فلسطين

شيّع أهالي قطاع غزّة، الأربعاء، عددًا من الشهداء الذين ارتقوا نتيجو الجوع وسوء التغذية أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية، في مشهد مؤلم يجسّد المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عامين تحت وطأة الحصار والعدوان "الإسرائيلي" المستمر.
وقد عبّر عدد من أقارب الشهداء عن حزنهم وألمهم، متسائلين عن ذنب الأطفال الذين فقدوا آباءهم جراء المخاطرة بحياتهم للحصول على لقمة العيش في ظلّ ظروف بالغة القسوة.
وفي الوقت الذي يُدفن فيه الشهداء بصمت موجع، تتفاقم معاناة مئات الآلاف من العائلات التي لا تزال تنتظر وصول شاحنات المساعدات وسط مناشدات محلية ودولية متكرّرة لوقف العدوان ورفع الحصار، والتي لم تجد حتّى الآن استجابة فعلية من المجتمع الدولي.
من جهتها، تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلية" حربها المفتوحة على قطاع غزّة لليوم الـ663 على التوالي، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في الغارات الجوية والمجازر التي تستهدف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، في وقت تعاني فيه غزّة من كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة سياسة التجويع الممنهجة التي تحرم السكان من أبسط مقومات الحياة.
وفي ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، سجلت الجهات الطبية 147 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب، بينهم 88 طفلًا، وفقًا لبيانات رسمية.
كما حذّر تقرير حديث صادر عن جهة تدعمها الأمم المتحدة من أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يسهم بشكل مباشر في ارتفاع عدد الوفيات، مشيرًا إلى خطر انهيار كامل للمنظومة الإنسانية في غزّة إذا استمر الوضع على حاله.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها الصادر الثلاثاء، بأنّ حصيلة العدوان "الإسرائيلي" ارتفعت إلى 60,034 شهيدًا، و145,870 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما يسلّط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها غزّة وسط صمت دولي مطبق.