اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي صاروخٌ يمني يشلّ مطار "بن غوريون" ويُشعل استنفارًا "إسرائيليًا"

إيران

الصحف الإيرانية: حماس ترد بذكاء على خطة ترامب وطهران ترفع جهوزيتها بوجه
إيران

الصحف الإيرانية: حماس ترد بذكاء على خطة ترامب وطهران ترفع جهوزيتها بوجه "آلية الزناد"

الصحف الإيرانية: حماس ترد بذكاء على خطة ترامب.. وإيران تواجه "آلية الزناد" بحزم
57

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 05 تشرين الأول/أكتوبر 2025 بموافقة حركة حماس على خطة ترامب لوقف الحرب، واعتبرت الصحف أنّ رد حماس كان مشتملًا على حسابات دقيقة وذكية، واهتمت أيضًا بآليات الصمود واتّخاذ القرارات في إيران في ظلّ الوضع المستجد المتعلّق بتفعيل "آلية الزناد".

رد حماس الذكي والمشروط على خطة ترامب

بداية، كتبت صحيفة كيهان أنّ "موافقة حماس على ما يُسمى بخطة وقف إطلاق النار في غزّة، أثار حماسة ترامب الغريبة وتصريحه التلفزيوني الداعي إلى توقف النظام الصهيوني فورًا عن مهاجمة غزّة، لأنه يريد جائزة نوبل للسلام! لكن نص بيان حماس كان أذكى مما تصوره البعض.

أعد ترامب مؤخرًا خطة من 20 نقطة بعنوان خطة وقف إطلاق النار في غزّة ونشرها. تسعى هذه الخطة عمومًا إلى تحقيق نفس الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة والنظام الصهيوني منذ أكثر من عامين، وهو التحريض على الحرب والقتل في غزّة. بمعنى آخر، أرادت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني تحقيق الهدف الذي فشلا في تحقيقه بانتهاكاتهما وقتلهما 68 ألف فلسطيني، هذه المرة من خلال المفاوضات.

[...] بعد ساعات، أصدرت حماس بيانًا ذكيًا للغاية. لم يتطرّق بيان الحركة إلى نزع سلاح حماس، ولكنه في الوقت نفسه تحدث عن تسليم السلطة. كما لم يتطرّق إلى التهجير القسري، ولن تُدار القطاع من قِبل الولايات المتحدة وتوني بلير، بل سيُدار من قِبل الفلسطينيين. كما ذكر البيان تبادل الأسرى، مما يُشير إلى ضرورة تدخل حماس بذكاء أكبر، لأن الورقة الرابحة المتبقية في يد الحركة ضدّ الصهاينة هي هؤلاء الأسرى، وإذا تم التبادل، سيستأنف النظام الصهيوني قصف هذا القطاع بوحشية أكبر من ذي قبل. لطالما استخدمت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني المفاوضات فخًا، سواء في لبنان أو قطر أو إيران! 

[...] يُعد رد حماس على خطة ترامب مثالًا على الدبلوماسية الذكية، لأنه يرتكز على أربعة ركائز: قبول مبدأ وقف إطلاق النار لوقف الحرب فورًا، وتأجيل التفاصيل إلى مفاوضات لاحقة، والرفض القاطع لأي نزع للسلاح، والتأكيد على الدور الجوهري لها وللفلسطينيين في المستقبل السياسي لفلسطين. يُظهر هذا الموقف رغبةً في السلام ويحدد خطوطًا حمراء. 

[...] تقول بعض المصادر العبرية إنها غاضبة من هذه الخطة وتتهم ترامب بالخيانة، ولكن من غير المستبعد أن تكون هذه الخطة قد أُعدّت بالتنسيق مع ترامب ونتنياهو ونفس المصادر العبرية التي تقول إنها غاضبة!

لطالما استخدمت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني المفاوضات فخًا، كما تُثبت أحداث إيران وقطر وحزب الله. وبما أن الصهاينة بدأوا فورًا مفاوضات في مصر لتبادل الأسرى، فليس من المستبعد أن يقصفوا حماس وغزّة وخطة وقف إطلاق النار معًا بعد التبادل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعدو أيضًا استخدام عملية نقل الأسرى لتحديد قادة حماس.

[...] يبدو من المستبعد جدًا أن يفي النظام الصهيوني والولايات المتحدة بالتزاماتهما تجاه حماس، وحماس تعلم ذلك جيدًا. لذلك، كان من الممكن أن يكون هذا الضوء الأخضر من حماس بهدف تخفيف الوضع السيئ عن غزّة وتشويه سمعة الصهاينة عالميًا".

إيران اليوم رمز الصمود الوطني والثقة بالنفس

بدورها، كتبت صحيفة رسالت: "تُجسّد إيران اليوم صورةً جديدةً لأمةٍ سلكت طريقًا شاقًا في تاريخها المعاصر، من التبعية والضغط إلى الاستقلال والاقتدار.

وتُشير مقارنة إيران اليوم بعقودٍ مضت إلى أن بلادنا شهدت تغييراتٍ عميقةً ودائمةً في ثلاثة مجالاتٍ أساسية: القوّة الاجتماعية، والفرص الاقتصادية، ومقاومة الأعداء الخارجيين.

على الصعيد الاجتماعي، تحوّل المجتمع الإيراني من حالةٍ من التعب وإعادة البناء بعد الحرب المفروضة إلى مجتمعٍ ديناميكيٍّ وواعٍ. وحمل جيلٌ جديدٌ، بعقلٍ مبدعٍ وروحٍ وطنية، رايةَ التقدم. لا ينتظر شباب إيران اليوم أنظار الغرب، ولا يهاب صورة قوتهم. إنهم يُبدعون نماذجَ أصيلةً في الجامعات والصناعة والتكنولوجيا. لقد نمت الثقة بالنفس من القيود؛ وهذا أعظم رأس مالٍ اجتماعيٍّ لأيّ أمة.

على الصعيد الاقتصادي، سلكت إيران أيضًا طريق الاستقلال بعزيمةٍ وطنية، رغم كلّ الضغوط والعقوبات. فإذا كان اقتصاد البلاد في العقود السابقة يعتمد على عائدات النفط، فإن أسس الإنتاج والتكنولوجيا تحل محلها اليوم. تُعدّ صناعات البتروكيماويات والصلب والمعادن والأدوية والطاقة والنانو والنووية نماذج للقوة الداخلية التي حوّلت إيران من مستورد إلى قوة منتجة ومؤثرة. أصبح كلّ حظر فرصة للاكتفاء الذاتي، وأصبح كلّ تهديد حافزًا للابتكار والتقدم.

لكن الفارق الأبرز يكمن في الصمود في وجه الأعداء الخارجيين. قبل الثورة، كانت إيران دولة خاضعة لإرادة الأجانب، لكنّها اليوم تلعب دورًا حاسمًا في المعادلات الإقليمية والعالمية. بينما تستخدم القوى العظمى أدوات الضغط على الدول، أصبحت إيران، بالاعتماد على الإيمان والصمود والدبلوماسية النزيهة، نموذجًا للاستقلال السياسي في العالم. لا يقرر الآخرون بشأن إيران؛ أي في المفاوضات حيث نجلس على جانب واحد من الطاولة، لا أحد فوقها؛ بل من موقع متساوٍ ومواجه لنا.

اليوم، إيران، رغم كلّ الصعوبات، أمة صامدة ومتفائلة. لقد شكّل إرث دماء الشهداء وحكمة النخبة وإيمان الشعب ركائز مقاومة هذه الأرض. إذا كانت إيران قد كافحت من أجل البقاء، فهي اليوم تسعى جاهدةً للتميّز.
الطريق أمامنا ليس سهلًا، لكن الدرب واضح. إيران اليوم وليدة الوعي والإيمان والثقة بالنفس؛ أمة لا تخشى الضغوط ولا تتراجع عن التقدم. لم تعد إيران أرض انتظار وترقب وتهديد، بل أرض عمل وأمل".

لماذا عملية صنع القرار بطيئة في إيران؟

من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "من الأسئلة الجوهرية المطروحة في مجال الإدارة والحوكمة الإيرانية في السنوات الأخيرة، أسباب تأخر اتّخاذ القرارات المهمّة وظهور ظاهرة التردّد في اللحظات الحرجة. لا يمكن البحث عن إجابة لهذه التساؤلات في ظل الظروف الراهنة فحسب، بل يجب تتبع جذورها إلى الهياكل التي تشكلت على مدى القرن الماضي. لقد غمر التاريخ السياسي الإيراني، وخاصةً منذ أواخر عهد القاجاريين وطوال عهد البهلويين، بذكريات مريرة عن مركزية السلطة والاستبداد السياسي. وقد أدت هذه التجربة، بعد انتصار الثورة الإسلامية، إلى بناء هيكل تعددي متعدد الطبقات في نظام صنع القرار في البلاد؛ هيكل كانت مهمته الرئيسية منع تكاثر الاستبداد وضمان الرقابة الجماعية على القرارات الرئيسية.

في العقود الأولى التي تلت الثورة الإسلامية، كان نظام صنع القرار التعددي في إيران متماشيًا إلى حد كبير مع ظروف العصر واحتياجات المجتمع. في ذلك الوقت، كان المجتمع الإيراني في أمسّ الحاجة إلى كسب ثقة مختلف الجماعات الاجتماعية والدينية والعرقية وضمان مشاركتها. كانت المخاوف من تجدد الاستبداد وتركيز السلطة مخاوف حقيقية وواسعة الانتشار. لذلك، اعتُبر تعدد مؤسسات صنع القرار وتوزيع المسؤوليات بين مختلف الهياكل حلًا منطقيًا لتعزيز الرقابة الجماعية وضمان العدالة والمشاركة في إدارة البلاد. إلا أن التطورات السريعة في العقود الأخيرة، غيّرت معادلات الحوكمة. فالنمو الهائل للاتّصالات، وتوسع تكنولوجيا المعلومات، والتغيرات الجذرية في التركيبة السكانية، وزيادة مستوى الوعي العام والطلب، فرضت متطلبات جديدة على نظام إدارة البلاد. يحتاج المجتمع الإيراني اليوم إلى عملية صنع قرار سريعة وموثوقة وفعالة أكثر من أي وقت مضى، ليتمكّن من إدارة الفرص القادمة بكفاءة والاستجابة بفعالية للتهديدات بما يتماشى مع التطورات الإقليمية والعالمية.

ومع ذلك، فإن الهيكل الإداري والحكومي الحالي للبلاد يعاني من التضخم والتعقيد وتعدد مستويات صنع القرار في العقود السابقة؛ وهي هياكل أصبحت في بعض الأحيان، بدلًا من حل المشكلات، عائقًا أساسيًا أمام سرعة وجودة القرارات. أدى استمرار هذا الوضع إلى تعطيل عملية المساءلة، وإهدار الموارد، وانخفاض الكفاءة، وحد بشدة من قدرة البلاد على التعامل بفعالية وفعالية مع التحديات الناشئة.

[...] تتطلب هذه الإصلاحات إرادةً وعزيمةً جادةً على أعلى مستويات الحكم. تتمثل الخطوة الأولى في مراجعة الهيكل الإداري، وتقليص حجم الحكومة، وتفويض الصلاحيات إلى المدراء المتوسطين والميدانيين، وتعزيز ثقافة المساءلة. كما يجب إعطاء الأولوية لتدريب المدراء وتمكينهم من تحمل المسؤولية ومخاطر القرارات.

لا يمكن لأي دولة مواجهة التحديات الديناميكية لعالم اليوم بهياكل متضخمة وبطيئة. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج إيران إلى إصلاح هيكل صنع القرار لديها وإعادة تصميم عملياتها الإدارية حتّى تتمكّن من اغتنام الفرص واحتواء التهديدات بسرعة وكفاءة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة