لبنان

أقامت هيئة تنسيق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في الشمال لقاءً سياسيًا حاشدًا في "مجمّع بترونيات" في مدينة البترون، في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (رض)، بمشاركة حشد من القوى والشخصيات الوطنية والإسلامية، مسؤولو الأحزاب الوطنية والإسلامية، ممثّلون عن الفصائل الفلسطينية، وإعلاميين وفعاليات من البترون والشمال.
صالح: فلتعمل الحكومة اللازم لوقف العدوان
وأكّد عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، في كلمته خلال المهرجان، أنّ "المقاومة في لبنان التي حرّرت أرض الوطن ستبقى خط الدفاع الأول عن الوطن مهما بلغت التضحيات، لأنّ المقاومة التي يُستشهد قادتها لا يمكن أنْ تنهزم"، مضيفًا: "على الحكومة أنْ تعمل كل ما يلزم ليتوقّف العدوان الصهيوني ولينسحب العدو الصهيوني من النقاط المحتلة، ويجب أنْ يعود الأسرى إلى أهلهم ومنهم من أسِرَ من هنا من البترون، ولا بدّ من أن يبدأ إعمار كل مؤسسة وبيت مهدم".
واعتبر أنّ "المقاومة التزمت من جانبها ولم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك الوقت، هذه المقاومة التي هي كما الجيش شعارها شرف تضحية وفاء"، قائلًا: "شرفنا يأبى الاحتلال وأرضنا نضحّي من أجلها بسخاء والوفاء للدماء أمانة".
رستم: التخلّي عن السلاح انتحار
من جهته، قال عضو الهيئة التأسيسية للقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في الشمال، الدكتور جاك رستم: "لا تسليم سلاح بغير عزة ولا حرية بغير سلاح الحق، والسيد نصر الله باقٍ فينا نهجًا لا يُقيّد ولا يُلغى، حيًّا في الضمائر والعزائم". وأضاف رستم: "حين ينسحب جيش الاحتلال الصهيوني من أرضنا بالكامل ويعود الأسرى إلى بيوتهم، وتَشْرَع الدولة في إعادة الإعمار آنذاك، تحين ساعة الحوار والتوافق حول استراتيجية دفاعية تحصن لبنان، أمّا التخلّي عن السلاح إرضاءً للخارج فذلك هو انتحار الوطن المدوّي وهدير الخراب الذي لا يرحم".
الشيخ شعبان: سايكس-بيكو أكذوبة كبرى
من ناحيته، قال الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي، الشيخ بلال سعيد شعبان: "نلتقي اليوم في ذكرى شهادة عظيمة وذكرى مرور سنة على استشهاد السيد حسن نصر الله، استشهاد سيد المحور وعنوان الكرامة الذي سيتحدّث التاريخ عنه لنحدّث الأحفاد وأحفاد الأحفاد، لنقول لهم: إنّ هناك رجلًا كان يرفع إصبعه ليتحدّى العالم المستكبر بكليته".
وتابع الشيخ شعبان قوله: "من أهم ما تعلّمناه من دروس في طوفان الأقصى أو في جبهة الإسناد، أنّ سايكس-بيكو أكذوبة كبرى نُدفَع دفعًا من أجل أنْ نلتزم بها، ولكنّ الدنيا بكليتها كسرت سايكس-بيكو ووقفت إلى جانب الكيان الغاصب".
الخير: فلتهتم الدولة بقضايا اللبنانيين المركزية
من جانبه، رثى رئيس المركز الوطني في الشمال، كمال الخير، السيد نصر الله، مؤكّدًا أنّ رحيله "خسارة كبيرة للإنسانية للمقاومة وللبنان وفلسطين، ولطالما كان في مواجهة الفتنة المذهبية داعمًا للوحدة الإسلامية".
وحيّا الخير الجمهورية الإسلامية في إيران "التي ما تركت غزة وما تركت فلسطين يومًا"، مضيفًا: "اليوم، يحمل اللواء سماحة الشيخ نعيم قاسم خير خلف لخير سلف ولدينا كل الثقة في المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن الذين أثبتوا بالقول والفعل أنّ القوة هي الخيار الوحيد لمواجهة العدو".
كما طالب الخير الدولة اللبنانية بـ"الاهتمام بقضايا اللبنانيين المركزية من إعمار لبنان من إزالة الاحتلال الصهيوني من أرضنا من تنمية ودعم الوحدة الوطنية".
الصمدي: علاقة الإمام الخامنئي بالسيد نصر الله استراتيجية
أمّا القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في لبنان، توفيق الصمدي، فشدّد في كلمته على "ضرورة وحدة الموقف لمواجهة التحدّيات في أوطاننا ومواجهة المشروع الصهيو-أميركي الذي يسعى إلى السيطرة على أوطاننا".
وأشار الصمدي إلى انّ "علاقة السيد نصر الله بالسيد القائد علي الخامنئي لم تكن علاقة عاطفية أو سياسية بحتة بقدر ما كانت علاقة عقائدية ووجدانية حضارية واستراتيجية تتمظهر في الجانب السياسي وفي العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والإيراني". وقال: "عزاؤنا في تركة الشهيد السيد نصر الله من بيئة صابرة ومن التمسّك بثقافة المقاومة، نرى صنيعه في كل ساحات القوة والتضحية وميادين العطاء والتفاني".
أحمد: باستشهاده خسر الفلسطينييون أعزّ ما يملكون
وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية يوسف أحمد الذي وصف السيد نصر الله بأنّه "كان صوت الأمة في زمن الصمت وكان ضمير المقاومة في زمن الخنوع والتآمر".
وأضاف أحمد: "باستشهاد السيد نصر الله نقول اليوم كشعب فلسطيني وكمقاومة فلسطينية: إنّنا خسرنا أعزّ ما نملك، كما خسرت المقاومة وكل الشرفاء وكل الأحرار أعزّ ما يملكون، قائدًا ونصيرًا وسندًا لكل المستضعفين"، مستدركًا بقوله: "شهادة السيد نصر الله لن تكون إلّا إلهامًا وحافزًا لنكمل الطريق الذي لا يأس فيه ولا انكسار".
حدارة: تعلمنا منه أنْ نكون مع الحق
بدوره، أكد رئيس تيار الوفاق العكاري، هيثم حدارة، أنّ "استشهاد السيد حسن نصر الله ورفاقه زاد المقاومة تمسّكا بالمواجهة حتى الرمق الأخير"، قائلًا: "من السيد نصر الله تعلّمنا أنْ نكون مع الحق في وجه الباطل مهما كانت الصعوبات ومهما بلغت التحدّيات".
المصري: واجب الدولة إحياء ذكرى شهادته
بدوره، قال مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس، عبد الناصر المصري: "استشهاد السيد حسن وقادة المقاومة ألحق أذىً بالمقاومة، ولكنّنا على يقين أنّ نهج بناء المؤسّسات الذي خطّه الشهيد الكبير يشكّل ضامنًا قويًا للاستمرار والانتصار".
وواصل قوله: "لقد كان من واجب الدولة وقياداتها أنْ تُحيي ذكرى الشهيد الكبير وقادة المقاومة الذين سقطوا في مواجهة عدو عنصري توسّعي مجرم، كان من واجب الحكومة أنْ تنظّم احتفالًا وطنيًا كبيرًا وتعطيل المؤسّسات بدل اختراع المشاكل مع جمهور وطني عريض يرفض الخنوع والاستسلام لرجل الكاوبوي الأميركي والعدو الصهيوني".
السبسبي للسيد نصر الله: إنا على العهد
وألقى منفّذ عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أحمد السبسبي، كلمة قال فيها: "سلاح المقاومة هو الحامي الأول لأوطاننا"، معاهدًا السيد نصر الله بأنْ "نبقى على العهد، أنْ نصون الحلم الذي زرعته، أن لا نبدل ولا نخون ولا نحني الرايات".