لبنان

تخليدًا للدماء الزاكية ووفاءً للنهج الحسيني المقاوم، أقام حزب الله احتفالًا تكريميًا للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد عبد المنعم موسى سويدان (أسامة) في ساحة بلدة ياطر الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي إلى جانب عوائل الشهداء وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى جشي كلمة تناول فيها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، ورأى أن ما صدر عن الحكومة اللبنانية في جلستها الأخيرة كان خطوة باتجاه تصويب الاندفاعة السابقة الخاطئة، وأن ما أكدت عليه الحكومة اللبنانية من ضرورة وجود استراتيجية أمن وطني قد ورد فعلًا في البيان الوزاري.
وإذ أشار إلى أن هذا الأمر قد يؤدي في المستقبل إلى ما يوجب التفاهم والتعاون بين اللبنانيين، شدد جشي على أن شرط المقاومة وأبنائها وشعبها كان واضحًا إزاء هذا الأمر، إذ لا نقاش في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية أو استراتيجية الأمن الوطني قبل انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ووقف العدوان وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار.
ورأى جشي أن العدو "الإسرائيلي" والولايات المتحدة الأميركية يعملان وفقًا لسياسة تبادل الأدوار، فتُمارس "إسرائيل" القتل والتهديد والتدمير ثم يأتي الأميركي ليلعب دور الوسيط المخادع ويعطي العدو ما لم يستطع أن يحصل عليه بالحرب، وهذا ما يوجب على شركائنا في الوطن أن يعلموا أن الأميركي لا ولم يأتِ بالخير إلى بلدنا إنما يأتي من أجل مصلحة العدو "الإسرائيلي".
وقال جشي: "الولايات المتحدة الأميركية عندما تتدخل في لبنان وترسل الموفدين لا تعمل لمصالحنا، إنما لمصلحة العدو "الإسرائيلي" الذي يحقق لها مصالحها، وكلام الموفد توماس برّاك في إحدى زياراته إلى لبنان كان واضحًا لناحية أن المطلوب من حزب الله هو "أن يسلم السلاح الذي يهدد أمن "إسرائيل""، فجميعهم ملتزمون تمامًا بأمن "إسرائيل"".
وتابع: "المطلوب أن يكون واضحًا لدينا بأن الأميركي عندما يتدخل يأتي من أجل "إسرائيل"، فالعدو "الإسرائيلي" لم يستطع - خلال حرب دامت لستة وستين يوم- إنهاء المقاومة وسحب سلاحها، فجاء الأميركي بوجه آخر هو وجه البسيط المخادع من أجل فرض شروطه والضغط على اللبنانيين وعلى الحكومة اللبنانية على قاعدة العصا والجزرة، مهددًا بأنه إذا لم تنفذوا ما نطلبه منكم سيصبح لبنان منتجعًا للشاطئ السوري وبلاد سورية وما إلى ذلك.
ودعا جشي المراهنين على أميركا إلى النظر لما فعلته بأتباعها عندما انسحبت من أفغانستان مثلًا، ولأتباعها الباقين من حسني مبارك إلى زين العابدين بن علي، وقبلهما شاه إيران الذي رفضت حتى استقباله بعد أن خرج من إيران، مشددًا على أن أميركا تستخدم أتباعها ثم ترميهم بعد أن تستهلكهم، وأن "إسرائيل" هي عمليًا قاعدة عسكرية أميركية تؤدي الهدف المطلوب منها من أجل تطويع شعوب ودول المنطقة وسلب ثرواتها.
وقال جشي: "في هذه المنطقة لدينا ثروات كبيرة من نفط وغاز وغيره، ومنطقتنا تضم أربع دول من أصل خمسة تشكل أكبر احتياط نفطي في العالم، ولهذا يعمل الأميركي على تأمين مصالحه فيها فيلتزم التزامًا واضحًا ومعلنًا بالتفوق العسكري "الإسرائيلي" على دولنا، وأكثر ما يؤكد ذلك خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال حرب الستة وستين يومًا في الكونغرس الأميركي والذي قال فيه للأميركيين إننا نقتل عنكم وحظي بتصفيقهم مرارًا".