اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الصين تخترق العمق الأميركي اللاتيني

لبنان

عز الدين: المقاومة بخير 
لبنان

عز الدين: المقاومة بخير 

68

تخليدًا للدماء الزاكية ووفاءً للنهج المقاوم، أقام حزب الله احتفالا تكريميا لشهداء مدينة الخيام الجنوبية، بحضور ‏عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين ومفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبد الله إلى جانب ‏عوائل الشهداء وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من المدينة والقرى المجاورة.‏

بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ألقى عز الدين كلمة قال فيها: "في ‏محضر الشهداء يكون الكلام صعبًا، والبيان أصعب، كيف ونحن في محضر شهداء مدينة الخيام التي صمدت ‏وجاهدت وقدّمت وسطّرت بشهدائها ومجاهديها وأهلها ملحمةً سيكتب عنها التاريخ بأحرفٍ من ذهب، لأن هذا ‏الصمود الذي حصل ما كان ليحصل لولا أن هؤلاء الشهداء، والذين تنافسوا في ما بينهم للمجيء إلى الخطوط الأمامية، ‏وإلى القرى التي أدركوا أن العدوّ قد وضعها على خريطة الطريق لاحتلالها والبقاء فيها والسيطرة عليها والتحكم ‏بها. ولولاهم لما استطعنا اليوم أن نأتي إلى هنا لنقيم هذا الحفل، ولكان العدوّ الصهيوني يحتلّ إلى جنوب نهر ‏الليطاني أو إلى ما بعده، لأن هذا العدوّ عندما دخل بريًّا ليحتلّ كان يريد أن يصل إلى الليطاني لخلق منطقة عازلة ‏تجعل مستوطناته الأمامية بمأمنٍ عن سلاح المقاومة وصواريخها".‏

أضاف: "هؤلاء الشهداء أدركوا أنهم مقبلون على الاستشهاد، فأتوا بروحيةٍ عالية لمواجهة العدوّ ‏وتنافسوا في ما بينهم للمشاركة، ورسموا هذه الأسطورة التي ستبقى منقوشة على صفحات التاريخ، ولن يستطيع العدوّ ‏أن ينسى ما حصل له وما تكبده من خسائر بعد أن عجز عن احتلال مدينة الخيام والبقاء فيها والسيطرة عليها ‏والتحكم بها، بعد أن زجّ لها فرقة من جيشه لاحتلالها ولم يتمكّن من ذلك، ونؤكدها هنا أننا جميعًا مدينون لهؤلاء ‏الشهداء ولتضحياتهم ولدمائهم الطاهرة والمقدسة التي روت هذه الأرض التي نحيا عليها. وكلّ  ذلك قاموا به دفاعًا ‏عن هذا الوطن، وعن سيادته وحريته ومكانته، هذا الوطن الذي لا نقبل إلا أن ترسمه دماء هؤلاء الشهداء، لأنهم هم ‏الأحق برسم صورته، هؤلاء الذين قدّموا أغلى ما عندهم، أغلى ما في الوجود، قدّموا أنفسهم لأجل أن نحيا نحن، ‏ولأجل أن يبقى هذا الوطن عزيزًا".

وتابع عز الدين: "هذه المقاومة التي انتموا إليها، هي مقاومة لم تسقط ولن تنهزم ولم تنكسر، وما تزال تملك ‏الإرادة والحافزية كما تملك القضية المحقة في الدفاع عن الأرض والكرامة. وهذا العدوّ يريد القضاء عليها، لأنه ‏أدرك أن بقاءها يعني استحالة احتلال أرضنا أو البقاء فيها، وهذه النقاط التي ما يزال يحتلها سيخرج منها عاجلًا أم ‏آجلًا، وقد أفشلت المقاومة كلّ مخطّطاته وأهدافه، فلم ينجح في إعادة المستوطنين إلى الآن، وكان يريد سحق ‏المقاومة وحزب الله، والقضاء على حماس أو تهجير أهل غزّة، ولكنه لم يستطع تحقيق أي من أهدافه، والتجربة في ‏غزّة واضحة وجليّة، فهو على الرغم من المجازر التي ارتكبها والحصار والجوع وتدمير المستشفيات والبنى التحتية، كما ‏حصل في عددٍ من القرى على خط التماس في لبنان، لم يتمكّن أيضًا من تحقيق أهدافه".‏

وشدّد على أن: "المقاومة في لبنان استعادت عافيتها، وما تزال قائمة وموجودة، وتستطيع أن تواجه ‏في أي لحظة قد يشنّ فيها العدوّ هجومًا بريًّا أو يحاول احتلال مزيدٍ من الأراضي"، مشيرًا إلى أن "دماء هؤلاء ‏الشهداء هي التي أوقفت هذا العدوان الذي استغاث فيه "الإسرائيلي"  بالأميركي لوقف إطلاق النار ووقف العمليات، إذ ‏إن المقاومة لم تمكّنه من احتلال أي قرية أو السيطرة على الميدان، فاستنجد بأميركا، وحصلت ضغوطات آنذاك وما ‏تزال هذه الضغوط تمارس على لبنان حتّى اليوم".‏

وقال عز الدين: "إذا أردنا أن نتحدث عن أهمية وعظمة هذه المقاومة، ففي المعادلة العسكرية بين الجيش ‏وبين المقاومة لا تعتمد على ميزان القوى العسكرية فقط، وإلا لما استطعنا في العام ألفين تحرير الجنوب وهزيمة ‏العدو، لأننا لم نكن نملك الأسلحة التي يملكها العدوّ ولا القدرات الاستخبارية والتجسسية، ومع ذلك استطاعت ‏المقاومة أن تحرر الأرض من الاحتلال "الإسرائيلي". يكفي إذًا أن تكون المعادلة بين المقاومة والجيوش المستعمرة ‏أو المحتلة ليست بالمساواة في القدرات العسكرية، إنما ما يجعل المعادلة متوازية هو أننا نملك قضية حق، ونملك ‏إرادة، ونملك حالا معنوية وروحية وحافزية في القتال، مذكّرًا بقول رئيس وزراء كيان الاحتلال الأسبق إسحاق رابين إثر ‏عملية كمين شيحين، في العام 1993، والذي نفذته المقاومة الإسلامية وأوقعت فيه عشرة قتلى من الجنود الصهاينة: "لقد ‏هزمنا حزب الله، لأننا ماذا نفعل لإنسانٍ يقتحم الموت وهو يبتسم؟"‏".

وأكد عز الدين أن: "هذه التضحيات وإن دماء هؤلاء الشهداء هي أمانة في رقابنا فنعاهدهم بأننا لن نخون ‏الأمانة، وسنبقى على العهد والنهج والصراط المستقيم الذي ساروا عليه.  هذا القتل المتنقّل الذي يمارسه العدوّ ‏في سياق الضغوطات العسكرية والأمنية، ما هو إلا ضغط وتهويل نفسي وترهيب اقتصادي في محاولة لإبقاء الرعب والخوف قائمين، وأن تدمير الآليات والبنى التحتية المدنية، لن يجعلنا نستسلم لإرادة هذا العدو، وما وجودنا ‏اليوم في مدينة الخيام وفي القرى الأمامية الأخرى إلا تحدٍّ لهذا العدو، وهذا السلاح الذي يستخدمه لن ينفعه على ‏الإطلاق، ولن يتمكّن من كسر إرادتنا في الصمود والبقاء".‏

وتابع: "العدوّ يمارس الاعتداء فيستهدف مصانع أسمنت وجرافات وآليات وأماكن مدنية بهدف منع ‏إعادة الإعمار، ولكننا في هذا الملف تحديدًا نحن سنبقى نتابع مسؤوليتنا على المستوى النيابي والسياسي والحزبي ‏من أجل الضغط على الحكومة لتدرج في موازنة 2026 بندًا لإعادة البناء والإعمار؛ كونه من أولويات البرنامج ‏الحكومي الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه، وأولويتنا الثانية هي إخراج العدوّ من الأرض التي يحتلها".‏

وأضاف: "نسمع اليوم عن نغمة التفاوض مع العدو، فإذا كان المقصود به ما كان سابقًا في اللجنة ‏الثلاثية لترسيم الحدود وتحديد النقاط المختلف عليها، فهذا أمر كما حصل سابقًا تتولاه الدولة، أما إذا كان المطلوب ‏من التفاوض هو الوصول إلى "السلام" "الإسرائيلي"  أو "التطبيع" أو إقامة علاقات مع العدوّ الصهيوني، فهذا أمر ‏مرفوض ومدان، لأن أغلب الشعب اللبناني يرفض إقامة علاقات مع العدوّ الصهيوني، ولا أعتقد أن الحكومة تريد ‏ذلك أو إلاّ تكون قد تجاوزت القوانين النافذة والمرعية الإجراء بمعاقبة كلّ من يتصل بالعدو "الإسرائيلي" أو يقدم أي ‏معلومة أو مساعدة، فكيف أن يقيم علاقات مع هذا العدو؟".

وختم عز الدين: "مع الأسف، نجد بعض النواب والسياسيين على شاشات التلفزة بدأوا بالتسويق لهذا الطرح، ‏ولكن مما لا شك فيه أن أهل المقاومة وشعبها وأهل الجنوب وكلّ الشرفاء في لبنان من مختلف الطوائف والذين يمثلون ‏أكثر من 60 بالمئة، وفقًا للإحصاءات والدراسات الأخيرة، يرفضون هذا التفاوض المباشر الذي يؤدي إلى إقامة ‏علاقات أو تطبيع أو سلام موهوم يريده ترامب سلامًا بالقوّة قائمًا على الظلم، وليس على العدل، وهذا لن يكون".‏
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة