إيران
الإمام الخامنئي يُشيد بنتائج زيارة بزشكيان للصين ويدعو للعمل على عزل الكيان الصهيوني
الإمام الخامنئي: يجب التغلب على حالة "لا حرب ولا سلم" التي يحاول العدو فرضها في البلاد
أشار آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، الأحد 7 أيلول/سبتمبر 2025، إلى الكم الهائل من الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، قائلًا: "رغم أن هذه الجرائم تحصل بدعم من قوة مثل أميركا، إلا أن الطريق لمواجهة هذا الوضع ليس مسدودًا، وعلى الدول المعترضة، وخاصة الإسلامية منها، أن تقطع علاقاتها التجارية وحتى السياسية تمامًا مع هذا الكيان، وتعمل على عزله".
كلام الإمام الخامنئي جاء خلال لقاء في طهران مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وأعضاء الحكومة الإيرانية.
ووصف الإمام الخامنئي الكيان الصهيوني بأنه أكثر الكيانات عزلة وكراهية في العالم، وأضاف: "ينبغي أن يكون من الخطوط الرئيسية في سياستنا الخارجية هو حثّ الحكومات على قطع علاقاتها التجارية والسياسية مع هذا الكيان المجرم".
إلى ذلك، أكّد أنّ زيارة الرئيس بزشكيان إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، مشيرًا إلى أنّ "الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى الصين تشكّل أرضيّة لأحداث كبرى، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي. لقد حقّقت هذه الزيارة إنجازات ينبغي متابعتها، إن شاء الله".
في سياق آخر، توجه بالشكر إلى رئيس الجمهورية الإسلامية والمسؤولين والمدراء والموظفين النشطين في الحكومة، خاصة المؤسسات التي أظهرت تضحيات حقيقية خلال اختبار الحرب الأخير الذي استمر 12 يومًا مع الكيان الصهيوني، مثمّنًا "الدافع"، و"الروح"، و"الجدّية في العمل" التي يتحلى بها رئيس الجمهورية.
ونصح سماحته المسؤولين المتحدثين إلى الناس وأصحاب القلم والمنابر بأن "يركزوا على رواية القوة والقدرات وتوضيح الإمكانيات الواسعة في البلاد"، و"يتجنبوا نشر رواية الضعف والعجز"، وأضاف: "إلى جانب المسؤولين وأصحاب القلم والمنابر، فإن للصحافة والإذاعة والتلفزيون دورًا أيضًا في هذا المجال". وقال: إن الدافع والهمة والروح القوية هي أساس تحقيق الأهداف والطموحات.
وذكر الإمام الخامئني أنّ "اتخاذ إجراءات أكثر جدية في المجال الاقتصادي ومعيشة الناس أمر ضروري"، وأكد:" لا ينبغي انتظار التحولات الخارجية لحل المشاكل، فكل من لديه مسؤولية يجب أن يؤديها، ولكن يجب التغلب على حالة "لا حرب ولا سلم" التي يحاول العدو فرضها، من خلال الدافع والهمة والأمل وروح العمل والجهد، لأن هذه الحالة مضرة وخطيرة على البلاد".
وأكد أنّ "تقوية عناصر القوة الوطنية والعزة الوطنية هي من مهام الحكومات"، وأضاف: "أهم هذه العناصر هو روح الأمة ودافعها ووحدتها وأملها، ويجب العمل على ترسيخ هذه العوامل وتعزيزها قولاً وفعلاً، ومنع تراجعها".
وكان من توصياته الأخرى لأعضاء الحكومة الإيرانية: "الاهتمام بتحديد الأولويات بشكل صحيح"، قائلًا: إنّ "تحديد الأولويات هو من الخطوط الأساسية للإدارة، ويجب في هذا المجال مراعاة عاملين: "الاستعجال" و"البعد البنيوي" للقضايا".
وشدد الإمام الخامنئي على أنّ "متابعة القرارات حتى تحقيق النتائج من أهم الأعمال"، وقال: "السيد رئيس الجمهورية، من خلال زياراته للمحافظات، وزياراته للوزارات، واتصاله المباشر مع الناس والمدراء، يقوم بهذا النوع من المتابعة، لكن يجب أن تنتشر هذه الروح بين المديرين الوسطاء، لا أن تُضعف القرارات خلال تسلسلها الإداري، وعند وصولها إلى الأطراف التنفيذية، لا يبقى منها شيء عملي".
وعبّر عن سروره من إمكانية بناء توافق في البلاد، وأضاف: "إن التآلف والتعاون بين رؤساء السلطات الثلاث جدير بالثناء، ولكن ينبغي أيضًا على الجهات التي تصنع وتتخذ القرارات أن تكون نشطة في هذا الاتجاه".
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الفرصة الحالية لبناء توافق داخل البلاد، على الرغم من وجود اختلافات في الآراء، هي أكبر من السابق، وقال: "يجب استغلال هذه الفرصة لأداء مهام مهمة، منها: تقليص حجم الجهاز الحكومي، وتقليل عدد المؤسسات غير الفعالة".
وقال سماحته: "جميع من يفهم الاقتصاد بشكل واقعي وعملي متفقون على أن "الإنتاج" هو مفتاح التقدم الاقتصادي لإيران، ولذلك يجب إيلاء اهتمام خاص بالإنتاج، ومن ذلك عدم قطع الكهرباء عن هذه الوحدات إلا في حالات الطوارئ"، مشيرًا إلى أنّه "يجب أن تكون مخزونات السلع الأساسية مطمئنة تمامًا؛ لأن القضاء على الغلاء الناتج عن الطمع له تأثير مباشر على موائد الناس، كما يقضي على التهديدات الغذائية".
وانتقد الإمام الخامنئي احتكار استيراد بعض السلع الأساسية، معتبرًا أنّ هذا الاحتكار يقيّد أيدي المسؤولين، وقال: "اجعلوا استيراد السلع الأساسية والمباشرين بذلك بشكل تنافسي، واستوردوا من منافذ مختلفة، لأن هذا بحسب بعض الخبراء يؤدي إلى خفض الأسعار بالعملة الأجنبية والعملة المحلية".
وتطرق مجددًا إلى قضية معيشة الناس، وقال: "اعملوا في مجال المعيشة بحيث يتمكن الناس من شراء نحو عشر سلع أساسية دون قلق من ارتفاع أسعارها؛ لا أن ترتفع الأسعار بين ليلة وضحاها إلى الضعف".
وأكد ضرورة "توفير مخزونات الغاز اللازمة لفصل الشتاء" و"التخطيط لتغطية نقص الغاز عبر الاستيراد"، وقال: "من التوصيات الأخرى: الاهتمام بمشكلة الإسكان، وهناك مقترحات لحل نسبي للمشكلة يجب على المسؤولين متابعتها حتى تتحقق النتائج".
وأشار الإمام الخامنئي إلى العوامل التي أدت إلى انخفاض إنتاج النفط، مثل الطرق والمعدات القديمة، وقال: استعينوا بعلم الخريجين الشباب لحل المشاكل وإحداث تحول في إنتاج واستخراج النفط. كما أن هناك حاجة لمزيد من النشاط في تصدير النفط، ويجب تنويع العملاء.
واعتبر "ضبط الاستهلاك وتجنب الإسراف" ضروريًا، وأشار إلى الإسراف الكبير في الموارد في القطاع الحكومي، وقال: "هناك إسراف في الماء والكهرباء والغاز والمباني الحكومية، وكذلك في الرحلات غير الضرورية أو عدد المرافقين الزائد أو الإقامة في فنادق باهظة الثمن، ويجب الحيلولة دون هذه الممارسات.وفي ختام كلمته".
بزشكيان: إذا توحدنا جميعًا فلن تتمكن أي قوة من إخضاع الإيرانيين
وفي بداية هذا اللقاء، قدّم رئيس الجمهورية في إيران تقريرًا عن أبرز برامج الحكومة وأنشطتها خلال العام الماضي، مشيرًا إلى تحديات مثل اختلال التوازن في الطاقة، والجفاف، وبعض القضايا الخارجية.
في بداية هذا اللقاء، قدّم رئيس الجمهورية تقريرًا عن أهم البرامج والأنشطة التي نفّذتها الحكومة خلال العام الماضي، مشيرًا إلى تحديات السنة الأولى للحكومة الرابعة عشرة مثل عدم توازن الطاقة، الجفاف، وبعض القضايا الخارجية، وقال: "نظرًا للتأثير المباشر للطاقة على الإنتاج، بذلنا جهودًا كبيرة لحل مشكلة الطاقة، مما أدى إلى تحسن الوضع مقارنة بالعام الماضي؛ مع ذلك، لم يتم تعويض عدم التوازن بعد وعلينا أن نعتذر للشعب والمنتجين عن انقطاع الكهرباء والغاز الذي كان لا مفر منه".
ووصف پزشکیان خطة وزارة الطاقة لتقليل استهلاك الكهرباء هذا العام بأنها فعالة، وأضاف: "في مجال المياه، وبالنظر إلى توقع استمرار الجفاف، تم تشكيل فرق خبراء من أساتذة بارزين لحل المشكلة".
ووصف پزشکیان تعزيز التماسك الوطني بأنه من أولويات الحكومة المهمة، وأضاف: "إذا كنا جميعًا متحدين، فلن تتمكن أي قوة من إرغام الإيرانيين على الركوع، وكما أن تضامن الشعب خلال الحرب الأخيرة جعل العدو يشعر بالإحباط، يمكننا بالتعاون مع الشعب التغلب على جميع المشاكل".
وأعلن رئيس الجمهورية أن "النمو الاقتصادي وكبح التضخم" هما أولوية أخرى للحكومة، وأضاف: "توسع الحكومة وزيادة نفقاتها من بين الأسباب الرئيسية للتضخم، ونخطط بالتعاون مع البرلمان والجهات الأخرى لإصلاح الهيكل الإداري وتصغير الحكومة وجعلها أكثر كفاءة، ونتبع نظام الدفع بناءً على الأداء. ومن العوامل الأخرى للتضخم أيضًا مشاكل النظام المصرفي، وعلى البنك المركزي القيام بمهمة الرقابة والسيطرة في هذا المجال".