لبنان

عزّ الدين: المقاومة أسقطت أهداف العدو في غزة وصمدت
عز الدين: مشهد أجيال السيد رسالة توارث الأجيال وإرادة لا تنكسر
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزّ الدين أنّ ما جرى، في السابع من تشرين الأول 2023 مع عملية طوفان الأقصى، شكّل نقطة تحوّل تاريخية في مسار الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، مشيرًا إلى: "أنّنا ندخل اليوم عامنا الثالث على هذه الحرب التي ما تزال مفتوحة على احتمالاتها؛ لأنّ هذا العدو لا يُؤتمن على عهدٍ ولا ميثاقٍ ولا قانون وهو كيان متفلّت من كل القيم والضوابط".
كلام عزّ الدين جاء خلال الحفل التكريمي لشهداء بلدة العديسة الذي أقيم في حسينية مدينة النبطية، بحضور فعاليات دينية وسياسية واجتماعية وحشد من الأهالي.
وقال عزّ الدين: إذا أردنا أن نقوّم ما جرى، خلال العامين الماضيين بموضوعية وتجرد، نرى أنّ الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال في غزة إنما يدافع عن أرضه ووطنه وذاكرته وحقه المشروع تمامًا كما دافعنا نحن عن أرضنا عندما احتلها "الإسرائيلي"؛ فالدفاع عن الأرض حقٌّ إنساني وشرعي وأخلاقي أقرّته كل المواثيق الدولية التي يتغنّى بها الغرب". وأشار إلى أنّ العدو أعلن ثلاثة أهداف واضحة بعد طوفان الأقصى: أولها سحق حركة حماس وإنهاء وجودها العسكري والأمني والإنساني وثانيها تحرير الأسرى بالقوة من دون تفاوض وثالثها تهجير الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى منطقة سياحية واقتصادية وفق مخططات نتنياهو وترامب. وأضاف: لكن بعد عامين من القتل والتدمير والإبادة فشل العدو في تحقيق أي من أهدافه، فلم يتمكن من القضاء على حماس، ولا من استعادة أسراه، ولا من تهجير الفلسطينيين، بل بقيت المقاومة صامدة شامخة، تفرض وقف إطلاق النار من موقع القوة، وهذا بحد ذاته انتصار مهم رغم التضحيات الجسام.
وأكد النائب عزّ الدين أنّ الانتصار للحقّ واجب والدفاع عن الأرض المحتلة مسؤولية وطنية مهما كان ميزان القوى مختلًا، فالتاريخ يشهد أنّ الشعوب المؤمنة بقضيتها انتصرت على الاستعمار على الرغم من تفوق السلاح كما حدث في فلسطين وفيتنام، والجزائر، وليبيا، وغيرها.
عن الاعتداء "الإسرائيلي" الأخير على لبنان، شدّد عزّ الدين على أنّ ما حصل جريمة بحقّ المدنيين والاقتصاد والسيادة الوطنية، واستباحة فاضحة للأرض اللبنانية وسأل: "أين أولئك الذين يرفعون شعار السيادة عند أي تفصيل صغير، ثم يصمتون عندما تنتهكها إسرائيل بهذه الوقاحة؟ .
ودعا الدولة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية واتخاذ موقف رسمي موحّد وشجاع وحازم، بدءًا من تقديم الشكوى إلى مجلس الأمن، وصولًا إلى استدعاء سفراء الدول الكبرى وإبلاغهم موقفًا حاسما وإدانة واضحة، والضغط على العدو لوقف اعتداءاته،إضافة الى وقوف القوى السياسية والشعبية خلف الدولة ودعم موقفها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية وشريكتها أمريكا؛ لأن توحيد الموقف الوطني والتفاهم بين اللبنانيين هو أحد أوجه القوة في المواجهة إلى جانب المقاومة والجيش الوطني.
وأشار إلى أنّ "القول بأنّ "إسرائيل" تستطيع تجاوز الأميركي، ولا تسمع له، مجافٍ للواقع وهو كذب ونفاق، فحين قرر ترامب وقف إطلاق النار في غزة التزم نتنياهو فورًا ما يعني أنّ الضغط الامريكي ممكن إن وُجد القرار السياسي.
وتوقف النائب عزّ الدين عند المشهد المهيب الذي تابعناه في اختتام الفعاليات الكشفية بمناسبة الذكرى السنوية لشهادة سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي وشهداء المقاومة؛ حيث شارك أكثر من 74 ألف كشفي من أجيال السيد في أضخم تجمع كشفي في تاريخ العالم. ورأى أنّ هذا المشهد رسالةٌ ساطعة إلى من يراهنون على تعب المقاومة وهزيمتها أو انكسارها؛ فهؤلاء الفتية والفتيات من أبناء الشهداء وأحفادهم يشكّلون الأجيال المتعاقبة التي تحمل نهج المقاومة وإيمانها، وتؤكد أنّ هذه المسيرة لا تنتهي بل تتجذّر في الوجدان والوعي جيلًا بعد جيل.
وختم بالقول: "هذا المشهد هو الدليل الأوضح على أن المقاومة بخير، وأنّ بيئتها بخير، وأنّها أقوى مما يتوهّم العدو، لأنّها تستمدّ قوتها من إيمانها بالله ومن عدالة قضيتها ومن وفاء شعبها فهذه المقاومة قدر هذه الأمة وبها سيُكتب النصر الآتي لا محالة".