة".