اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الإعلام الإبراهيمي يفتح النار على الجيش اللبناني: "المعركة ليست مع إسرائيل"!

إيران

إيران

"يوم مقارعة الاستكبار العالمي": روح المقاومة والصمود أمام الغطرسة الأميركية

70

في قلب التاريخ الإيراني المعاصر، يبرز يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر كيوم وطني خالد لمكافحة الاستكبار العالمي، يوم تتجسد فيه روح الثورة الإسلامية وإرادة شعب إيران الأبي في مواجهة قوى الظلم والطغيان. هذا اليوم، الذي يُحيي ذكرى الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي في طهران عام 1979م، ليس مجرد تاريخ عابر في التقويم، بل هو رمز حيّ للكرامة الوطنية والاستقلال الحقيقي، يعكس عمق الوعي الشعبي بأهمية المقاومة ضدّ الهيمنة الأميركية والصهيونية. إنه يوم يتجدد فيه العهد بالصمود، ويُلهم الأجيال الجديدة قيم الشجاعة والتضحية، محولًا إيران إلى منارة للشعوب المضطهدة في العالم أجمع.

کما أن المناسبة تذكرنا بذلك اليوم الذي وقف الطلبة فيه بوجه نظام الشاه العميل لأميركا أيام الثورة الإسلامية، مؤكدين شعار الشعب الاستقلال والحرية، مقدمين الشهداء الطلبة في هذا الطريق.

كما يصادف هذا اليوم ذكرى نفي الإمام الخميني قدس سره الشريف الذي وقف بوجه نظام الشاه البائد معترضًا على قانون الحصانة للأميركيين (الكابيتولاسيون) وتأكيده على منع التدخل الأجنبي وحفظ كرامة الشعب، ولكن النظام البائد ظن أنه بنفي الإمام سيوقف حركة الثورة ولكنها استمرت وانتصرت بنصر إلهي عظيم. 

يأتي هذا اليوم في سياق تاريخي مشرق، حيث أصبحت إيران، بفضل ثورتها الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، نموذجًا للتحرر من نير الاستعمار والاستكبار. 

إن السيطرة على وكر التجسس الأميركي على يد طلبة الجامعات كان رد فعل طبيعيًّا على عقود من التدخلات الأميركية في شؤون إيران، من انقلاب 1953م ضدّ حكومة مصدق، إلى دعم الشاه الديكتاتوري الذي باع ثروات الشعب للغرب. 

في ذلك اليوم، أعلن الشعب الإيراني بصوت مدوٍّ: "لا للهيمنة الأميركية!"، وتلك الحادثة العظمية التي سماها الإمام الخميني الراحل الثورة الثانية قد منعت أميركا من الاستمرار بمؤامراتها ضدّ الشعب وثورته، واليوم حوّل الشعب وكر التجسس الأميركي إلى متحف يروي قصص الجرائم الأميركية، ويذكّر العالم بأن الشعوب الحرة لا تركع أمام الغطرسة الاستكبارية.

إن أهمية هذا اليوم تكمن في تعزيز روح المقاومة، تلك الروح التي غرستها الثورة الإسلامية في نفوس الإيرانيين والأحرار في العالم، جعلتهم يواجهون أعتى القوى العالمية بثبات أسطوري.

أميركا، تلك القوّة الاستكبارية، حاولت مرارًا كسر إرادة إيران عبر الحصار الاقتصادي الجائر، والعقوبات الظالمة، والحروب بالوكالة، لكن شعب إيران رد بصمود يفوق الجبال. 

منذ انتصار الثورة، تحولت إيران إلى قوة إقليمية لا تُقهر، ما أذلّ أميركا وكشف ضعفها أمام إرادة الشعوب.

إيران، منذ بدء النهضة الإسلامية بقيادة الامام الخميني(رض) وحتّى اليوم بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله، أعلنت موقفًا ثابتًا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ليس كشعار، بل كسياسة عملية تدعم المقاومة بوجه العدوّ الصهيوني. 

هذه الروح المقاومة ليست وليدة الصدفة، بل هي امتداد لتاريخ إيران العريق في مواجهة الغزاة. 

الشعب الإيراني، بفضل إيمانه العميق بالإسلام والولاية، يرى في المقاومة جهادًا في سبيل الله، في كلّ عام، تخرج الملايين إلى الشوارع في مسيرات هادرة، تهتف ضدّ أميركا ووكيلها الصهيوني، تعبيرًا عن الإصرار على الاستقلال. 

في عصرنا هذا، حيث يحاول الاستكبار العالمي إخماد شعلة الصمود عبر الحروب الناعمة، ولكن يبرز هذا اليوم كمنارة هدى، إنه يذكرنا بأن أميركا، رغم قوتها العسكرية، قد انهارت أمام إرادة شعوب العالم في مراحل مختلفة خلال العقود الأخيرة، كما أن نفس المصير يجربه العدوّ الصهيوني وهذا يبرز في هزائمه المتكرّرة. 

هذا اليوم يعزز الوحدة الوطنية، حيث يجتمع الشعب تحت راية الاتحاد المقدس، مؤكدًا أن المقاومة ليست خيارًا، بل واجب شرعي ووطني. 

وفي ظل التحديات الذي يخلقها الغرب، يظهر الشعب الإيراني إبداعًا في الاكتفاء الذاتي، محولًا العقوبات الجائرة إلى فرصة للتقدم العلمي والتكنولوجي، اليوم التقدم الإيراني كله ثمار هذه الروح المقاومة.

روح المقاومة للشعب الإيراني انتقلت إلى قلوب الملايين في العالم، محولة اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي إلى يوم عالمي تحتفي به الشعوب المستضعفة والحرة، وخير دليل على ذلك هو خروج الشعوب في مختلف دول العالم ضدّ السياسات الاستكبارية الأميركية وحرب الإبادة الجماعية الصهيونية وتأييدًا ونصرة للشعب الفلسطيني.

هذا اليوم هو يوم الاحتفاء بروح المقاومة والعزة والكرامة والاستقلال، التي تواجه أميركا و"إسرائيل" بكلّ بسالة وإيمان، إنه يوم يتجدد فيه العهد بالنصر.

في هذا الإطار، التقى موقع العهد الإخباري الدكتور موسى حقاني الأمين العلمي لمؤتمر نحن والغرب في فكر الإمام السيد علي الخامنئي الذي سألناه عن هذا التحول العالمي للشعوب تجاه الاستكبار العالمي حيث قال: اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي اليوم تحول إلى يوم عالمي، مقاومة الشعب الإيراني وتقدم الشعب الإيراني في مكافحة الاستكبار العالمي جعلت أبعاد هذه المكافحة تتجاوز حدود إيران.

وأضاف "عندما طالب الناس في بلادنا بحركة تأميم صناعة النفط في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، تأثرت كلّ هذه المنطقة بإيران، لهذا توصل الأميركيون والغرب إلى نتيجة مفادها أنه يجب إيقاف تدفق حركة تأميم صناعة النفط في أسرع وقت ممكن، وقاموا بذلك بانقلاب عسكري أميركي".

وقال الدكتور حقاني: "الثورة الإسلامية لها أبعاد وكلام أساسي للعالم، من هذا المنظور كانت الثورة الإسلامية تسعى لتحرير إيران من سيطرة الاستعمار والاستبداد، وكذلك كان لها اهتمام بقضية بناء حضارة، أي أن مواجهتنا مع الغرب هي مواجهة حضارية أيضًا، ليست مجرد دولة أو حكومة تتصارع مع حكومة، في هذا التقابل الحضاري عندما انتشرت رسالة الإمام الخميني ورسالة الثورة ورسالة الإمام الخامنئي في التحولات المختلفة، الشعوب الحرة المنتظرة لرسالة الثورة الإسلامية كانت تستمع لهذه الرسالة، وهذا يعود إلى 150 عامًا من الانتظار، الانتظار هو أن يأتي أحد ليرفع هذه الراية النضالية، والآن أصبحت عالمية، وفي دول مختلفة في أميركا اللاتينية وفي الدول الأوروبية نفسها وأميركا حيث بتنا نرى هذا التيار الطالب للحق يواجه الاستكبار العالمي".

الكلمات المفتاحية
مشاركة