لبنان
أكد الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم، أن الشهداء بذلوا أنفسهم، فنالوا جزءًا وقبسًا من مقام الشفاعة العظمى لمحمد (ص)، فأصبحوا شفعاءنا، لأن أرواحهم قدمت من أجلنا، وها هم يمشون معنا ويراقبوننا وينظرون إلينا من عليائهم، بل هم الأكثر حضورًا، فنحن في المجاز، وهم في الحقيقة، ونحن تحجبنا الحجب، وهم مصداق الآية الكريمة، "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد".
كلام بيرم جاء خلال رعايته حفل توقيع كتاب "أتنفّس عليًّا" للمؤلفة إسراء لافي عودة في الغبيري، والذي يحتوي على قصص من سيرة الشهيد القائد السيد علي عباس مرتضى، بحضور عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ عبد المنعم قبيسي، الباحث السياسي الدكتور بلال اللقيس، وعدد من الفعاليات والشخصيات الأدبية والتربوية والثقافية والاجتماعية، وجمع من المدعويين.
وأكد بيرم أن مسيرة المقاومة مستمرة، فنحن لسنا حبات من خرز متناثرة، وإنما حبات نشكل مسبحة تسبح الله، وقطرات ماء لن تتبخر تحت الشمس، لأنها أصبحت جزءًا من بحر الأمة عزة وكرامة وحركية وبقاء وانتصارًا، وإن أمة تقدم مثل هؤلاء الشهداء ومثل السيد الأسمى (رض)، لا يمكن أن تهزم.
وكان قد افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم وعرض فيلم وثائقي أوجز أبرز محطات الشهيد في عمله المقاوم، ثم كانت كلمة للشيخ قبيسي قال فيها إنّ الشهادة هي حركة مسؤولة مصنوعة بتقدير وتوفيق إلهي، نتج عن خيار قُدّر لهذا الإنسان أن يعيش في ظروفه، فيتمسّك به لخصوصيات جعلت منه أيقونة ومدرسة.
بعدها، كانت كلمة للدكتور اللقيس أوضح فيها أن هؤلاء الشهداء هم المصداق الحقيقي والدقيق للذين قتلوا في سبيل الله، فلم يقتل هؤلاء في سبيل شيء من حطام هذا الدنيا، وجاهدوا وقتلوا في سبيل الله من أجل أهداف مقدسة وفي سبيل الله، الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان المعذبين الممقهورين.
ثم كانت كلمة لمؤلفة الكتاب إسراء عودة شرحت فيها عن محتويات الكتاب وعن بعض القصص في المسيرة الجهادية للشهيد القائد السيد علي عباس مرتضى منذ دخوله في خط الجهاد والمقاومة وحتى شهادته المباركة.
وفي الختام، جرى توقيع الكتاب، وتوزيع نسخ منه على الحاضرين.