لبنان
أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمنس خلال استقباله قبل ظهر اليوم الثلاثاء (4 تشرين الأول 2025) في قصر بعبدا أن "من مصلحة أوروبا أن يكون لبنان مستقرًا".
وخلال اللقاء، عرض الرئيس عون للوزير الهولندي الأوضاع في لبنان عمومًا وفي الجنوب خصوصًا، شارحًا المهام التي يتولاها الجيش في المناطق اللبنانية كافة، مؤكدًا أن "لبنان التزم تطبيق الاتفاق الذي تمّ الإعلان عنه في تشرين الثاني 2024، فيما "إسرائيل" تواصل خرق هذا الاتفاق وانتهاك القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وقصف المناطق اللبنانية، خصوصًا في الجنوب والبقاع وتحتفظ بالأسرى اللبنانيين".
وشدّد الرئيس عون على أن "الدعم الأوروبي أساسي ولبنان يتطلع إلى دور فاعل تلعبه الدول الأوروبية لإرغام "إسرائيل" على وقف اعتداءاتها على لبنان والتجاوب مع الرغبة اللبنانية في الانسحاب من الأراضي التي تحتلها وإنهاء الوضع الراهن".
من جهته، أكد الوزير بريكلمنس، أن بلاده "عازمة على مساعدة لبنان وتشجيع الاستثمار فيه"، لافتًا إلى "ضرورة استكمال الإصلاحات التي بدأتها الحكومة اللبنانية".
ووجه الوزير الهولندي دعوة للرئيس عون لزيارة هولندا.
وخلال استقباله مساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا هاميش فلكونر، أكد الرئيس عون أن "الجيش يقوم بدوره كاملًا منذ انتشاره في جنوب الليطاني على إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2024"، لافتًا إلى أن "هذا الانتشار لم يستكمل بسبب استمرار احتلال "إسرائيل" لأراضي لبنان وعدم التزامها مندرجات الاتفاق، إضافة إلى عدم احترامها قرار مجلس الأمن 1701".
وشدد الرئيس عون على "ضرورة تفعيل لجنة المراقبة "الميكانيزم" التي تملك كلّ التفاصيل الميدانية والمهام التي ينفذها الجيش في "تنظيف" كلّ الأماكن التي حلت فيها المظاهر المسلحة وإقفال الانفاق ومصادرة الذخائر وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى جعل المنطقة الجنوبية خالية من أي وجود مسلح، باستثناء القوات الأمنية الشرعية".
ولفت رئيس الجمهورية المسؤول البريطاني إلى "استمرار "إسرائيل" في اعتداءاتها اليومية على الجنوب والبقاع، الأمر الذي يبقي التوّتر قائمًا ويعرض حياة المواطنين للخطر وأملاكهم للتدمير".
وأشار الرئيس عون إلى أن خيار التفاوض الذي دعا إليه لإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" في الجنوب وتداعياته، هو "خيار وطني لبناني جامع، لكن "إسرائيل" لم تحدد موقفها بعد وتستمر في اعتداءاتها".
ولفت إلى أن الجيش "ينفذ الخطة التي وضعها لتحقيق حصرية السلاح ويرفع تقارير دورية إلى مجلس الوزراء"، مشيرًا إلى أن "استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" يعرقل إنجاز المرحلة الأولى من هذه الخطة للانتقال إلى المراحل الأخرى"، موضحًا أن "الجيش يتولى أيضًا جمع السلاح من عدد من المخيمات الفلسطينية".
وشدد الرئيس عون على "ضرورة ضغط المجتمع الدولي على "إسرائيل" للانسحاب من الأراضي التي تحتلها لبسط الأمن اللبناني فيها كليًا، والبدء بمسيرة إعادة اعمار البلدات والقرى التي دمرها "الإسرائيليون"، وهذه ستكون مهمّة الدولة اللبنانية بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة المانحة، علمًا أن إعادة الاعمار لا يمكن أن تتحقق في ظل أجواء أمنية غير مستقرة".