فلسطين

المجاعة تشتدُّ في غزة: 6 شهداء في 24 ساعة وعشرات آخرون من منتظري "المساعدات"
يزداد عدد الشهداء الذين يرتقون جرّاء المجاعة في غزة، الناجمة عن الحصار الصهيوني ومنع إدخال المساعدات الغذائية، إضافة إلى سوء التغذية.
اشتدَّت وطأة المجاعة في قطاع غزة جرَّاء العدوان والحصار الصهيوني على القطاع، حيث ارتقى 6 شهداء جرّاء المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية، لتتزايد أعداد الشهداء يوميًّا نتيجة التجويع الذي يمارسه الاحتلال وسوء التغذية، ضمن حرب الإبادة الصهيونية على سكان غزة المستمرّة منذ أكثر من 21 شهرًا، في وقت يواصل فيه الجيش الصهيوني استهداف منتظري "المساعدات"، ممّا أدّى إلى ارتقاء أكثر من 27 شهيدًا منهم على الأقل؛ منذ فجر الاثنين 4 آب/أغسطس 2025.
فقد أعلن مصدر طبي في غزة، الاثنين، عن وفاة الرضيع سند محمد سعد نتيجة الجوع وسوء التغذية، فيما ارتقى 27 شهيدًا على الأقل من طالبي "المساعدات" في القطاع بنيران الاحتلال منذ فجر الاثنين.
وسبق ذلك إعلان وزارة الصحة في غزة عن تسجيل مستشفيات القطاع 5 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين، مشيرةً إلى ارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 180 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.
وبات من الصعب جدًّا الوصول إلى المساعدات الغذائية، في حين يُضطّر الأطفال والنساء للمخاطرة بحياتهم في سبيل الحصول على الطعام. ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 600 شاحنة يوميًّا من المواد الغذائية والتموينية لتلبية الحد الأدنى من حاجات أكثر من مليونَي إنسان في القطاع.
وأكَّد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان الاثنين، أنَّ "الاحتلال سمح بإدخال 14 في المئة فقط من المساعدات المطلوبة خلال 8 أيام"، موضحًا أنّ "المساعدات التي أدخلها الاحتلال تعرّضت لسرقة ممنهجة ضمن خطته لهندسة الفوضى والتجويع".
من جهته، ذكر نائب المدير التنفيذي لـ"منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسف)، تيد شيبان، أنّ "هناك مؤشِّرات واضحة على أنّ الوضع الإنساني في غزة قد دخل ما بعد عتبة المجاعة". وأشار شيبان إلى أنَّ "واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في القطاع يقضي أيامًا كاملة دون طعام".
بدورها، قالت مديرة المكتب الإعلامي لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) في غزة إيناس حمدان، لقناة "الجزيرة"، إنَّ "20 ألف طفل يعانون سوء التغذية والأمراض مع انهيار صحي في غزة".
وفي السياق نفسه، أكّدت 17 مؤسسة عربية ودولية مدافعة عن حقوق الإنسان، في بيان مشترك الاثنين، أنّ "تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تتجاهل بشكل تام الحقائق الميدانية الموثَّقة والتقارير الدولية التي تؤكّد وجود كارثة إنسانية غير مسبوقة تتهدّد حياة أكثر من مليونَي فلسطيني"، قائلةً: "المجاعة في غزة حقيقة ملموسة أودت بحياة 159 إنسانًا، من بينهم 90 طفلًا، وهو رقم موثَّق يعكس حجم الجريمة التي لا يمكن تبريرها أو نفيها".
وشددت أن "المجاعة في غزة حقيقة ملموسة أودت بحياة 159 إنساناً، من بينهم 90 طفلاً، وهو رقم موثق يعكس حجم الجريمة التي لا يمكن تبريرها أو نفيها".
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة وتجويع بحق فلسطينيي غزة، خاصة بعد إغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية يوم 2 آذار/مارس 2025، ممَّا سبَّب تفشِّي المجاعة ووصول مؤشِّراتها إلى مستويات كارثية.
وخلَّفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين