لبنان
تتواصل في بلدة النبي شيث في البقاع التحضيرات اللوجستية والإعلامية في مقام سيد شهداء المقاومة الإسلامية؛ السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)؛ استعدادًا لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله؛ السيد حسن نصر الله (رض)، والأمين العام؛ الشهيد السيد هاشم صفي الدين (رض)، والقائد الجهادي الكبير؛ الحاج إبراهيم عقيل ورفاقهم الشهداء الذين ارتقوا معهم.
وقد تحوّل المقام وساحاته الخارجية في الأيام الأخيرة إلى ورشة عمل حقيقية، حيث تزيّنت المداخل والساحات بالأعلام اللبنانية ورايات المقاومة، إلى جانب صور القادة الشهداء واللافتات التي حملت شعارات الوفاء وتجديد العهد. كما استُكملت تجهيزات المنصات والأنظمة الصوتية والشاشات العملاقة التي ستنقل وقائع الاحتفال مباشرة إلى الجماهير المحتشدة، في مشهد يعكس ما تمثله هذه الذكرى من قيمة روحية وسياسية ووطنية.
ومن المقرر أن تُفتتح المراسم، يوم السبت 27 أيلول 2025؛ عند الساعة الرابعة عصرًا، برفع راية خاصة في الباحة الخارجية للمقام، يليها الحفل المركزي عند الرابعة والنصف، حيث سيلقي سماحة الأمين العام؛ الشيخ نعيم قاسم كلمته بالمناسبة، وسط حضور شعبي واسع وفعاليات رسمية واجتماعية وثقافية آتية من مختلف المناطق.
الراية التي سترتفع على سارية يبلغ ارتفاعها 24 مترًا، كما أوضح مسؤول إعلام حزب الله في البقاع؛ مالك ياغي لموقع "العهد" الإخباري، ستجمع صور الشهداء الثلاثة: السيد عباس الموسوي، السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، لتكون رمزًا جامعًا لمسيرة القادة الذين كرّسوا حياتهم في سبيل المقاومة.
ويقول ياغي: "أما عند الساعة 6:21 مساءً – التوقيت الذي استشهد فيه السيد حسن نصر الله العام الماضي – فستُقام الفقرة الختامية، وتشمل مراسم خاصة تُبث مباشرة عبر إذاعة النور، وتتخللها فقرات فنية وإيمانية في المساجد والحسينيات والمجمعات الدينية، إضافة إلى تجمعات شعبية متزامنة في عدد من البلدات البقاعية التي ستُعلَن مواقعها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي".
مدير مقام السيد عباس الموسوي؛ محمد باقر الموسوي، أكد في تصريح لموقع العهد الإخباري، أنّ "استضافة هذه المناسبة في مقام سيد شهداء المقاومة الإسلامية شرف كبير، وهي محطة لتجديد العهد مع قادتنا الشهداء، وأقل الوفاء لهم أن نحيي ذكراهم بما يليق بمقامهم ومسيرتهم الجهادية".
بدوره، أشار ياغي إلى أنّ "التحضيرات اللوجستية اكتملت بشكل كامل، من تجهيز الباحة الخارجية بالكراسي والشاشات العملاقة، إلى تعليق الرايات والشعارات التي تجسّد روح المناسبة"، مشددًا على أنّ هذا اليوم سيحمل رسائل وفاء وتجديد التمسك بخط المقاومة.
التحضيرات الجارية في النبي شيث لا تقتصر على الجانب التنظيمي فحسب، بل تعكس عمق العلاقة التي تربط البيئة الشعبية بالمقاومة وقيادتها. فالمناسبة، كما يصفها أبناء المنطقة، ليست مجرد ذكرى سنوية، بل محطة لتجديد العهد مع القادة الشهداء، واستمرار الالتزام بالوصية التي تركها السيد عباس الموسوي: "الوصية الأساس: حفظ المقاومة الإسلامية".
ويؤكد ياغي، أنّ هذا اليوم سيكون بمنزلة تجسيد عملي لشعار المناسبة، "إنا على العهد"، إذ يجدد المحبون العهد بالبقاء على خط الولاية والمقاومة، تحت راية الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وقيادة حزب الله الحكيمة، وعلى رأسها سماحة الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله)، ففي هذا اليوم، كما في كل محطة من محطات التضحيات، يتردد صدى المعادلة التي كرّسها سيد شهداء الأمة: "نحن لا نُهزم، فعندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر".