لبنان
 
            
أكد الأمين العام لحزب الله؛ سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن أميركا تدّعي التحرُّك في لبنان على قاعدة، الرغبة في معالجة المشكلة وأن يكون لبنان سيدًا مستقلًا، لكنّها بالتجربة "ليست وسيطًا نزيها بل هي الراعية للعدوان، وتساعد على توسُّعه في لبنان والمنطقة".
وفي كلمة له خلال افتتاح معرض أرضي للمونة والمنتوجات الزراعية 2025 الذي تنظمه جمعية جهاد البناء الإنمائية في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت تحت عنوان "سوق أرضي"، أوضح الشيخ قاسم، أن هذا المعرض يُعتبر من الأعمال النموذجية التي تخدم الناس والحرفيين والزراعيين بشكل خاص، وهو فكرة تنموية نموذجية وإبداعية.
 
ونوّه الشيخ قاسم بشعار "أرضي لأهلها" الذي أطلق على المعرض، وقال: "بالفعل أرضي لأهلها.. الصامدون اليوم من أهل الجنوب هم على الخطوط الأمامية يحصدون الزيتون بمشهد سيادة واستقلال"، مؤكدًا أن "هذا المعرض هو للبنانيين لكل اللبنانيين وليس لطائفة".
وأضاف سماحته: "الصامدون اليوم من أهل الجنوب، هؤلاء الشجعان والسياديون الحقيقيون، قدّموا فلذات أكبادهم من أجل التمسك بالأرض.. صاحب الأرض يملك المستقبل، والاحتلال وجود عابر ومن يقاوم يحفظ أرضه، ومن يستسلم يخسر وجوده وأرضه، هذه هي المعادلة الحقيقية".
وتابع: "من أراد أن يلتزم بالطائف لا يستطيع أن يختار منه جزءًا ويهمل أجزاء أخرى.. أول عنوان في الطائف هو السيادة وتحرير الأرض، وأن نكون معًا وأن يؤلمنا ما يصيب أي مواطن".
 
وأضاف: "بارك الله بكم أيها المزارعون والحرفيون والمشاركون في إحياء هذه الأرض، في لبناننا العزيز، وهذا الإحياء هو الذي يعطي الاستمرارية".
وأردف الشيخ قاسم: "أسسنا في حزب الله جهاد البناء من أجل خدمة الناس على قاعدة البذل والعطاء.. أطلق سيد شهداء الأمة في سنة 2020 الجهاد الزراعي والصناعي وكان يقصد في وقتها أن يكون هناك نهضة على المستويين الزراعي والصناعي من أجل أن يكون لنا إنتاج محلي"، وحتى لا نرزح تحت وطأة الضغوط الخارجية الناجمة عن الاستيراد.
ولفت إلى أن مؤسسة جهاد البناء "قامت بأعمال عظيمة ومؤثرة، وتعمل على تطوير الزراعة، فيما الدولة غائبة عن الاهتمام الكافي بالقطاعين الزراعي والصناعي.."، مشيرًا إلى أن جهاد البناء تعطي ولا تأخذ.
وبينما لفت سماحته إلى أن موازانات وزراتي الزراعة والصناعة قليلة، سأل: "هل يُعقل أن تكون موزانات هاتين الوزارتين الحيويَّتين بهذا المقدار القليل؟"، وأضاف "يجب أن تكون الموازنة أكبر ضمن مشاريع تنموية".
وشدد على أن أميركا لن تعطي لبنان شيئًا، وقال: "هي (أميركا) تتحرك في لبنان على قاعدة أنها تريد أن تعالج المشكلة، وأن يكون لبنان سيدًا مستقلًا.. هذا ما تدعيه، لكنّها بالتجربة ليست وسيطًا نزيها بل هي الراعية للعدوان، وتساعد على توسُّعه في لبنان والمنطقة".
 
وأضاف سماحته: "المطلوب من الدولة أن تضع برنامجًا حقيقيًّا للاستفادة من أرضنا ودعم المزارع وإيجاد التسويق المناسب حتّى نخفف الحلقات بين المزارع والمشتري".
وسأل الشيخ قاسم: "ما الموقف من 5000 خرق "إسرائيلي" عدواني؟"، وأضاف "لم نسمع إدانات، بل هم يبررون هذه الاعتداءات، ونشهد اعتداءات على الجيش واليونيفيل.."، وتابع متسائلًا "هل هي تهمة أن يدافع الجيش عن أرضه، ويمنع "إسرائيل" من أن تتقدّم في داخل الأرض؟"، مؤكدًا أن عمل الجيش بالحماية يجب أن يكون مورد إشادة.
وسأل أيضًا: "ماذا يقولون عن اغتيال الشهيدين سليمان في منشرة البياضة وهما في حالة مدنية؟ ماذا يقولون عن الجريمة الموصوفة الكبرى في بلدة بليدا باغتيال الشهيد إبراهيم سلامة في داخل مؤسسة رسمية وهو نائم؟ ماذا يقولون عن العائلة التي قُتلت في مدينة بنت جبيل والجرافات التي دُمرت؟".
وشدد سماحته على أن قوة ارتباطنا بأرضنا أصلب من قوتهم العسكرية مهما بلغت، ولن يغيّر التهويل مواقفنا مع المقاومة والصمود، ولسنا من دعاة الاستسلام والانهزام، ولن نقبل بهما.
وقال الشيخ قاسم: "تستطيع "إسرائيل" أن تقصف هنا وهناك، لكن لا تستطيع أن تنزع حبّ الأرض والرغبة في الاستقلال من قلوبنا، تستطيع "إسرائيل" أن تقتل لكن لا تستطيع أن تمنع العزة في حياتنا.. التضحيات التي قدمناها هي أمانة في أعناقنا وهي جسر عبور في مستقبل أجيالنا".
وأضاف: "نطلب من شركائنا ألا يطعنوا في الظهر، وألا يخدموا المصالح "الإسرائيلية". الجميع في الوطن يجب أن يكونوا معًا.."، وتابع: "نوجه رسالة إلى شركائنا في الوطن. عندما تدعمون أهلكم في منطقة أخرى إنما تدعمون لبنان.. المشهد واحد.. أركان الدولة والمقاومة والشعب كلهم في موقف واحد ضدّ هذا العدوان "الإسرائيلي". ولنعزِّزْ هذا الأمر بالمزيد من الوحدة الوطنية".
ونوّه الشيخ قاسم بموقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، معتبرًا أنه "موقف مسؤول"؛ لأنه أعطى "الأوامر للجيش بالتصدي للتوغل "الإسرائيلي"، وهذا يُبنى عليه".
 
وقال: "لا نتلقى أوامر من أحد، وهذا العدوان وهذه الخروقات من مسؤولية الدولة أن تتابعها"، وسأل الشركاء في الوطن: "أين تصريحاتكم من العدوان "الإسرائيلي" الواسع على لبنان؟"، مشددًا على أن أي اتفاق جديد مع "إسرائيل" هو تبرئة لها.
وأكد الشيخ قاسم أن "الكل في لبنان مسؤول في مواجهة العدوان والاحتلال كلٌّ بحسب دوره ووظيفته.. هذه أرضنا وسنستعيدها إن شاء الله".
وطالب الشيخ قاسم الحكومة اللبنانية بأن تضع على جدول أعمالها دراسة خطة من أجل دعم الجيش ليتمكَّن من التصدي للعدوان "الإسرائيلي"، وأن يضع برنامجًا ليتمكَّن من تحقيق هذا الهدف".
لمشاهدة وقراءة الكلمة كاملة اضغط هنا
 
             
                                             
                     
                     
                     
                     
                        