كلام الأمين

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي سماحة الشيخ نبيل قاووق والقائد الجهادي السيد سهيل الحسيني 4-10-2025:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اليوم نحتفي بالذكرى السنوية الأولى لشهادة القائدين الجهاديين سماحة الشيخ نبيل قاووق، رضوان الله تعالى عليه، والسيد سهيل الحسيني (السيد أحمد)، رضوان الله تعالى عليه، سنتحدث عنهما، وبعد ذلك نتعرض إلى المسائل السياسية على المستويين الإقليمي والمحلي.
كلمة عن الشهيد الشيخ قاووق
سماحة الشيخ نبيل قوق هو من مواليد المصيطبة ـ1964، من بلدة عبا الجنوبية. ذهب إلى قم المقدسة سنة 1981، وبقي لعشر سنوات يدرس العلوم الدينية. هو رفيق درب سماحة السيد الهاشمي السيد صفي الدين، رضوان الله تعالى عليه، الذي استُشهد في مثل هذا اليوم في الرابع من تشرين الأول من العام الماضي. وهو في الواقع قد أحيينا الذكرى مع سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وارتأينا أن تكون هذه الذكرى الخاصة للقائدين الجهاديين الشيخ نبيل والسيد أحمد لخصوصيتهما، ومن أجل أن نتحدث بعض الشيء عنهما.
هو شارك في جبهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية مبلّغًا ومجاهدًا، وشارك في عدة عمليات هناك في الفاو وشلمجة وبدر الكبرى وفجر، أي أنه قدّم مساهمته في مواجهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لقناعته بأن المجال واحد: عندما يكون الأعداء يستهدفون الجمهورية الإسلامية، يستهدفون المقاومة الإسلامية، يستهدفون الحق، يستهدفون فلسطين، هذا كله استهداف واحد، وبالتالي، كل من هو موجود في أي مكان في هذه المنطقة يتحمّل مسؤولية أن يقدم المساهمة التي يستطيعها. هكذا كانت رؤية سماحة الشيخ نبيل، وهي الرؤية نفسها لسماحة السيد هاشم، رضوان الله تعالى عليه، الذي ذهب أيضًا إلى الجبهة وقدّم المشاركة المطلوبة.
في سنة 1991 عاد إلى لبنان، واستلم مسؤولية نائب مسؤول منطقة الجنوب إلى سنة 1993 تحت إدارة سماحة السيد هاشم، يعني دائمًا كنا نلاقي أن الشيخ نبيل مع السيد هاشم دائمًا، وبالتالي لم يفترقا في المواقع المختلفة. سنة 1993 إلى 2010 أصبح هو مسؤول منطقة الجنوب. من 2010 إلى 2018 نائب رئيس المجلس التنفيذي، يعني نائب سماحة السيد هاشم. في سنة 2018 إلى شهادته أصبح مسؤولًا لوحدة الأمن الوقائي. وهنا في لفتة لطيفة: كيف يذهب من نائب رئيس المجلس التنفيذي، والتي تعتبر رتبة عالية، إلى وحدة الأمن الوقائي؟ لسبب واحد فقط: أن سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، طلب منه ذلك، فقال: سمعًا وطاعة. وكان دائمًا من الذين يلتزمون بأمر الولي ويلتزمون بأمر القائد بلا نقاش، كيف وهذا القائد هو سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه.
وطبعًا، يومها سماحة السيد كان عنده هدف أن يضع سماحة الشيخ نبيل، لأن الأمن الوقائي يتدخل في خصوصيات الأفراد ويطلع على بعض شؤونهم، وهذا يتطلب دقة شرعية، يعني يجب أن يكون هناك عالم لكي يستطيع أن يقول: هذا يجوز، وهذا لا يجوز، هذا صحيح، هذا خاطئ، هذا انحراف، هذا يعتبر غير شرعي، لأنه في شبهة التجسس أحيانًا. لا يجوز التجسس على الإخوة ولا على خصوصياتهم، لكن أحيانًا في شبهة الدخول إلى خصوصياتهم، وهذا كان محل رعاية سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه. فتبين له أن من يستطيع أن ينفّذ هذه المهمة هو سماحة الشيخ نبيل، وهذا يبين عن ورعه وقدرته على هذا الأمر.
كان يهتم بالمجاهدين، سواء عندما كان في الجنوب أو حتى عندما أتى إلى بيروت وإلى المركز، بل حتى في عدة مجالات كان يصعد إلى سوريا ويلتقي بالمجاهدين، وأيضًا كان يرعى بعض حفلاتهم، لقاءاتهم، تخرجاتهم، حتى بعض استعداداتهم، يعني كان قريبًا جدًّا منهم. هو لم يترك الدرس ولم يترك التدريس الديني حتى يبقى في الأجواء، وكذلك المباحثة مع عدد من العلماء، وله مؤلفات في السيرة والأخلاق والعقيدة.
سماحة الشيخ نموذج من النماذج الجهادية المعطاءة المليئة بالوعي والإيمان والارتباط بالله تعالى، وكان من أهل التهجد في الأسحار، وتلاوة القرآن، والقيام في جوف الليل. التزم ببرنامج عبادي لسنوات طويلة، التزم قراءة زيارة عاشوراء ودعاء العهد يوميًّا، وكان يواظب يوميًّا على تلاوة ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم قيامًا إجلالًا للقرآن الكريم. تميّز بنَظَمه الدقيق وعدم تسويفه للأمور، وقوة إرادته وعزمه، وحسن ظنه بالله تعالى وتفاؤله دائمًا في أحلك الظروف، وكان يهتم بقضاء حوائج الناس بشكل مباشر.
نحن اليوم نتحدث عن نماذج قيادية، كل واحد منهم بخصائص مميزة، لكن يجمعهم قاسم مشترك هو هذا الإيمان العظيم والارتباط بالإسلام والارتباط بالولاية والارتباط بالجهاد، وفي آنٍ معًا، هناك تجربة على المستوى الشخصي مضيئة ومشرقة. قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
شهادته كانت من بداية معركة أولي البأس، يعني في 28 أيلول بعد يوم من شهادة سيد شهداء الأمة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه. هنا لا بد أن نذكر أن اثني عشر عالمًا من العلماء، يعني اثني عشر واحدًا من المعمَّمين (مشايخ وسادة)، استُشهدوا في معركة أولي البأس، لأننا اليوم نذكر سماحة الشيخ نبيل، نذكر نظراءه من العلماء الذين استُشهدوا في المعركة. هذا دليل أن العالم لدينا هو جزء لا يتجزأ من حركة حياة الأمة الاجتماعية والسياسية والجهادية والعملية، يقاتل كما يقاتلون، ويعيش كما يعيشون، ويعمل في الاتجاه الذي يرضي الله تعالى.
إلى روح سماحة الشيخ نبيل، وأرواح الشهداء الأبرار من المشايخ والعلماء، وسيدنا الأقدس، وسماحة السيد هاشم، وكل الشهداء الأبرار، وكل الذين قُتلوا في سبيل الله تعالى من أبناء المقاومة، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
كلمة عن الشهيد السيد سهيل الحسيني
الشهيد السيد سهيل حسين الحسيني السيد أحمد، القائد الجهادي، رضوان الله تعالى عليه، هو من مواليد برج البراجنة سنة 1966، تميّز الشهيد السيد أحمد بأنه من البداية كان مع الحاج عماد مغنية (حاج رضوان) رضوان الله تعالى عليه، لازمه من الخطوات الأولى، وكان الحاج رضوان يعتمد عليه ويكلّفه بمهام عدة في العمل الجهادي الأمني بشكل خاص. تسلّم مسؤولية منطقة بيروت على المستوى الأمني سنة 1991، ثم أصبح أمينًا للسر للحاج رضوان سنة 1992، ثم مسؤولًا أركانيًا بين 1995 و1998، يعني يهيئ الإمكانات والدعم المطلوب للعمل الجهادي، ثم مسؤولًا عن مكافحة التجسس حتى سنة 2000، يعني أدواره مع الحاج عماد كانت أدوارًا مهمة، وكان يتابعه دائمًا.
في سنة 2008 استلم المسؤولية الأركانية، وهي عمليات التسلح والتجهيز وتطوير القدرات، وأصبح معاونًا جهاديًّا للأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه. وبهذا الوقت كان الحاج عماد، رضوان الله تعالى عليه، قد استُشهد. هو كان يهتم بإعداد الميزانيات والموازنات، وإدارة وتحديث الوحدات المختلفة. اهتم بالجانب الأسري للمجاهدين، ورعى مشروع "قرة أعين"، حيث الاهتمام بالمجاهدين وبزوجاتهم وأولادهم. وصفوه بأنه المربي والمثقف والمعلم أيضًا.
كلّفه سماحة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه، بمتابعة موضوع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية. أسس مشاريع المصطفى والسجاد، وهذه المشاريع كانت تقدّم المواد التموينية بأسعار متهاودة من أجل مساعدة الناس. كان يحرص دائمًا على أن يبقى جنديًّا مجهولًا، بعيدًا عن الأضواء والشهرة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله عز وجل يباهي بالمتقلّد سيفه في سبيل الله ملائكته، وهم يصلّون عليه ما دام متقلّده». هذا هو النموذج الذي كان عليه السيد أحمد في العمل الجهادي.
كما نلاحظ، يعني كل واحد من القادة المجاهدين يتميّز بخصائص شخصية، يعني هو ناجح في عمله، مطور في عمله، وفي آنٍ معًا له إبداعات شخصية، وله حس جهادي واجتماعي وثقافي. يعني عندما نتحدث عن شخصيته نقول: كان حسن الخلق، وكان لديه جدية في أداء المهمات، إضافة إلى روح التضحية الموجودة لديه ونكران الذات. جمع بين الانضباط والسرية والقدرة على إدارة العمليات اللوجستية المعقدة. كان مثالًا في التضحية والصبر والثبات. ترك أثرًا عميقًا في العمل الحزبي. هو هادئ، شديد التواضع، قليل الكلام، يفضل العمل الميداني بعيدًا عن الأضواء.
حصل على ماجستير بالفلسفة الإسلامية، وأشرف أحد الدكاترة على رسالة الدكتوراه التي كان يدرسها. تابع الدراسة في العرفان والعقيدة مدة عشر سنوات. استُشهد بغارة جوية في 7-10- 2024 في محلة الكوكودي، وكان في منزل ابنه رضا الذي استُشهد معه، واستُشهدت زوجة رضا، وكذلك استُشهد ابن أخيه وزوجة ابن أخيه، ومن كان أيضًا من المدنيين في المنزل الملاصق بسبب ضخامة الغارة التي حصلت في وقتها.
إلى روح السيد أحمد، وكل الشهداء معه، والشهداء جميعًا، وإلى أرواح أمواتكم، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
كلمة في الوضع الاقليمي.. علينا مواجهة مشروع "اسرائيل الكبرى"
سأتحدث عن الوضعين الإقليمي والمحلي، أبدأ بالوضع الإقليمي.
يوجد يافطة كبيرة يجب أن تكون واضحة أمامنا كي لا نضيع البوصلة: إسرائيل تعمل لمشروع "إسرائيل الكبرى"، وأمريكا تدعمها بشكل كامل. أي خطوة من الخطوات التي ترونها هي جزء من مشروع إسرائيل الكبرى. أي تعبير يبيّن بأنه يوجد تراجع معين، هو تراجع تكتيكي لأن الظروف لم تساعد، بانتظار ظروف أفضل. كنا نقول دائمًا منذ عشر سنوات وعشرين سنة وثلاثين سنة: إذا وجدتم إسرائيل لا تتوسع في مجال معين، أو لا تزيد من احتلالها في مجال معين، أو أنها انسحبت من سيناء باتفاق كامب ديفيد، أو أنها أقامت اتفاق وادي عربة، هذا كله لأنها لم تتمكن من هضم هذا المستوى من الاحتلال، وأنها كانت بحاجة إلى فترة زمنية إضافية لتستقر على ما احتلته حتى تأتي إلى احتلال إضافي.
واليوم الذي نراه في غزة على مدى سنتين هو جزء لا يتجزأ من هذا المشروع الذي أفصح عنه نتنياهو بشكل واضح منذ شهر تقريبًا. إذاً نحن أمام مشروع إسرائيل الكبرى، وكل شيء مترابط في المنطقة، لا تستطيع أن تجزئ ما يحصل في غزة عمّا يحصل في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية وقطر والمنطقة بأسرها وإيران، لا تستطيع أن تفصل الأمور عن بعضها، لأن الهدف واحد، واللاعب الأساسي هو العدو المجرم إسرائيل، يدعمه الطاغوت الأمريكي برئاسة ترامب.
علينا جميعًا أن نواجه هذا الخطر، يعني الآن عندما نقول يجب أن نواجه مشروع إسرائيل الكبرى، إذا جاء أحدٌ يقول لي: "لكن ما لنا علاقة، طالما أنهم يقتلون في غزة ويقومون بالإجرام في غزة، وبلدنا بعيد عن الموضوع"، يا أخي، أنت مستهدف في لبنان، مستهدف في كل منطقة. الخطوة الأولى الآن موجودة في غزة، لكن كل الخطوات الأخرى لها تبعية معينة ستحصل في يوم من الأيام بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، أو ستسعى إليها.
من هنا، أقول: عندما نواجه إسرائيل، علينا أن نواجهها كلٌّ من موقعه وبحسب قدرته وبحسب خطته، ويكون بذلك، إن لم يكن مقتنعًا ومؤمنًا بأحقية القضية الفلسطينية، على الأقل أنه يكون مقتنعًا بأن يبعد الخطر عنه قبل أن يصل إليه، لأن المشروع سيصل إليه عاجلًا أو آجلًا بحسب التخطيط الإسرائيلي.
خطة ترامب مليئة بالأخطار
اليوم، ترامب طرح خطة من أجل الحل في غزة وسماها "خطة سلام". في الحقيقة، هذه الخطة مليئة بالأخطار، يكفي أن جميع الناس فهموا أن الخطة الأمريكية المكونة من 21 نقطة كانت بصيغة عُرضت على بعض الدول العربية، ثم حصلت لقاءات مع نتنياهو من قبل ويتكوف، ومن قبل ترامب، أجريت عليها التعديلات التي تناسب إسرائيل بالكامل، وتغيّرت في عدد من نقاطها بما يؤدي إلى أن تكون مشروع إسرائيل الذي تريد أن تحصل عليه بالسياسة بعد أن عجزت عن الحصول عليه بواسطة العمل العسكري والعدوان والإبادة والمجاعة وكل الفضائع التي ارتكبتها في غزة.
إذن نحن أمام خطة مليئة بالملاحظات ومليئة بعلامات الاستفهام، وهذا ما قاله بعض المسؤولين من الدول العربية الذين فوجئوا بهذا الموضوع وطالبوا بتوضيحات وملاحظات. هذه الخطة عندما تكون مبنية على أن تأخذ إسرائيل كل شيء، يعني إسرائيل تأخذ الأرض بأن تبقى مسيطرة عليها أمنيًّا، وتُجرَّد من السلاح بالكامل، وتُخرَج المقاتلون بالكامل، وعندما تكون الإدارة دولية ولا قدرة للفلسطينيين أن يديروا شأنهم، وستأخذ الأسرى من الأيام الأولى، يعني تجريد المقاومة من أوراق القوة الموجودة لديها، ماذا نكون قد حصلنا بعد هذه المعارك الطويلة؟
هذه الخطة التي طرحها ترامب هي في الواقع خطة، كما قال نتنياهو، تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها حكومة إسرائيل لإنهاء الحرب، هذا كلام هو، يعني هي خطة إسرائيلية بلبوس أمريكي أو بعرض أمريكي.
على كل حال، أنا لن أتدخل في نقاش التفاصيل، بالنهاية، المقاومة الفلسطينية (حماس وكل الفصائل) هم يناقشون وهم يقررون ما يرونه مناسبًا، لكن لماذا طرح ترامب الخطة في هذا التوقيت بالذات؟ يوجد أربعة أسباب أساسية لطرح هذه الخطة:
أسباب أساسية لطرح خطة ترامب
أولًا: هذه الخطة تبرّئ إسرائيل أمام الموجة العالمية التي أدانتها، لأن العالم أصبح ينظر إلى إسرائيل كمجرمة ومبيدة للشعوب وغير قابلة للتعايش معها، وارتكبت الجرائم التي لا يمكن أن يتحملها بشر، وهذه صورة ضاغطة، فأراد ترامب أن يقول: لا، تبين أن نتنياهو يمكن أن يوافق على خطة تتبناها أمريكا وتفرضها عليه، حتى يصير الانصراف إلى أن هناك إيقافًا للحرب، وليس هناك مجاعة، وليس هناك مشاكل كبيرة. هذا نوع من إخراج إسرائيل من الورطة التي هي فيها، لأنها لا تريد أن تقبل بأي حل يعطي الفلسطينيين حقوقهم.
ثانيًا: أغلب دول العالم، وخاصة من خلال الأمم المتحدة والتصويت، هم مع دولة فلسطينية، هم ضد الإبادة، هم لا يوافقون على ما يحصل، ولو كانت الأمم المتحدة هي المسؤولة عن مجلس الأمن، لكان مفروض أن هذه الأغلبية الساحقة التي تجاوزت 150 دولة ان تصدر موقفًا يدين إسرائيل ويعطي الفلسطينيين حقوقهم.
ثالثًا: هناك تحرك على المستوى الشعبي في أمريكا ودول أوروبا لم نكن نرى هذا التحرك سابقًا، أين اليوم، معاداة السامية لو كان حصل مثل ما حصل اليوم في دول الغرب من تظاهرات، بأقل من هذا بمئة مرة، يعني لو طلع واحد حكى موقفًا تجاه إسرائيل، يتهمونه مباشرة بمعاداة السامية، أما اليوم، أين أصبحت معاداة السامية؟ فقد انمسحت معاداة السامية بالأرض، يعني معناها أن ما قامت به إسرائيل لم يترك مجالًا لأن يدافع عنها أحد، حتى الشباب في الحزب الجمهوري أصبحوا بالأغلبية هم ضد ما تقوم به إسرائيل، إذاً، كيف يعمل ترامب لتلطيف صورتها؟ هذه طريقة من تلطيف الصورة.
رابعًا: أسطول الصمود العالمي، حوالي خمسين سفينة من شباب يتجمعون من الدول الأوروبية وأمريكا وأمريكا الجنوبية ودول العالم، هؤلاء بالجسد العاري الحي يأتون إلى فلسطين، إلى غزة، من أجل إيقاف المجاعة ومن أجل إيقاف الإبادة. هذا عمل له معنى كثير على مستوى الحاضر وعلى مستوى المستقبل، هذا يبيّن كم وصلت إسرائيل إلى أي مستوى من الانحطاط والانحدار.
وأكيد هنا يجب ان نوجه تحيّة خاصة لإسبانيا على مواقفها الشجاعة سواء على مستوى الحكم أو على مستوى الشعب، لأنه حملت هذه القضية بطريقة مميزة عن باقي الدول.
إذاً لهذه الأمور الأربعة، يحاول ترامب أن يلطّف صورة نتنياهو والكيان الإسرائيلي، ويحاول أن يقول أنهم ذاهبون باتجاه السلام. على كل حال، سننتظر النتيجة التي سيقولها الفلسطينيون، لأنها خطة وفكرة وليست اتفاقًا، وبالتالي لا يجود شيء يحصل إلا بناءً على الاتفاق.
نحن نعلم أن الاستسلام ليس واردًا عند الفلسطينيين، هؤلاء الذين قدّموا 66 ألف شهيد و169 ألف جريح، ما عدا مواجهة الإبادة، مواجهة التجويع، مواجهة التهجير من مكان إلى آخر، لا يمكن أن يستسلم هذا الشعب، لا يمكن أن تستسلم هذه المقاومة. هذا يجب أن يكون واضحًا وحاضرًا.
هذا الصمود العظيم للفلسطينيين بالتأكيد له وقت لحصد الثمار، كم ستبقى إسرائيل؟ هي تتراجع دوليًّا، تتراجع حتى بقدرتها على أن تعمل كل محاولاتها بجدعون واحد وجدعون اثنين وجداعين مختلفة. لن تستطيع إسرائيل أن تأخذ من الفلسطينيين بالحرب، ولهم هذه الإرادة ولهم هذا العطاء.
يا ليت دول المنطقة، خاصة الدول العربية، تستفيد من موقف إسبانيا وتعمل مثل حكايتها، يا ليت. لكن أنا عندي طلب أقل من هذا: أتمنى على الدول العربية المعنية والتي تتابع القضية الفلسطينية ألا تضغط على المقاومة، إذا لا يريدون ان يدعموا المقاومة، إذا لا يريدون ان يدعموا الشعب الفلسطيني بمقاومته لإسرائيل، على الأقل يا أخي لا تضغطوا عليهم، لا تساعدهم ولا تضغط عليهم، حتى ما يستفيد الإسرائيلي ويكون فيه من يضغط على الفلسطينيين إضافة إلى إسرائيل وأمريكا.
أعتقد أن رسالة قطر كانت واضحة بالاعتداء عليها من قبل إسرائيل، تصريحات الرئيس ترامب وتصريحات نتنياهو واضحة على مستوى المنطقة، على الأقل احسبوا حسابا للمستقبل.
حديث عن الوضع الداخلي في لبنان
نأتي إلى الحديث عن لبنان، بالنسبة إلى لبنان سأتحدث عن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي والتغول القائم والإجرام الممتد والمدعوم أمريكيًّا بكل الإمكانات العسكرية والسياسية والإعلامية والضغط وبكل الأشكال، لكن يجب أن يكون واضحًا بأن أهداف إسرائيل ليست قدرًا لازمًا، يعني إذا إسرائيل حطّت أهدافًا واشتغلت عليها، وضغطت أمريكا معها، وضغط العالم كله، من قال إنهم يقدرون أن يحققوا المطلوب؟ لا يقدروا.
أنتم تعلمون أنهم كانوا يتوقعون في لبنان بعد الاتفاق ومرور الستين يومًا أنه كان يمكن أن يحققوا بعض الأهداف بالسياسة، وصاروا يضغطون من وقتها إلى الآن بالسياسة من خلال أمريكا، وبالضغط العسكري من خلال القتل اليومي، ومن خلال حتى قتل المدنيين، قتل المهندسين، قتل العائلة في بنت جبيل، قتل الأطفال، حتى يضربون الجرافات، يضربون الزرع، يضربون أي بيت، أي شكل من أشكال الحياة، على قاعدة أن يضغطوا على المقاومة وشعب المقاومة ويحققوا أهدافهم بأن يجعلوا لبنان بلا قوة ومجرّد، وبالتالي يسهل أن يدخلوا إليه كيفما أرادوا، وأن يضعوا خطتهم كما يفعلون الآن في سوريا وكما يعبثون بها.
خمسة أمور أفشلت مخطط العدو
دعوني أقول لكم لكي تعرفوا: هناك خمسة أمور فاجأتهم في لبنان وأفشلت مخططهم، أنا أذكرهم هنا لكي تعرفوا أن أهداف إسرائيل ليست قدرًا.
الأمر الأول: كانوا يتوقعون أن نبادلهم الخروقات، أي عندما بدأوا بالخروقات الإسرائيلية، كانوا يتوقعون أن نرد بخروقات أيضًا، فتعطيهم مجالًا أنهم يخرقون ونخرق، ويتوحشون أكثر ويستمرون تحت عنوان أننا نحن السبب. نحن اتخذنا قرارًا بأن الدولة هي المسؤولة، وعلينا أن نصبر، وبالتالي أسقطنا هذه الخطوة.
الثاني: أرادوا من خلال التدخل الأمريكي المباشر أن يبنوا الدولة اللبنانية بانتخاب الرئيس والحكومة وكل التفاصيل الأخرى على أساس أن الحزب ضعيف، وأننا مشغولون بوضعنا وبظروفنا المعيشية والناس والدمار والحرب وما شابه، وبالتالي يمكن إقصاؤنا، وهم يركبون الدولة كما يريدون، فتشكّل قدرة ضاغطة كبيرة علينا. فوجئوا أننا شاركنا بشكل فعّال في الدولة، ونحن الآن جزء لا يتجزأ من تركيبة الدولة، ولنا نشاط مهم، ونساهم في البناء والنهضة.
الثالث: تدخلوا في تركيبة الدولة في تفاصيلها للتحصيل بالسياسة ما عجزوا عنه بالحرب، لكن تبيّن أن المعادلة الداخلية لا تسمح لهم، لأننا نمثل شعبنا بشكل كامل. يعني حزب الله وحركة أمل لديهما تمثيل نيابي 27 من 27. عندما عملوا استفتاء حول موضوع السلاح: هل توافق على نزع السلاح أم لا؟ ظهر ان حوالي 95%، وحتى يمكن 96%، لا يقبلون من الشيعة بنزع السلاح. طبعًا بشكل عام طلع في 58 إلى 60% حسب إحصاءات مركز الاستشاري أو الدولية للمعلومات، في لبنان لدينا 58 إلى 60% لا يقبلون نزع السلاح لاعتبارات لها علاقة بالوضع الوطني وحماية الوطن، طبعًا هذا أيضًا كان مفاجئًا.
الأمر الرابع: أرادوا أن تكون هناك فتنة مع الجيش اللبناني، أي أن يقاتل الجيش اللبناني المقاومة وأهل المقاومة وشعب المقاومة تحت شعار حصرية السلاح، لكن تصرف الجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني بحكمة، وهناك عقل يريد أن يبني لبنان، ولذلك، كلانا، يعني الجيش والمقاومة، كانا واضحين بأن الفتنة ملعونة، ويجب أن لا تكون بيننا على الإطلاق، كل شيء عنده قابلية للتفاهم والتعاون.
الأمر الخامس: صحيح لا يوجد تكافؤ عسكري بيننا وبين إسرائيل، هم يتفوقون علينا بالقدرة العسكرية، لكن أيضًا لا يوجد تكافؤ بيننا وبين إسرائيل، فنتفوق عليهم في أننا متمسكون بوطننا، مؤمنون بحقنا، مستعدون للتضحية والجهاد، ثابتون على إرادة المقاومة، لدينا شعب عظيم تاريخي لا يمكن أن يُهزم، ولذا استطعنا أن نوجد حالة من التكافؤ التي تساعد على أن نواجه غطرستهم ومشاريعهم، فلا نمكنهم من تحقيقها.
هذه الأمور الخمسة فاجأتهم، ولذلك ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام. وأنا أقول لكم الآن: ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام لأن عندكم شعبًا قويًّا شجاعًا مؤمنًا لديه إرادة، يعلم أن طريق الاستسلام طريق الإبادة السياسية والاجتماعية والبشرية، وهذا ما لا يمكن أن تُعطاه لا إسرائيل ولا أمريكا ولا الأذناب الذين يسيرون معهم.
على الحكومة الاهتمام بقضية استعادة السيادة
النقطة الثانية: على الحكومة أن تهتم بالقضايا المركزية. ما هي القضايا المركزية؟ استعادة السيادة من القضايا المركزية. يجب أن تعرفوا أن الطائف ليس وجهة نظر، الطائف اتفاق وليس مطية لموازين القوى، الطائف يفترض أنه تحول إلى دستور، وقسم منه بعد ما نُفّذ، يجب أن يُنفّذ.
المواطنة الأصيلة هي التي تحرر لبنان وتحمي لبنان، ومن يكون مواطنًا لبنانيًّا شريفًا وعزيزًا هو الذي يعمل مع شركائه في الوطن لأن يحمي هذا البلد.
أنا أريد أن أسألكم: ماذا فعلتم من أجل استعادة السيادة؟ ورأس استعادة السيادة: طرد إسرائيل من لبنان وإيقاف العدوان. ماذا فعلتم لاستعادة السيادة؟ هل تتواصلون مع الدول الكبرى؟ هل تحاولون تعملوا ضغوطات؟ تحركوا أكثر، احكوا أكثر، قدموا لمجلس الأمن، لا تتركوا مجالًا إلا دائمًا يكون على لسانكم وفي مواقفكم ضرورة استعادة السيادة، لأنها هي رأس استعادة الاستقرار وبناء البلد.
الحكومة مقصرة في كيفية المتابعة في استعادة السيادة. ماذا يمنع أنه بكل جلسة حكومة تتحدث عن الموضوع الإسرائيلي وتضعه على جدول الأعمال، وتنتقد، وترفع مقترحات، وتناقش، وتشكل لجان؟ اجعلوه خبزكم اليومي: كل من يأتي إليكم زائرًا، بدل ان تقولوا له: "ماذا تعملون لكي ترضوه؟"، قولوا له: "ماذا يجب أن يفعل هو لكي ترضوا أنتم؟" لأنه الأهم في موقعكم في الحكومة أنكم مسؤولون عن هذا الشعب وعن حماية البلد.
كذلك القوى السياسية الأخرى: هل بلعت ألسنتها؟ يا أخي، هناك بعض القوى لا تتحدث كلمة عن إسرائيل، لا تنتقد ما يحدث، لا تقول أنه يجب أن تخرج إسرائيل، تقول "نحن من شيء ثلاثة أربعة أشهر حكينا مرة بهذا الموضوع" أه، حكيت مرة؟ تحصل مسألة بقلب شارع بلا طعمة، تجد كل يوم صباحاً وظهراً ومساء، وكل الوسائل تعمل تحريضا، لماذا؟ لأنه فيها فتنة، لأنه فيها محاولة للكسب والنجاح والتسلط على الطرف الآخر، الشريك في الوطن، بينما عندما يكون الموضوع إسرائيل، لا، لأن إسرائيل تريدها أمريكا. بالتالي، كيف واحد بيقدر يلاقي محل بعض الأحيان؟ أنا أقول لكم: اطلعوا من القصة يا جماعة. هذه القوى السياسية التي تراعي أمريكا وإسرائيل حتى لا تنزعج أي دولة من هاتين الدولتين، يوجد مشكلة كبيرة. أنتم عندكم مواطنون ستعيشون معهم إلى ما شاء الله. التلهي بقضايا صغيرة سواء على مستوى الحكومة أو القوى السياسية ليس مناسبًا، وهذه القضايا الصغيرة لا ترفع مسؤولية الحكومة عن هذا العمل. كل القضايا الصغيرة قابلة للحل وللعلاج، نتفاهم عليها وقادرون ان نتفاهم عليها، ما تعملوا منّا قصة كبيرة. ما محرزة والله ما محرزة. كله يحصل عن نقاش. خلينا نحط إيدنا بإيد بعض لنواجه إسرائيل، لنستعيد السيادة، خاصة أنها وردت في الطائف: "باتخاذ كل الإجراءات وبالعمل من أجل إزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة".
هذا كلام بالطائف: "العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة". أين الإزالة الشاملة؟ عم نشتغل عليها؟ لازم نشتغل عليها.
يجب إعادة الإعمار
الأمر الثاني للحكومة: يجب إعادة الإعمار. أنتم ببيانكم الوزاري قلتم إنكم تريدون اعادة الإعمار، وهذا التزام مسؤول وحكيم، ولكن بنفس الوقت يجب أن نضع له برامج، والتفاصيل. الآن يتبين أن البعض طيّروا النصاب بالمجلس النيابي عندما وصل النقاش على 250 مليون دولار التي لها علاقة بموضوع البنك الدولي والقرض من أجل إعمار البنى التحتية وبعض المؤسسات. حسنا لماذا تتصرفون بهذه الطريقة؟ من المفترض أن تفكروا كلنا كحكومة وقوى سياسية أن نعيد الإعمار بأي طريقة.
على كل حال، أنا أخاطب الحكومة الآن: من دون إعمار يصعب أن تنطلق عجلة البلد نحو النهوض والاستقرار.
"بعدين"، في موضوع الإعمار ما تفكروا أنكم تعطون منحة لاحد. لا، الإعمار لمصلحتكم، لمصلحة المواطنين، لمصلحة البلد.
تعرفون ماذا يعني إعادة إعمار؟ إعادة إعمار تعني إطلاق دورة اقتصادية من أول البلد إلى آخره. المهندس سوف يعمل، والعامل سوف يعمل، والذي بيبيع مواد سيعمل، وكل الحركة الاقتصادية ستنتعش، ستحصل ثورة اقتصادية بقلب البلد بسبب إعادة الإعمار. يعني إعادة الإعمار فيها حركة اقتصادية، فيها حركة اجتماعية، لأنها تساعد الناس على أن تعود إلى بيوتها، وتساعد الناس على أن تقبض معاشات على قاعدة أنها تعمل في الإعمار. وهذا يخفف من الفقر ومن الإمكانات القليلة في هذا البلد.
أيضًا، إعادة الإعمار هو موقف سياسي يعني بأننا متضامنون بمواجهة العدو. مهما عمل هذا العدو، نبقى معًا. أيضًا له نتائج تنموية. أنا أقول أن الحكومة مسؤولة أن تضع إعادة الإعمار في رأس أولوياتها، وأن تضع البرامج العملية، وأن تدخل في الموازنة بندا له علاقة بإعادة الإعمار.
كلمة عن قانون الانتخابات
الأمر الثالث: توجد قوانين في البلد يجب أن تنجز حتى تنظم الحياة في البلد. حسنا، لنعمل بهمة أكبر من الهمة الموجودة حاليًّا. أنا أتحدث ليس فقط عن القوانين التي لها علاقة بالإصلاح المالي والاقتصادي، هذا يجب أن ينجز، لكن اليوم هناك قانون يُطرح اسمه قانون الانتخابات. حسنا، يوجد قانون معمول به، تعالوا لنطبقه. لا، يريدون أن يختاروا قانونا على قياسهم، وعلى قاعدة أن يؤدي هذا القانون إلى الربح على الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى. لا يجوز أن نسن قانون الانتخابات على مقاس معين، نحن السنا شركاء بالوطن.
حسنا، إذا كنا شركاء، من المفروض وأهم أساس موجود حسب مقدمة الدستور: "جيم" يقول: "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل". حسنا، أين المساواة دون تمايز أو تفضيل؟ عندما تأتي وتقول إن المغتربين يريدون ان يصوتوا لـ 128، ونحن لا نستطيع أن نعمل كحزب الله وحركة أمل وقوى أخرى، حركة انتخابية في كثير من الدول الأوروبية والعربية وأيضًا في أمريكا، في الوقت الذي أنتم لديكم كل الحرية أن تعملوا حركة انتخابية. هناك أناس لا ينتخبون لأنهم يخافون أن يحسبوا علينا، وإن يتم تسليط الضوء عليهم وبالتالي تقطع رواتبهم ويتعرضون لمشاكل ويضيق عليهم ويطردون من البلاد التي يقيمون فيها. كيف تقبلون أنتم أن نوافقكم الرأي على هذا الأمر الذي يصوت فيه المغتربون لـ 128 نائبا، ونحن غير قادرين أن نعمل حركة انتخابية، وهناك أناس تؤيدنا ولا تستطيع ان تعطينا لظروف خاصة فيها؟
يوجد قانون يقول بإعطاء ستة مقاعد للمغتربين، ما مشكلة، صحيح نحن غير قادرين ان نتحرك لكن ستة مقاعد محمولة، اما 128 كيف نستطيع ان نعمل على هذا الأساس؟
يوجد قانون نافذ حاليا فليطبقوه مع بعض التفاصيل إذا أرادوا. لا يفعلون، والملفت ان واحدة من القوى السياسية، كان رئيسها واضح جدًّا، قال: "نعم، نحن نريد أن يصوت المغتربون لـ 128 نائبا حتى نستطيع ان نضرب حزب الله وحركة أمل وننقص التأييد الشيعي لهم، لو أخدنا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، يعني هذا أمر يكون جيدًا لنا". لكن أنت تضع المقدمات والأسباب الموجبة التي فيها عداء، لماذا؟ أنت قل أنك تريد أن تأخذ حصتك، صحتين على قلبك، حصتك أنت تستطيع أخذها بشكل طبيعي، لماذا تريد أن تعمل حالة التوتر الموجودة؟
على كل حال، نحن مع التمثيل العادل، وإذا كان غيرنا يطالب بالتمثيل حسب ضغوطات الوصاية، نقول له: "إن هذا ما بيمشي لأنه هذا مخالف للمواطنة الصحيحة".
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لنكون دائمًا في الخط الصحيح، ونعمل لمصلحة بلدنا ووطننا وكرامتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العلاقات الاعلامية في حزب الله
السبت 4-10-2025
11 ربيع الثاني- 1446 هـ