لبنان

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إيهاب حمادة أن المشروع الصهيو-أميركي مستمر ويستهدف أولًا وعي الأمة، تمهيدًا للسيطرة الجغرافية على المنطقة، مشددًا على أن "إسرائيل" ليست سوى أداة صغيرة ضمن هذا المشروع الكبير. وبيّن أن بنيامين نتنياهو ينظر إلى نفسه كمن يؤدي مهمة روحية توراتية ذات خلفية دينية وعقائدية، تقوم على أسس تلمودية ومرتبطة بالتيار المسيحي الصهيوني في الولايات المتحدة، معتبرًا أن جزءًا من هذا المشروع يقوم على فكرة انتظار عودة المسيح بعد تحقق الحلم الصهيوني.
وخلال لقاء سياسي في بلدة علي النهري البقاعية، أوضح حمادة أن الخطة الأصلية للمشروع كانت تتجه لمواجهة "المارد الصيني" عام 2020، لكن التطورات الدولية دفعت صناع القرار إلى تحويل البوصلة نحو الشرق الأوسط بعد أن شعروا بوجود تهديد لوجود الكيان، خصوصًا عقب ما وصفه بطوفان الأقصى.
وأضاف أن العراق بات اليوم في مرمى الاستهداف "الإسرائيلي"، وأن الحرب موجهة ضد الطائفة الشيعية عبر مخططات تهجير من الجنوب، لا سيما بعد استشهاد السيد وسقوط سورية.
ولفت النائب إلى حالة النصر التي يعيشها نتنياهو والتي وصلت إلى حد استهداف دول إقليمية مثل قطر، مشيدًا في الوقت نفسه بالبيان القطري الذي اتهم الولايات المتحدة بإثارة الفتن الداخلية في لبنان، واصفًا ذلك بأنه متغير إيجابي على الصعيد الإقليمي.
ورأى أن هناك فرصة ذهبية أمام المشروع "الإسرائيلي" لاستكمال خططه واستهداف المقاومة على الحدود، معتبرًا أن الحكومة اللبنانية الحالية جاءت لتنفيذ أجندات تصب في هذا الاتجاه. وأشار إلى أن أحداث 5–7 آب كانت هدفًا أميركيًا تحقق، لكن المقاومة أرجأت استكمال المخطط بتهديدها بالذهاب إلى أقصى الحدود في المواجهة، ما حال دون تحقيق أهداف أوسع.
وحذّر حمادة من أن المرحلة المقبلة تحمل مخاطر ومحاذير عدّة، لكنه أكّد أن المانع الأساسي أمام تلك المخططات هو سلاح المقاومة. وكشف أن المقاومة أطلقت في اليوم الثالث والستين من الحرب نحو 400 صاروخ في مواجهة العدو، مشدّدًا على أن خيار المقاومة قائم على إسقاط القرارات التي تستهدفها وعدم التكيف معها.
اختتم حمادة كلمته بتأكيد التمسك بخيارات المقاومة كضمانة لثبات الشعب والدفاع عن الوجود، ودعا إلى الوعي واليقظة أمام محاولات تغيير معالم المنطقة ووعي شعوبها.