خاص العهد

أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ أن استشهاد أكثر من 180 صحفيًّا حتّى الآن في الأراضي الفلسطينية يُجسد حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الإعلاميين الذين يؤدون رسالتهم في ظل حرب شرسة تستهدف إخفاء الحقيقة وتغييب الصوت الحر.
وفي تصريح لموقع العهد الإخباري أوضح محفوظ أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" يخوض حربًا إعلامية موازية لحربه العسكرية، تستهدف إعلام المقاومة وشعب فلسطين في كلّ الساحات، من غزّة إلى الجنوب اللبناني إلى الضفّة الغربية، بهدف قطع طرق نقل الحقيقة وإخفاء ممارساته الوحشية، في محاولة لفرض روايته المزيّفة على العالم.
وأشار إلى أن الاحتلال يعتمد على شبكة إعلامية واسعة تروّج لأجندته في الغرب، وتسعى جاهدةً إلى إسكات المصادر الإعلامية المستقلة، غير أنّ الإعلام المرئي والرقمي اليوم بات يفضح كلّ جرائم الاحتلال، ما يزيد من قلق حكومة اليمين المتطرّف "الإسرائيلي" التي تسعى لتوسيع سيطرتها واحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية.
ولفت محفوظ إلى أنّ استهداف الصحفيين الفلسطينيين في غزّة، وأيضًا في لبنان، يأتي في إطار حملة ممنهجة لإسكات صوت الحرية ووقف نقل معاناة الشعوب، مؤكدًا أن الصحفيين يتمتعون بحصانة قانونية دولية وأخلاقية يحميها القانون الدولي، إلا أن الاحتلال يواصل جرائمه دون اكتراث.
وأكد محفوظ أنّ غياب الوحدة العربية وتخاذل المجتمع الدولي، خاصة مع الدعم الغربي المطلق لـ"إسرائيل" في الأمم المتحدة، يسمحان للاحتلال بمواصلة انتهاكاته وجرائمه، مشددًا على أنّ تحرك الشعوب العربية، وبداية من مصر التي تعبر عن رفض شعبي واضح للتطبيع مع الاحتلال، قد يشكّل نقطة تحوّل حاسمة في مواجهة هذا العدوان.
وختم محفوظ بالقول: "رغم التناقض الكبير بين القانون الدولي والغطاء الذي تتلقاه "إسرائيل"، يبقى الأمل في إرادة الشعوب العربية التي ستُسقط هذا الغطاء وتفرض كرامتها في وجه الاحتلال، وتحمي الإعلاميين الذين يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة".