لبنان
الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية كرّم شهداءه في الجنوب
ناصر: استشهدوا دفاعًا عن أهلهم وأرضهم ووطنهم وأعراضهم وبيوتهم فشكّلوا نموذجًا قياديًّا لنا جميعًا
برعاية مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله؛ الحاج عبد الله ناصر، كرّمت مديرية جبل عامل الأولى في الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية شهداءها الذين ارتقوا في أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني خلال العدوان الصهيوني على لبنان العام الماضي، باحتفال حاشد أقيم في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في صور، بحضور حشد من الفعاليات والشخصيات، تقدّمهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة؛ النائب حسين جشي، مدير عام الدفاع المدني؛ عدنان مقدم، مدير مديرية المنطقة؛ عبد الله نور الدين، مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور؛ مرتضى مهنا، إلى جانب ممثلين عن الهيئات والجمعيات الإسعافية، وأحزاب وقوى وطنية لبنانية وفلسطينية، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، وعوائل الشهداء المُكرَّمين، وحشد من المدعوّين.
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وأداء النشيدين الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، عُرض وثائقي حول المهام التي نفذتها الهيئة خلال الحرب، وارتقى فيها اثنان وتسعون مسعفًا من متطوِّعيها، وأربعة عشر شهيدًا من العاملين في مركز الطوارئ التابع لاتحاد بلديات قضاء بنت جبيل.
ألقى بعدها راعي الحفل؛ الحاج عبد الله ناصر كلمةً اعتبر فيها أن "هؤلاء الشهداء الذين نكرّمهم اليوم استشهدوا دفاعًا عن أهلهم وأرضهم ووطنهم وأعراضهم وبيوتهم، ومن أجل أن يحيا الآخرون، فشكّلوا نموذجًا قياديًّا لنا جميعًا".
وقال ناصر: "إننا اليوم نعمل على استكمال قوة الدفاع المدني؛ هذه القوة التي تشكّلت من منظومة عظيمة قادها هؤلاء الشهداء والمتطوعون في فرق الإسعاف والإطفاء والإنقاذ ورفع الأنقاض والدفاع عن الناس، والذين استطاعوا من خلال عملهم أن ينجزوا ما هو خيالي، وأن يسيطروا على كل الأحداث التي حصلت".
وتابع ناصر: "هذه المنظومة التي عاشت معنا في كل الظروف والأزمات والحروب، لا تزال وستبقى إن شاء الله، وهؤلاء الإخوة الذين صنعوا بجهودهم أفضل تجربة من خلال هذه الأعمال التي قاموا بها، هم رفاق الشهداء، باقون إن شاء الله ومستمرّون، وسيعملون على تطوير هذه المنظومة بفضل جهود الجميع في مختلف القطاعات والشُّعَب وفي مديرية الدفاع المدني، إلى جانب البلديات التي لا ننسى دورها الأساسي في تكوين هذه المنظومة وصناعتها ودعمها".
وأضاف: "أما حكومتنا، فهي غائبة عن الأمور الأساسية، وعن اعتداءات العدو، وعن احتلال الأرض، وعن الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وغائبة عن كل ما هو مطلوب أن تقوم به بعد الحرب، من رعاية النازحين وإعادة المهجّرين إلى بيوتهم وبلداتهم، وغائبة أيضًا عن إعادة البنى التحتية والإعمار، فهذه الحكومة تسعى إلى تسطيح عقول الناس وإيهامهم بأنها تعمل، ومنذ تسعة أشهر حتى اليوم لا نرى أي تقدّم، بل على العكس، يوهموننا بأنهم يعملون، فيلاحقون الإعلاميين، ونرى بعض الوزراء يتلهّون ببعض القضايا البسيطة، وهذا تسطيح لعقول الناس".
وسأل ناصر "أين المشاريع التي جئتم من أجلها؟ أين الإصلاح؟ أين محاربة الفساد؟ أين إطلاق الحريات؟ بل على العكس نرى تقييدًا للحريات، من حقنا أن نسأل أين هذه الأمور جميعها؟".
وأوضح قائلًا: "في ملف إعادة الإعمار، حتى اليوم لم تقم الحكومة بتحريك أي ساكن في هذا الإطار، بل إنها تمنع دعم الشعوب في بعض الدول التي تريد أن تدفع تبرعات إلى الشعب اللبناني، ما يعني أن الأمور لا تقف فقط عند حدود عدم رغبة الحكومة في جلب الأموال أو إعادة النازحين أو بناء البيوت وإعمار القرى، بل إنها تضرب حصارًا علينا لمنع أي مورد مالي من أي دولة أو من أي شعب"، وأضاف "أن ما يقومون به مطابق لما يقوم به العدو الذي يمنع الناس من العودة إلى القرى، ويمنع إعادة البناء وأي حركة تؤشّر إلى عودة الحياة".
وختم ناصر: "نقول لهم باسم عوائل شهدائنا، إنكم لن تحققوا أهداف العدو، ولن تستطيعوا أن تهزموا هذا الشعب الذي لم يُهزم في تاريخه، ولن يُهزم في حاضره ومستقبله، ونحن نعاهد الشهداء وعوائلهم أن نمضي على دربهم، وأن نحمل وصاياهم وأمانة دمائهم، كما نعاهد أميننا العام الشهيد الأسمى، المضحي الذي ضحّى من أجلنا جميعًا، أن نسير على خطاه دون أن نتراجع أو نستسلم أو نضعف أو نستكين، وأن نحقق كل كلمة قالها وكل عهد قطعه، وإننا دائمًا منتصرون وسنبقى منتصرين".
بدوره، ألقى المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية عدنان مقدم كلمةً عاهد فيها "أبناء شعبنا على المضي في طريق الشهداء"، وقال: إن "في منطقة جبل عامل الأولى، حيث نجتمع اليوم، قدّم الدفاع المدني 92 شهيدًا من المسعفين، و14 رجل إطفاء من أصل 153 شهيدًا على امتداد الوطن"، وأضاف: "هؤلاء الأبطال، وبعملهم طيلة 66 يومًا من القصف المتواصل الهمجي، منعوا أن يكون في جنوب لبنان وبقاعه مقابر جماعية، من خلال إصرارهم على فرز الجثامين تحت الخطر الداهم وإجراء الفحوصات المطلوبة، ولولا ذلك لكان المشهد مختلفًا".
وأضاف مقدم: "في ظلّ تجاوز العدو "الإسرائيلي" في حربه الأخيرة كلّ الحدود، دون أن يأبه لا بقانون دولي ولا بأمم متحدة ولا بمجلس أمن، كانت الفرق الطبية والإسعافية هدفًا دائمًا ومباشرًا له، فقد تعمّد استهداف مراكز الهيئة الصحية، وكشافة الرسالة، وسيارات الصليب الأحمر، ومراكز الدفاع المدني الرسمي، وجمعية الرعاية في بلدة الهبارية، والطواقم الطبية والمستوصفات في الخيام والطيبة وعيترون وخربة سلم وغيرها، دون أن تسلم المستشفيات أيضًا مثل مستشفى صلاح غندور، والمستشفيات الحكومية في ميس الجبل وبنت جبيل، وعند مدخل مستشفى تبنين ومرجعيون، وصولًا إلى التهديد بإقفال مستشفيات أخرى".
وختم مقدم: "استهدف العدو أيضًا فوج إطفاء اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل في برعشيت، فارتقى 14 رجل إطفاء بينهم مدير المركز، وفي جريمة مركّبة منع فيها العدو "الإسرائيلي" فرق الإسعاف من الاقتراب من المركز المدمّر طوال شهر كامل، رغم تقديم الطلبات المتكرّرة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقوات الطوارئ والجيش اللبناني".