اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رغم الاعتداءات المتكررة .. سوق النبطية ينهض بحيوية لافتة 

مقالات

خيبة المراهنين على تمايزٍ بين الرئيس بري وقيادة حزب الله
مقالات

خيبة المراهنين على تمايزٍ بين الرئيس بري وقيادة حزب الله

180

من كان ينتظر موقفاً مختلفاً من دولة الرئيس بري فهو واهمٌ. 

هناك من كان يراهن على تمايزٍ بين حركة أمل وحزب الله في موضوع قرار حصر السلاح بيد الدولة، والذي جاءَ بعد ضغوطٍ دوليةٍ كبيرةٍ وتآمرٍ داخليٍّ ممن اعتاد على جعل العدو منقذاً. فجاءه خطاب دولة الرئيس نبيه بري واضحاً لناحية، أولاً، إصدار هذا القرار،  ووصف ورقة برّاك وصفاً مدمراً لها، والإضاءة على "مشروع نتنياهو الإلهي" وليس آخِراً وصف تكليف الجيش وضعَ خطة للتنفيذ بكرة النار بين يديه.

خَلُص خطاب دولة الرئيس بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر؛ هذا العملاق الذي يُعتبر الصفحة البيضاء في تاريخ لبنان، وقامة التعايش المشترك والسلم الأهلي، والذي قال؛ إن السلاح زينة الرجال عندما يكون حمايةً للوطن، وإن "إسرائيل" شرٌّ مطلق، خلص دولتُه إلى أنه يجب أن تنفذ "إسرائيل" ما عليها من انسحاب من النقاط التي لم تنسحب منها، والتي أصبحت ثماني بدلاً من خمس، وأن توقف اعتداءتها وخروقاتها، وأن تسلم الأسرى، ونحن جاهزون ومنفتحون لمناقشة موضوع سلاح المقاومة. 

خيبة أمل كبيرة أصيب بها هؤلاء المراهنون على تمايزٍ بين دولة الرئيس بري وبين قيادة حزب الله. 

على صعيدٍ آخر، صرّح السيد توم برّاك مندوب؛ "أعظم دولة في العالم" بأن "إسرائيل" أصبحت لا تعترف بـ"سايكس بيكو"، وستتوسع حيث تشاء في دول الجوار وستقصف أينما تشاء. هذا الرجل الذي أخذ دور مذيع في نشرة أخبار بإعلانه هذا الخبر، يريد أن يفهمنا أنه لم يعد هناك مجتمع دولي ولا أمم متحدة ولا قوانين دولية، وأصبحت كل دولة تستطيع إلغاء حدود الدول الأخرى وتتوسع كيفما تشاء. 

يريد أن يفهمنا أننا أصبحنا في شريعة الغاب والسمكة الكبيرة تأكل الصغيرة. هذا الرجل ممثل "أعظم دولة في العالم" لم يخبرنا ما هو دور دولته لمنع حصول ذلك! هل باتت وظيفة أميركا فحسب التبشير بما ستقوم به "إسرائيل"، لا، بل تهدد به، بمعنى افعلوا كذا و إلا فإن "إسرائيل" ستقوم بكذا !!؟؟ 

ما دور هذه "الدولة العظمى" في منع توجُّه العالم ليغدو غابة وحوش، يُسحق فيها الضعيف تحت الأقدام؟ 

هذا التصريح من رجل بوزن براك يحتِّم على السلطة السياسية في لبنان أن تمزق الورقة المسماة على اسمه (ورقةبراك)، وأن ترميها في سلة المهملات؛ لأنه يقول لنا إنكم مهما فعلتم في لبنان فـ"سايكس بيكو" أصبح غير معترف به من "إسرائيل"، وستتوسع "إسرائيل" في كل الاتجاهات، وستبقى تعتدي وتخرق حيث ترى ذلك مناسباً. إذاً ما فائدة هذه الورقة ومندرجاتها، ولماذا علينا الالتزام بها وتنفيذها؟

لكن في لبنان الكل "صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون"، كأنهم لا يريدون أن يتبصَّروا وأن يأخذوا العبر، وأن يفهموا ما هو قادم من الأيام، وما فيها من مؤامرات ومشاريع ستفتت المنطقة إلى دويلات متناحرة، تتيح ل"إسرائيل" التوسع في كل الاتجاهات وصولاً إلى تحقيق حلم الصهاينة بـ"إسرائيل الكبرى"، متكئةً في ذلك على غبائهم وحقدهم وكراهيتهم وتآمرهم على بعضهم في الدول التي كانت ذات يوم دولاً عربية. 

الكل ينتظر الخطة التي حضَّرها قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل والتي سيعرضها على مجلس الوزراء، لكي يتم تحديد معالم المرحلة المقبلة في هذا الوطن، وكيف تتجه الأمور. هل سيكون هناك مواجهة بين الجيش اللبناني وبين المقاومة، أم سيكون لقائد الجيش موقف يجعل السلطة السياسية تراجع حساباتها بدلاً من أن تكون منساقة خلف مخططات تدميرية خارجية. 

مرحلة صعبة جداً قادمة على لبنان، إن لم يدرك المسؤولون السياسيون خطورتها، فستكون مرحلة سوداء قاتمة على هذا البلد الذي لم يرَ الاستقرار مذ أن زرِع هذا الكيان الغاصب في منطقتنا؛ هذا الكيان الذي يسعى منذ تأسيسه إلى الحروب والفتن والمجازر ليتوسع، والذي نخر نُخاعنا بمقولة "حق الدفاع عن النفس".

الكلمات المفتاحية
مشاركة